بقلم : مصدق الشريف - سيّدي رئيس الحكومة الموقروالمؤقت. لقد استمعت إلى تصريحك لما سئلت عن ملف أحداث 9 أفريل 2012 والذي جاء فيه حرفيا :" أنا بالنسبة إليّ أغلق منذ ذلك التاريخ ". سيّدي رئيس الحكومة، أدام الله حكومتك آمين وأطال الله في عمر أعضادك الميامين. أنا ولله لا أناقش موقفك كما لا أناقش حبك اللامتناهي لغرق الملفات وكم هي كثيرة...!!! وأنا كذلك لا أناقش حبك لما يسمّى ب"روابط حماية الثورة" سدّد الله خطاهم وكان الله في مسعاهم حتّى يأتوا على الأخضرواليابس فنرتاح ونستريح من هرج المعارضين والنقابيين والصائدين في الماء العكروالذين من الحبّة يبنون قبّة. سيّدي رئيس الحكومة علي العريّض، أعزالله مقامك وزاد الله في وقارك ورزقك من حيث لا تحتسب.اليوم أصبحت رئيسا للوزراء تصول وتجول وكل ما يهبّ ويدبّ في قبضتك مطوي كطيّ السجل للكتاب . . . أنا كذلك يا سيّدي أساندك وأثق في كلامك ثقة عمياء لا يمسّها الباطل من أمام ولا من خلف؛ فلا أحد قد اعتُدي عليه يوم 9/4/2012 ولا أحد قد جرح أو كسّرت رجله أو يده أوتعّرض حتّى إلى سماع كلمة عتاب، فكل التقاريرالتي صدرت وكل الصورالتي التقطت والشواهد التي أدلى بها العام والخاص، كلها ودون استثناء ضرب من البهتان والهذيان؛ وما أراد بها أصحابها إلا تعكيرالجوّ السياسي للبلاد أقضّ الله مضجعهم وحول الله تجاذباتهم السياسية إلى تدافع كما تروق اللفظة لحزبك الموقر. ولكن سيّدي رئيس الحكومة المؤقت - وغاية المنى عندي أن تمسي مؤبدا - لماذا خرجت علينا بتصريحك هذا : " أنا بالنسبة إليّ أغلق ذلك الملف منذ ذلك التاريخ"؟ لماذا تأخرت إلى هذا الحدّ : بعد سنة بالتمام والكمال؟ لماذا وأنت تعتقد اعتقادا جازما في ما تقول وأنك على يقين أنك صادق؟ لماذا خجلت واستحييت من الحق؟ سيّدي رئيس الحكومة... أنا لا أناقشك في كل ما ذهبت إليه لكنّني أقول لك، وإن حتى أمرت بأن يبتروا أصابعي ويقطّعوا لساني ويزلزلوا الأرض تحت أقدامي، إنك حقّا على باطل، على باطل، على باطل .