جندوبة: انطلاق بناء مدرسة اعدادية بجاء بالله طبرقة    يساهم ب 16% في الناتج المحلي: الاقتصاد الأزرق رافد حيوي للتنمية    عاجل/ إضراب مرتقب في قطاع المحروقات.. وهذا موعده    كيف سيكون طقس اليوم ؟    قفصة : الاعدادية النموذجية تتحصل على أفضل عمل متكامل    "حراك 25" يناشدرئيس الدولة الترشّح لانتخابات 2024    جبنيانة: حجز 72 طنا من الأمونيتر    شملت شخصيات من تونس..انتهاء المرافعات في قضية "أوراق بنما"    عاجل/ إتحاد الفلاحة: "تدهور منظومات الإنتاج في كامل البلاد"    هيئة الدّفاع عن المعتقلين السّياسيّين: خيّام التركي محتجز قسريا وهذه خطواتنا القادمة    غارة جوية تستهدف موقعا عسكريا لقوات الحشد الشعبي في العراق    يستقطب قرابة نصف اليد العاملة.. مساع مكثفة لإدماج القطاع الموازي    أميركا توافق على سحب قواتها من النيجر    الصين تعلن تشكيل قوة عسكرية سيبرانية جديدة    منظمة الصحة العالمية تعتمد لقاحا جديدا عن طريق الفم ضد الكوليرا    المنصف باي.. الكشف عن عملية سرقة باستعمال النطر والإحتفاظ بشخصين    كرة اليد.. الترجي يحقق فوزه الاول في بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس    المنستير للجاز" في دورته الثانية"    استكمال تركيبة لجنة إعداد النظام الداخلي بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    فشل مجلس الأمن في إقرار العضوية الكاملة لفلسطين: هذا موقف تونس    منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    عبد الكريم قطاطة يفرّك رُمانة السي آس آس المريضة    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    أخبار الترجي الرياضي .. أفضلية ترجية وخطة متوازنة    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    وزير الشباب والرياضة: نحو منح الشباب المُتطوع 'بطاقة المتطوع'    القصرين..سيتخصّص في أدوية «السرطان» والأمراض المستعصية.. نحو إحداث مركز لتوزيع الأدوية الخصوصيّة    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    سيدي بوزيد: وفاة شخص وإصابة 5 آخرين في اصطدام بين سيارتين    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    القصرين: تلميذ يطعن زميليْه في حافلة للنقل المدرسي    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    تفاصيل القبض على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    نقابة الثانوي: محاولة طعن الأستاذ تسبّبت له في ضغط الدم والسكّري    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفجرنيوزتنشرالنص الكامل لبرنامج إضاءات مع د. سلمان العودة
نشر في الفجر نيوز يوم 31 - 05 - 2009


("الإسلام والحركات".. مقال أثار ضجة).....
العربية
الأحد 07 جمادى الثانية 1430ه - 31 مايو 2009م

إضاءات: د. سلمان العودة
اسم البرنامج: إضاءات
مقدم البرنامج: تركي الدخيل
تاريخ الحلقة: الجمعة 29-5-2009
ضيف الحلقة: د. سلمان العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم)
تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي إضاءات، ضيفي في هذه الحلقة هو الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، حياك الله شيخ.
د. سلمان العودة: مرحباً.


"الإسلام والحركات".. مقال أثار ضجة
تركي الدخيل: شيخ سلمان كتبت مقالاً في شهر أبريل نيسان الماضي من عام 2009 نُشر في 11 من الشهر، وأثار هذا المقال الكثير من ردود الأفعال لا سيما عن الإسلاميين. كتبت مقالاً بعنوان: "الإسلام والحركات" قلت أنك زرت بلداً إسلامياً كنت تحمل عنه انطباع غير جيد، وسمعت غير مرة أنه يضطهد الحجاب ويحاكم صورياً ويسجن ويقتل، وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته، وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلف شيئاً ما، فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التدين قائمة، والمساجد تزداحم بروادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن تسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة ندية، لقيت بعض أولئك القرّاء الصلحاء، وسمعت لغة الخطاب السياسي فرأيتها تتكأ الآن على أبعاد عروبية إسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو وهذا معنى صحيح ومبدأ مشترك لا نختلف عليه. الذين انتقدوا مقال الشيخ سلمان قالوا أن هذه البلد لا يبدو أن سليمان العودة زار تونس، يبدو أنه زار بلداً أخر غير تونس. متأكد أنك رحت لتونس شيخ سلمان؟
د. سلمان العودة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. فعلاً هذا مثار استغراب، حتى زيارتي لتونس ربما قبل سنوات لم أكن ولا غيري نتوقع، وقبل زيارتي وبعد زيارتي أيضاً..
تركي الدخيل: ليش رحت بتونس؟
د. سلمان العودة: زارها الشيخ يوسف القرضاوي أيضاً في زيارة يعني مشهودة، ذهبت إلى تونس بدعوة من المنظمة العربية للثقافة والعلوم الإيسسكو، كان عندهم مؤتمر عن الشباب المسلم وتطلعات المستقبل أو تحديات المستقبل، وكان عندي يعني أشبه ما يكون ببحث يمكن لم أتمكن من إلقائه في المؤتمر، لكن أجمل ما في الزيارة هي كسر الحاجز وحصول عدد من.. ممكن أعبر عنها أنها مفاجآت مثلاً لما ذهبنا..
تركي الدخيل: بالنسبة إلك.
د. سلمان العودة: بالنسبة لي طبعاً، لما ذهبنا إلى تونس وجدنا أنه في الطائرة التي أقلتنا وفد من مجلس الشورى سعودي، ووفد من الزراعة ومجموعة ثالثة من الشباب ومجموعة رابعة من التجار، ووجدنا في الفندق الذي أقمنا فيه أيضاً مجموعات مختلفة من أماكن شتى..
تركي الدخيل: كنت تتوقع تروح لتونس لحالك؟
د. سلمان العودة: لأ بس هو هذه فكرة المقال، أن الانفتاح يعتبر شيئاً جيداً بين البلاد الإسلامية، وأن الانغلاق هو الذي يؤهل لظهور حالات من التطرف سواء كان تطرفاً ذات اليمين أو تطرفاً ذات الشمال، وأنه في عصر العولمة والانفتاح ما بين الدول العربية والدول الإسلامية بالضرورة سيكون هناك تبادل للأخلاق للمعارف للثقافات بحيث تزول الصفة الخصوصية في ذلك البلد، فكانت زيارتي كما قلت بالنسبة لي. أيضاً من الأشياء اللي استغربتها أنه كان معنا مجموعة من الكتب يعني لا بأس بها وأحضرها بعض الشباب بدون علمي فاستغرب أنه لما وصلت..
تركي الدخيل: الشباب اللي معكم..
د. سلمان العودة: اللي معي، لما وصلت وجدت أنه سألت يعني في شيء قالوا نعم في مجموعة..
تركي الدخيل: ويش قصدك بدون علمك كان لو علمت ما خلت..
د. سلمان العودة: لو علمت قلت لهم الوضع لا يتحمل هذه الكتب..
تركي الدخيل: أنهم يمنعونها التوانسة..
د. سلمان العودة: نعم مثلاً، فالذي حدث انه هذه الكتب يعني طبعاً أُخذت وقتاً ما ثم رجعت إلينا كما هي في الفندق، وقمنا بتوزيعها. طبعاً هذه الكتب لا أعتقد أن هناك أذن رسمي بطباعة هذه الكتب أو بيعها ليس عندي معرفة بذلك، لكنها دخلت هذه الكتب وتم توزيعها..
تركي الدخيل: وش نوعية هذه الكتب عشان نقدر..
د. سلمان العودة: كتبي وكتب مؤسسة الإسلام اليوم تم توزيعها على حضور المؤتمر وعلى الضيوف وعلى الأعضاء.
تركي الدخيل: وأنت كنت تتوقع أن لو.. قبل الذهاب أنك لو أخذتها تمنع في تونس بناء على الانطباع السابق.
د. سلمان العودة: الانطباع السائد، طبعاً المقال الذي كتبته يعني لم أقصد فيه أنني أقدم شهادة كما يظن البعض عن وضع معين، هو فعلاً المقال عبارة عن انطباع أولي وانطباع بسيط لواحد قام برحلة لمدة يومين أو ثلاثة أيام، زرت العاصمة تونس أنا متأكد منها بدليل أنني ذهبت إلى جامع الزيتونة ومعلوماتي السابقة أن..
تركي الدخيل: أن الزيتونة بتونس..
د. سلمان العودة: بتونس، معلوماتي السابقة أنه جامع الزتيونة مغلق وهذه معلومات لا أقول أنها شكوك، نعم عندي أخبار أنه في الغالب أن يكون مغلقاً..
تركي الدخيل: مغلق ليش؟ لأنه الحكومة..
د. سلمان العودة: فيه تحفظ على الدخول وعلى الخروج إلا في أوقات معينة، بينما أتينا نحن في الليل وكان المسجد مغلق فعلاً في الليل يعني لا يدخله الناس انتهتى الوقت، ومع ذلك فتحوه لنا وهم لا يعرفون من نحن ودخلنا وصلينا فيه المغرب وصلينا فيه العشاء، ووجدنا فيه بعض مجموعات قليلة بطبيعة الحال..
تركي الدخيل: صليتوا المغرب والعشاء بعد انتهاء وقت صلاة العشاء..
د. سلمان العودة: في وقت متأخر نوعاً ما مو بوقت الصلاة صلينا بمفردنا، فالمقصود يعني المقال الذي كتبته أنا لا اعتبره شهادة بعض الإخوة ممكن يعملون..


ما الفرق بين الشهادة والمشاهدة؟
تركي الدخيل: ويش الفرق بين الشهادة والمشاهدات في تقديرك؟
د. سلمان العودة: يعني هذا الفرق أنه بعض الإخوة في بعض الكلمات ممكن يعملون حفريات في الكلمة دي يعني في عمق الكلمة، بينما كلمة في جوارها كانت حرية أنها يعني ينتبه لها، مثلاً المقطع اللي أنت قرأته أنا قلت أن الوضع مختلف شيئاً ما، ثم إذاً فيه أشياء سلبية الواحد يتأكد أنه بلد أي بلد عربي أو إسلامي لا تستطيع أن تقدم شهادة يعني كما يتوقع البعض أنك تتوقع أنه هذا البلد سواء بجهة الحريات أو بجهات محافظة الحقوق أو غيرها، يعني المشكلات وتخلف التنمية موجودة في أي بلد عربي أو إسلامي..
تركي الدخيل: على تباين..
د. سلمان العودة: على تفاوت وتباين، لكن كان المقصود فقط يعني لو قلت ما هي رسالة المقال؟ رسالة المقال كانت هي دعوة إلى الانفتاح بين البلاد العربية والإسلامية، وأن هذا الانفتاح سيكون له مردود إيجابي يعني كبير سواء كان انفتاح اقتصادي انفتاح إعلامي سياسي اجتماعي.
تركي الدخيل: طيب، خليني أقرأ مقاطع أخرى من المقال بعد أذنك شيخ سلمان العودة ونناقشها، فيه مثلاً ما يتعلق بموقف الحكام من الحركات الإسلامية، وأن سبب الحكام هو المغالبة السياسية تقول: "قد يضيق نظام حكم ما بالحركات الإسلامية بسبب الخوف وعدم الاطمئنان أو المغالبة السياسية أو المزاحمة، وقد يقع لبعض الحركات أن تنفتح نحو السياسة وتضخم دورها وأهميتها، وكأن الإمساك بأزمتها يعني نهاية المشكلة والمعاناة، وهي رؤية ضيقة تجاوزتها حركات كثيرة أدركت أن التغيير يجب أن يستهدف سلوك الفرد وعقله ومنحه الخبرات والمهارات والمعارف والأفكار الصحيحة، وليس أن نتصارع على الكراسي والمناصب بإقصائية متبادلة وكل طرف يقول أنا أو الدمار". أحد الملاحظات اللي توجه لك بأن الحركة الإسلامية ممثلة بالنهضة في تونس هي أحد أكثر الحركات انفتاحاً كما يقول الإسلاميون ومع ذلك أنت وقفت منها موقفاً سلبياً في هذه الإشارة.
د. سلمان العودة: لأ هو يعني أولاً فيما يتعلق.. بخليني أغش منك أعطيني المقال حتى أستطيع استرجع بعض العبارات.. يعني أنت تجيب أشد ما في المقرر من الأسئلة.
تركي الدخيل: أنا بسألك الأشياء العادية..
د. سلمان العودة: أعطي الوقت حتى.. فيما يتعلق بموضوع المغالبة وتضخيم دور السياسة، أنا أفرق بين السياسة بمفهومها الخاص اللي هي ممارسة سياسية حزب سياسي ينافس، وهذا قد يكون في العالم الغربي موجود وحق من الحقوق، نحن لا نقول هذا ليس حقاً إنما نتكلم عن واقع إسلامي، كلنا ندرك حدوده وندرك أبعاده يعني لا نختلف على ذلك. ليس الخلاف بيننا في يعني أن هناك نظام عادل ونظام أقل عدلاً، وإنما الخلاف في هل الوضع الآن أحسن من الوضع السابق أو لا، أظن أن الأمور فقط في هذا الإطار على وجه الخصوص، فأحياناً الرؤية السياسية الضيقة هذه قد تؤثر، لكن لو أخذنا السياسة بمفهومها العام، أنا أقول مثلاً وسائل الإعلام خذها مثال الانفتاح الإعلامي، أكيد أن القنوات الفضائية وما تبثه من برامج لها تأثير كبير جداً على الشارع التونسي أو المصري أو المغربي أو السعودي أو حتى في أوروبا وغيرها، وأنها قدمت لوناً من الخطاب يعني قوياً إلى حد أن الحركات الإسلامية التي طوردت يمكن لم تكن ترقى إلى مثل هذا اللون من الخطاب، لكن الانفتاح الإعلامي صنع واقعاً مختلفاً، فيما يتعلق كما تفضلت النهضة أني وقفت منها موقف سلبي..
تركي الدخيل: هذا الواقع المعاصر هل تعتبره سلبي ولا إيجابي أنت؟
د. سلمان العودة: لا أعتبره إيجابي، أنا اعتبر الانفتاح الإعلامي هو بكل حال في الجملة إيجابي بالنسبة لكثير من البلاد، فيما يتعلق بالنهضة الحقيقة لم أقل عن حزب النهضة شيء محدد، وأود أن أقول لكنه أنا ما سميت تونس عشان كده قلت أنت يمكن زرت بلد ثاني، أنا ما سميت تونس قلت بلد إسلامي..
تركي الدخيل: لماذا تورعت يعني عن تسمية تونس؟
د. سلمان العودة: هذا سؤال مهم، تورعت لأن الكلام الذي أقوله وإن كنت فعلاً أنا أقصد تونس في الخطاب في المقال، لكن الكلام الذي أتيت به والاستنتاجات لا تخص تونس وإنما جزء منها يتعلق بتركيا مثلاً، تركيا كانت تحارب الحجاب وأذكر أن الشيخ الغزالي وكذلك الشيخ القرضاوي كان عندهم في الماضي أطروحة قوية جداً حول موضوع التطرف العلماني في تركيا وفي تونس كمثال، كذلك مثلاً ليبيا، ليبيا على ما فيها تشهد الآن نوعاً من التغييرات الداخلية القوية..
تركي الدخيل: فيما يتعلق بالتعامل مع الإسلاميين؟
د. سلمان العودة: فيما يتعلق بالتعامل مع الإسلاميين بالضبط مع الذين كانوا في السجون، مع المنفيين، إذاً أنا فقط أريد أن أبرز هذه النقطة أنه صحيح أنه الكلام والبلد الإسلامي الذي يعني قصدته هو تونس لكن الاستطرادات والاستنتاجات وقضية الانفتاح وبعض الأشياء لم أقصد أبداً أنها تقتصر على تونس، وإنما قصدت الفكرة. ولذلك إلغاء الاسم يعطيني فرصة أنني أتكلم بحرية أنه ليس المقصود بلداً بعينه وليست شهادة لصالح بلد أو ضد بلد آخر.
تركي الدخيل: طيب. ترجع لي ورقتي لو سمحت..
د. سلمان العودة: أبشر..
تركي الدخيل: شكراً جزيلاً. فيما يتعلق شيخ سلمان بموضوع تونس، أنت قبل قليل قلت لي أنه مثلاً ليبيا نجد فيها انفتاح، قلت لك في التعاطي مع الإسلاميين؟ فقلت نعم، تتحدث في الآونة الأخيرة تحديداً عن أن الإسلام أكبر من الحركات الإسلامية، وعن أن الإسلاميين ليسوا بالضرورة هم الإسلام، تقول في ذات المقال: "ليس إداً من القول أن نصرح بأن الإسلام أكبر من الحركات وأبقى، والحركات هي محاولة بشرية يعتريها وتفتقر إلى التصحيح والاستدارك الدائم ومحاربة روح التعصب والإصرار والإمعان وقبول المراجعة، وتعهد الناس بالتفريق بين التدين في الإسلام الذي هو حق الله على العباد كما في محكمات الكتاب والسنة وبين رؤية ظرفية اجتهادية قد يحتشد حولها جمع من الناس فيصيبون ويخطؤون، الإسلام أكبر من الدول والحكومات والمؤسسات وكل أوعيته تذهب وتجيء ويبقى الإسلام". هذا يعني أن فترة من الفترات شهدت تماهياً بين الإسلاميين والإسلام، كان الإسلاميون يقدمون أنفسهم على أنهم هم الإسلام؟
د. سلمان العودة: ليس كلهم فئة منهم، يعني مثلاً على سبيل المثال هناك المتطرفون مثل جماعات التكفير جماعات الهجرة الجماعات التي كانت لا تؤمن حتى بإسلامية الإسلاميين غيرهم، هؤلاء كانوا يعتبرون أنفسهم هم الأمة، ولكن هذه فئات محدودة جداً وضيقة التأثير وإن كان صوتها مسموع إعلامياً. إنما هناك حركات إسلامية كبيرة جداً وواسعة وممتدة، وهذا الحركات حركات يعني أنا لا أذيع سراً أنا قلت أنني صديق لكثير من رموز هذه الحركات الموجودين على قيد الحياة وعلاقتي معهم، وإلى حد والبعض أحياناً قد يعني يلتبس عليه الأمر فيما يخصني شخصياً وأنا أسمع أحياناً..


العودة: هناك من يصنفني بعد كل مقال أكتبه
تركي الدخيل: تصنيفك؟
د. سلمان العودة: من يصنفني، هناك من يقوم بتحليل الدم عندك عقب كل مقال ثم يقوم بتصنيفك بناء على هذا التحليل..
تركي الدخيل: آخر تصنيف وش هو؟
د. سلمان العودة: هو اللي يعني يبدو لي من خلال هذا المقال بأنه قد يعني..
تركي الدخيل: صنفت على أنك حكومي
د. سلمان العودة: على أني حكومي، وبالمناسبة أنا طبعاً هي فرصة أن أقول أشكر بكل صدق كل الذين علّقوا على المقال وهم عدد كبير وطيب، الذين انتقدوا المقال لأنهم يشجعوننا ويساعدوننا إلى الوصول إلى الحقيقة وبالتأكيد عندهم قدر من الصواب لم يأتِ عليه مقالي، لأن مقالي ليس مقالاً مستوعباً هو انطباع ليومين في مدينة، هذا الانطباع بالتأكيد لا علاقة للحكومة التونسية به، أنا لم أستضف من الحكومة التونسية ولم أقابل شخصياتها وكلامي عن الخطاب الرسمي هو بناء..
تركي الدخيل: عندك حساسية أن تستضيفك الحكومة؟
د. سلمان العودة: لا ما عندي حساسية بس أنا أخبرك بالواقع، أنه وزع علينا يعني خطاب الرئيس وكان فيه لغة..
تركي الدخيل: خطاب الرئيس في المؤتمر..
د. سلمان العودة: في المؤتمر وفي لغة يعني تتكأ على القيم كما قلت الإسلامية، هذا بغض النظر عما هو الدافع له يعني البعض يقول هذه.. لا يعنيني إلا أنه يؤكد فعلاً.. هذا يؤكد عمق الإسلام في تونس، يعني البعض قد يقول أن هذا طبيعة الخطاب السياسي أنه يتترس بالإسلام، فأنا أقول حتى حينما يتترس الخطاب السياسي بالإسلام هذا معناه أن الإسلام عميق الجذور في البلد، وأنا لم أكن أريد أن يعني أزكي أو ألمع أو أنتقد أحداً، بقدر ما أردت أن أقول إننا في هذه المرحلة بحاجة أولاً كما قلت إلى الانفتاح، وبحاجة إلى أمر ثاني يمكن في موضوع الإسلاميين وأنت تسأل عنه الآن، هو أن فكرة تقديم بديل شمولي لأوضاع قائمة قد يكون أمراً من أهم أسباب الصراع داخل المجتمعات الإسلامية. فإذا أمكن أن يعدل الإسلاميون وترى بالمناسبة حزب النهضة هو حزب منفتح، وأعتقد أنه يمارس نقداً ذاتياً ويمارس تعديلاً جيداً، يعني وأنا معلوماتي أنهم مرتاحون من زيارة العلماء وزيارة الدعاة لتونس ومن حالة من الانفتاح، بل بعضهم رجع إلى تونس صحيح الأمور ليست..
تركي الدخيل: هل هم مرتاحين لمقالك؟
د. سلمان العودة: والله ما أدري الحقيقة المقالة أنا يعني ترى يمكن ضعيف المعرفة بالأسماء ومتابعة الذين كتبوا، ويمكن حتى الاطلاع مو كبير، ولكني الحقيقة أنني ممنون من الذين كتبوا حتى لو كان.. إذا كانت كتابتهم كما قلت لك إذا كانت موضوعية فهي تساعدنا على الوصول إلى مزيد من الحقيقة، ولو كانت غير موضوعية فهي تساعدنا أيضاً على أن نتعلم الصبر وتقدير وجهات نظر الآخرين.
تركي الدخيل: ولكن فيما يتعلق بالمقال توقعت ردود الفعل في إجابة قصيرة؟
د. سلمان العودة: لا..
تركي الدخيل: لم تتوقع هذه الردود، طيب توقعت أني أبغى أنقل لفاصل؟
د. سلمان العودة: أتوقع هذا.
تركي الدخيل: فاصل قصير أيها الإخوة والأخوات نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات، لا يزال حوارنا هذه الحلقة مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، شيخ سلمان كنا نتحدث عن مقالك الأخير "الإسلام والحركات" الذي تحدثت..
د. سلمان العودة: هو ترى مش أخير..
تركي الدخيل: يعني اللي آخر شي..
د. سلمان العودة: قبل شهور بس تأخر نشره يعني..
تركي الدخيل: اللي تأخر نشره.. عن زيارتك إلى تونس، قلت في المقال بأنك زرت إذاعة مخصصة للقرآن الكريم..
د. سلمان العودة: إذاعة الزيتونة اسمها..
تركي الدخيل: قرأت لهم قرآن لأنها مخصصة للقرآن..
د. سلمان العودة: استمعت إليهم ما شاء الله هم متقنون مجودون، واستمعت إليهم استفدت منهم، قرأت لهم قصيدة لأني لم أتمكن كان عندي عن مشاركة عن مؤتمر ما استطعت أن ألقيها فعوضتها بقصيدة..
تركي الدخيل: ليش عشان تلقي..
د. سلمان العودة: الوقت كان ضيق ويعني تداخلت الأمور فآثرت لأنه مطبوع التقرير أو المقال..
تركي الدخيل: أن توزعه..
د. سلمان العودة: آثرت أن أوزعه، بالمناسبة كنت مركز فيه على فكرة معينة قد تكون مفيدة جداً في حوارنا الآن، وهي أنني تكلمت أنه من أهم ضمانات حفظ الأمن وحفظ الإيمان في أي بلد عربي وإسلامي، وكنت أقصد هذه الكلمة بالذات.. هو ضرورة وجود مرجعية أو خطاب إسلامي معتدل ومستقل ويمارس قدراً من الحرية في أي بلد إسلامي، لا يكون بوقاً للسلطة ولا يكون ضد أو معارضاً للسلطة أيضاً.
تركي الدخيل: اللي تعتبر أنك أنت تمثله؟
د. سلمان العودة: لا لا بالعكس أنا يعني تلميد صغير من تلاميذي، لكن اعتقد أنه يمكن أن يوجد يعني يمكن أن يوجد ويكون ضمانة لوجود علاقة ما بين الأطراف المختلفة..
تركي الدخيل: خطاب معتدل، أن لا يكون.. يساهم في حفظ الأمن أن لا يكون حكومياً؟
د. سلمان العودة: يكون مستقل أنا أقول لا يكون حكومياً، الحكومات مثل العالم العربي مستحوذة مهيمنة، لكن أقصد أن يكون مستقلاً بمعنى أن لا يُطلب من هذا الخطاب أن يكون معبراً عن موقف الحكومة، وفي الوقت ذاته القائمون على هذا الخطاب يجب أن لا يكونوا مجرد صف معارضة، وإنما يكون عندهم قدر من.. كما قال الله "كونوا قوامين بالقسط شهداء لله" بحيث يكون قيامهم بالقسط يضمن أن تكون علاقتهم دافئة مع الأطراف المختلفة يحفظ التوازن داخل المجتمع، ويقي مجتمعاتنا من شرور التفلت التي تحدث والانفجارات الكثيرة، ويساهم في أن مكونات المجتمع العربي والإسلامي كلها تصب في خانة البناء والتنمية.


هل عندك تحفظ على المؤسسات الدينية الرسمية؟
تركي الدخيل: بس كأني أفهم منك شيخ سلمان العودة بأنك تريد لهذا الخطاب أن يكون خارج المؤسسات الدينية الرسمية، يعني عندك تحفظ على المؤسسات الدينية الرسمية؟
د. سلمان العودة: هو طبعاً ليس عندي تحفظ، لكنني أعتقد أنها وحدها لا تكفي، لأن المؤسسات الرسمية لما يكون هناك مواقف أحياناً مطلوبة يبدو لكثير من الناس كما لو كانت هذه المواقف مفروضة عليها أو هكذا يظنون، بينما لو أمكن أن يكون هناك تنوع في الخطاب، يعني الآن الخطاب يمكن أن يكون يملكوا مؤسسات عديدة جداً مؤسسات رسمية ومؤسسات مستقلة ومؤسسات رديفة ومؤسسات مدنية وهي تمارس خطاباً دينياً.
تركي الدخيل: أقول لماذا لا تفترض بمن يتحدث ضمن المؤسسات الدينية الرسمية بأنه ينطلق من التوجيه الإلهي كونوا قوامين بالقسط؟
د. سلمان العودة: هذا ممكن، لكن أيضاً الجمهور جمهور الشارع هو يفترض كل الأشياء، لو نظرنا على سبيل المثال لمجموعات العنف التي انطلقت في باسم طبعاً حركات إسلامية وإن كانت متطرفة في مصر في سوريا في فترة مضت في السعودية، كثير من هذه الحركات من أول ما تلغيه وتشطب عليه الخطاب الرسمي، وتلقائياً هي ما تحاول أن تقول أن هذا الخطاب مملى، ولو لم يكن هذا الكلام صحيحاً إلا أن..
تركي الدخيل: يعني صارت القصة مش انتصار للحق ومحاولة لعرض الكلام على ميزان الحق بقدر ما هي مواقف مسبقة؟
د. سلمان العودة: أي مواقف، وأيضاً أن تعرف أنه الناس بحاجة إلى أن لا تصنفهم كلهم في خانة واحدة، يعني أنت أمام شعوب بأكملها الشعوب الإسلامية كلها شعوب أو جلها شعوب متدينة، في معهد جالوب عملوا استطلاع على الشعب المصري فوجدوا أن 100% ممن استطلعوا يقولون بأن الدين هو أكثر الأشياء تأثيراً في حياتهم، هذه الروح المتدينة لا يمكن أن يستوعبها تيار واحد حتى لو كان تياراً شعبياً، تياراً حتى لنقل طاغياً وقوياً ومؤثراً أن يوجد 5% - 10% من هؤلاء الناس لهم رؤية خاصة يتجمعون حولها ربما يحدثون تأثيراً سلبياً كما لاحظنا في كثير من الأحداث التي جرت، يعني لا يشترط أن يكون هناك تيار عريض حتى يقع الإشكال.
تركي الدخيل: طيب. ألقيت قصيدة في إذاعة القرآن الكريم عن تونس، تقرأ لنا شي منها؟
د. سلمان العودة: إيه لا بأس، طلبوها مني "يا تونس الخضراء" جئتك هاتفاً طال السرى يا تونس الخضراء.. المجد أنت وفي ثراك تجسدت أسراره.. هذا الثرى معطاء.. والحب أنت عناده ووداوده ومداده والشوق والبرحاء.. والفجر أنت مآذن فوق الذرى الله أكبر ضجة وحداء، وفعلاً أنا سمعت الأذان في الفجر فوجدت أن المآذن تضج في العاصمة، لا أستطيع أن أقول أن هذه مكرمة حكومية أو.. لكن هذا يعبر عن روح المجتمعات الإسلامية.
تركي الدخيل: كنت تتوقع أنك لن تسمع آذاناً في تونس ولا فيه إذاعة قرآن؟
د. سلمان العودة: كنت أتوقع أنه يُسمع على استحياء أو لا يسمع أحياناً.
تركي الدخيل: ولا في إذاعة قرآن ولا كنت تتوقع؟
د. سلمان العودة: "الفجر أنت مآذن فوق الذرى.. الله أكبر ضجت وحداء.. والماء أنت على ضفافك ينتهي.. عطش الحياة وتورق الصحراء.. والورد أنت أزاهر فواحة.. هتف الجمال وفاضت الأنداء.. والوعد أنت فأنجزي وعد الهوى.. إن الصبابة موعد فلقاء.. والحرف أنت وأنت بوح صادق فليسكت الشعراء والبلغاء". بالمناسبة إذاعة الزيتونة وجدت أنه اللي يملكها هو شاب في مقتبل العمر يمكن دون الثلاثين، أعتقد أنه اسمه محمد صخر الماطري هو زوج بنت الرئيس، وسمعت أن الرجل وزوجته أيضاً أنهم في الجملة على خير، وصراحة أنا كتبت له خطاب وأهديته بعض كتبي وطلبت لقائه، لكنهم قالوا أنه مسافر وقتها إلى اليابان، فأنا أقول يعني هنا أيضاً أنت لما تجد أنه والله فيه هذا الصوت الذي يصدح بالقرآن الكريم هذا لا يلغي وجود ألوان من المباذل والانحرافات في المجتمعات التونسية والمغربية والسعودية والعربية وغيرها، لكن القصة أنك تقرأ الوجه الإيجابي أو تنظر ولو مؤقتاً تنظر إلى الجزء الملآن من الكوب.
تركي الدخيل: رد عليك من ضمن نت ردوا عليك على مقالتك هذه عبد السلام الناجي، فقال بأن مقالتك أشبه بمنفسترو سياسي في مسيرة الدكتور سلمان السياسية، ولكنه منفسترو أظن تعني ثورة في الخطاب بالمقلوب طبعاً، بكل صراحة ووضوح يعلن الدكتور العودة انتقاله من أن يكون صوت المعارضة إلى أن يكون صوت النظام، المقال تمثل الإعلان النهائي لطلاقي الانتسابي إلى الإسلاميين
د. سلمان العودة: هو أنا أؤكد مرة ثانية أني احترم كل الأصوات سواء كان مرغمين على أن نسمعها ولا مختارين، أنه فعلاً التنوع تنوع الأطياف وتنوع الرؤى هو أحد الحلول.
تركي الدخيل: من هم اللي أنت مرغم على سماع صوتهم؟
د. سلمان العودة: لأ الجميع، يعني مثل هذه الأصوات ذات اليمين ذات الشمال ليس بشرط أن يكون الرأي مما توافق عليه، مثلاً لما يقول انتقلت من المعارضة إلى الحكومة، أنا لا أوافق على الثنيتن لا أرى أن أكون صوت المعارضة لم أضع نفسي في هذا الموضع، ولا أرى ولا أريد أن أكون صوت لأي حكومة أيضاً أيا كانت، الذي أريد أن أكون صوت معبّر عن نفسي وعما بيني وبين الله سبحانه وتعالى، أؤكد من الأشياء المهمة أن لا نقوم بتحليل دم أي كاتب عقب المقال لنقوم بعد ذلك بنقله من.. يعني حتى مقال ما ننقل..
تركي الدخيل: ألم تكن في فترة من الفترات تسوّي هذا تمسك بعض المقالات تحللها أنت؟
د. سلمان العودة: لا ما فيه..
تركي الدخيل: الدرس الأسبوعي ببريده ما كان فيه أحياناً استعراض لبعض المقالات؟
د. سلمان العودة: لا هو تعليق على مقالة هذا لا بأس به، مع أني لا أنتقد بالمناسبة حتى مثل الأستاذ عبد السلام الناجي أو غيره ممكن كتبوا بعني هذا رأيهم وجهة نظرهم وعندهم جزء من الصواب، إذا كنت لا أوافقه على هذه الجزئية أنا لم أقرأ المقال، لكن أنا متأكد أنه في المقال أشياء وأشياء يمكن أتفق معه عليها، حتى لو كان هو يعني لا ينتبه إلى أني أوافقه عليها.
تركي الدخيل: يمكن شيخ ما القيمة التي تضيفها لكاتب يرد عليك عندما تقول أنك بالتأكيد ستجد ما توافقه على المقال؟
د. سلمان العودة: نعم، أنا قصدي أنه يعني ليس من الضروري أنه كل ما كتب كاتب مقال رد عليه آخر يكون هناك رد على الرد، أو أن الناس والقرّاء يصطفون ما بين أحد يكون مع هذا أو أحد يكون مع ذاك، نحن في عصر الإنترنت في عصر الانفتاح الفضائي. هنا ينبغي أن نتعلم وأن نستفيد من أدبيات هذا المنتج الجديد في أنه لا مانع أن يكون هناك وجهات نظر متعددة، وأنه ممكن أنا أستفيد من هذا الكاتب هو استفاد مني أنا استفدت منه، لا يلزم أن أرد لأن الرد يعني الإغلاق أنا لما أرد عليه معناه أنني أغلقت بابا الاستفادة مما يقول، لكن ربما بعد فترة يتبين أنا أو يقع تراكم عندي إيجابي، فترك المجال أفضل من إغلاقه بردود متبادلة أحياناً.


أنت لا ترد على من يكتب عنك؟
تركي الدخيل: لذلك أنت لا ترد على من يكتب عنك؟
د. سلمان العودة: هذا سبب وفيه سبب آخر مهم جداً وهو أنا دائماً أحب..
تركي الدخيل: هل تتكبرر على..
د. سلمان العودة: لا لا استغفر الله، أحب أن يكون عندي..
تركي الدخيل: يعني في الناس يقولون ما هو اللي يريدون على الشيخ سلمان ما يعتقد أنه.. يعطيهم قيمة لو رد عليهم؟
د. سلمان العودة: ما يستاهلون لا لا بالعكس بعضهم يعني هو يعطيني قيمة، لكن أولاً أنا لا أقرأ كثيراً لأنه ما تستطيع تقرأ، يعني كم في الإنترنت من مقال أو كتابة في الصحف ملاحقتها أمر متعذر، الشيء الثاني يمكن الطريقة التي استخدمتها هي العملية الإيجابية، أنا أكتب وأقرأ وأُلقي وأسافر وأشارك، فلو أن الإنسان كل ما عمل شيئاً حاول أن يتوقف ليرى ردود الأفعال ويتعامل معها، معناه أنه سيكون حراكه بطيئاً. النقطة الثالثة وهي مهمة جداً عندي كما أنت ذكرتها أنه أنت لما ترد تغلق باب الاستفادة من هذا الإنسان لما ترد عليه، بينما لو تركت الأمر ربما تستفيد يعني سواء الآن أو فيما بعد، زد على ذلك أنه أنا أبحث صراحة عن الراحة النفسية، يعني بعض ردود الأفعال قد تكون قاسية أنت تقول من حق الناس أن يقولوها، لكن ليس من الضروري أن أتلقاها أنا وأتعب معها ويمكن الواحد أحياناً يجلس لبعض الوقت وهو يفكر لماذا قيل هذا عني أو لماذا ظن بي أخي ظن السوء أو ما أشبه ذلك، هذا يكون مدخلاً للشيطان.
تركي الدخيل: إذاً أنت لا تقرأ ما يكتب عنك إلا إذا كان مديحاً؟
د. سلمان العودة: حتى المديح أنا مثلما يقول المنفلوطي دعوا هذه الأكاذيب تتصارع فيما بينها، هناك ناس يمدحونك..
تركي الدخيل: خلاف أطروحاتك أكاذيب..
د. سلمان العودة: لا مش أطروحاتي، بعض المديح المفرط والذم المفرط هي أشياء يقابل بعضها بعضاً، قد تجد إنسان يمدحك مدحاً لا تحلم به النجوم كما يقال، وآخر يذمك ذماً لا تبرق عليه الحيوانات، فأنت تقول هذا وذاك. يعني كلها أشياء يعني يرد بعضها بعضاً، ويبقى ما هو خارج الإطار الذي هو نقد موضوعي وهذا موجود في مقالات الإخوة الذين كتبوا، إبراز جوانب أنت لم تبرزها إما لأنك غفلت عنها أو لأنك أصلاً لم تتقصدها. الحديث عن منفيات عن خفايا..
تركي الدخيل: طيب كيف يمكن أن نصحح.. جميل، لكن كيف يمكن أن يصحح المرء خطابه أو منهجه إذا لم يتعاطى مع ردود الأفعال أنت تقول أنا ما أقرأها؟
د. سلمان العودة: لا، يعني مثلاً تعليقات في الإنترنت يعني مقال تكتبه يجي عليه مثلاً أحياناً مئة تعليق أو أكثر، من الصعب أن تقرأ خاصة هذه الأشياء مكررة فيها شخصانية، لكن المقالات ذات القيمة التي لها قيمة موضوعية في الغالب أن الإنسان يتصل بها يعني يتم اختيارها وإيصالها، بحيث الإنسان يطلع عليها سواء كانت مع أو كانت ضد، ويمكن الإنسان يسمع الضد أكثر لأن الحقيقة أنا أريد أن أقول لك أنه كثير من الأشياء التي قد ينسبها الناس لي ويثنون بها علي هي ليست مني، وإنما أنا اقتبستها من آخرين وقد يكونون في مقام الخصوم، ولكن الاقتباس هنا أضاف إليها أنك قبلت الحق.. خلال فترة معينة..
تركي الدخيل: تتحدث من خلال أطروحاتك التلفزيونية والمحاضرات..
د. سلمان العودة: نعم حتى المحاضرات و الأطروحات والمقالات نفسها أحياناً قد تقتبس المقال أو فكرته على الأقل من الآخرين..
تركي الدخيل: ولا تنسبها إلى أحد.
د. سلمان العودة: لأ ما أخذت منه خلال قرأتك انقدح في ذهنك فكرة ليس هو الذي جاء بها يعني.
تركي الدخيل: طيب، أيضاً في ذات الحديث عن المقال كتب خالد حسن رداً عليك، وقال: أنه هل صنع الشيخ سلمان وهمه في زيارته الأخيرة لبلد عربي سمع عن أنه يضطهد الحجاب ثم اكتشف عكس ذلك، ويريد أن يصدقه الآخرون؟ أم أنه ضحية سلطة معينة ضحية الابتسار والسطحية والاختزال في الرؤية، اختزال ما هو واسع ومركب ومعقد وتسطيح ما هو عميق؟
د. سلمان العودة: لا هو المقال لا يحتمل كل هذا الأمر، المقال هو مقال عادي من ثلاث صفحات يتحدث عن انطباع أولي خلال أيام معدودات، لم نسمع يعني شيئاً من الرسميين إلا كما قلت لك يعني ما يتعلق بخطاب الرئيس للمؤتمر، والدعوة ليست رسمية. ولم يكن للأمانة لم أجد أن هناك محاولة لإعطاء صورة إيجابية لي، هذا يعني أشهد بالله لم يحدث أنه حاولوا إعطاء صورة إيجابية لي.


لماذا غضب الإسلاميون من مقالك؟
تركي الدخيل: لماذا غضب الإسلاميون على مقالك؟
د. سلمان العودة: طبعاً ما أدري الحقيقة هي..
تركي الدخيل: إصلاح..
د. سلمان العودة: قد يكون يبدو لي هذا أنه قد يكون بعض الإخوة يعني فهموا أن المقال والحديث عن وضع جيد في بلد أن هذا معناه أن الحكومة هي التي تفرض هذا الوضع أو أن محمدة له، والواقع أنني أقول حينما يتحدث الإنسان عن أي بلد بإيجابياته لا يمكن أن يقول أن هذه الإيجابيات هي صنع الحكومات، الحكومات قد تكون على الأقل عدلت بعض المواقف بدل من أن تكون مواقف حادة..
تركي الدخيل: لكنها ساهمت بالتأكيد الحكومات ساهمت..
د. سلمان العودة: هي تساهم على الأقل أصبحت تقرأ الواقع بشكل أكثر اختلاف يعني، مثلاً زيارة الشيخ يوسف القرضاوي مع أنه عنده كتاب الشيخ عن التطرف العلماني عن تونس وعن تركيا، وزارها وكان مفترض أن يقابل الرئيس حتى لكن لظروفه الصحية لم يستطع أن يقابله، ومع ذلك الصحافة اللائكية كما يسمونها في تونس يعني كانت أعلنت حالة من الذعر على زيارة الشيخ يوسف، وأن هذا ما يعني؟ هل يعني أن القيادة في بلده تغيرت أو.. أو.. إلى آخره.. أنا أقول الانفتاح المعتدل ليس أن تقدم بديلاً شمولياً عن وضع معين، ولا تتصور أن هذه الأوضاع تتغير بجرة قلم أو بنظرة، ولا أحد يظن هذا لا مقال ولا غيره ولا.. وإنما فكرة أن نحاول أن نشارك في الواقع ونضيء الشموع بدلاً من لعن الظلام..
تركي الدخيل: وأن نعزز الإيجابية، تعتبر أن هذا مشاركة في تعزيز الإيجابية؟
د. سلمان العودة: في تعزيز إيجابي لوضع أي بلد..
تركي الدخيل: وكانت صورتك السابقة أيضاً هي يعني مغلفة بالسلبية؟
د. سلمان العودة: في الغالب نعم في الغالب.
تركي الدخيل: إن شاء الله ما تستمر هالسلبية خصوصاً مع الفاصل اللي بعد هذا، فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات أيها الإخوة والأخوات، لا يزال حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، شيخ سلمان في ندوة إعلاميي الرياض اللي أقيمت في 16 أبريل نيسان 2009 قلت: "إن بعض المتحمسين لخدمة الدين ينظرون إلى الحياة نظرة تشاؤمية مبنية على مفاهيم دينية مغلوطة فتنشأ كراهية للدين بسبب ذلك". قلت أنه الدين للحياة والعمارة الأرض وليس للموت، واستشهدت بأن نبي الله نوح عليه السلام الذي كان يغري قومه بالحياة كي يدخلوا في دين الله وأشدت..
د. سلمان العودة: وقل استغفروا ربكم إنه كان غفارا..
تركي الدخيل: أشدت بالاتفاق الذي بدأ يلوح في الأفق كما قلت على ضرورة التصالح بين الدين والحياة، هل كان الدين والحياة متخاصمان في السابق؟
د. سلمان العودة: لا، في نظر البعض يعني نعم، قد يرى البعض مفاهيم معينة كمفهوم الزهد أو كما يعبر بعض الفقر أيضاً، وقد يتمدح بالفقر أو الهروب من الدنيا والنظر إليها على أنها شيء مخيف، هنا أدرك أنه هناك فرق كبير جداً ما بين الجيل الأول الذي هو القدوة جيل الصحابة، كان عندهم ثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى ثم بأنفسهم، اختلطوا في المدينة مع اليهود مع الوثنيين الأصليين مع المنافقين حتى مع النصارى الذين يخدموهم من كل مكان، سافروا إلى أنحاء الأرض اختلطوا احتكوا بالناس، لم يكن عندهم الشعور بالخوف الذي تجده عند الأجيال المتأخرة التي تحس بهشاشة، كأنها تحس بتربيتها بهشاشة معينة، ولذلك تحاول أن تكون بمعزل أو منأى عن كل ما يختلف عنها. فبعض المفاهيم مثل مفهوم الزهد أو مفهوم الفقر تلبست في أذهان كثير من الناس بالفرار من الدنيا هذا هو المقصود.
تركي الدخيل: جميل، في قضية أخرى شيخ سلمان العودة هناك بعض المتدينين يسمون الشوارع اللي تباع فيها أطباق التقاط صحون التقاط الفضائيات يسمونها شارع أبليس، بالنظر إلى أنها تروج للفتنة من وجهة نظرهم، أنت قلت في أحد المداخلات في برنامج لك بأنه: "إن أحد الشوارع في الرياض كان يطلق عليه منذ سنين شارع إبليس بسبب بيع أجهزة استقبال الفضائيات فيه، لكن يبدو أن الناس الآن كلهم أصبحوا يرتادون هذا الشارع دون أن تكون هناك أي مشكلة، بل كان السؤال الأكبر في أذهانهم لماذا؟ لماذا كان هذا محرم وبقوة؟ بل إنما منابر المساجد والدروس العلمية كانت تحذر بشدة من هذا الطبق اللاقط، لماذا كان هذا بالأمس واليوم لم يعد هذا التحريم بل أصبح ترغيباً لماذا في تقديرك؟
د. سلمان العودة: لعل هذا مرتبط بما قبله قضية التربية على الانعزال، وأن الإنسان يترك الشي لأنه لا يستطيعه. والرأي الواحد والفكرة الواحدة والمجتمع الواحد، وهذا قد يكون في بيئات معينة تظللها السكينة ولا يوجد ما يهددها. يعني لكن في ظل عصر العولمة يبدو أن مثل هذا أمر مستبعد، ولذلك تربية الناس على أن يتكيفوا مع هذه الأوضاع ويتعاملوا معها بإيجابية سواء كان ذلك ما يتعلق مثلاً بجانب الإعلام وأخذ سيئه وترك قبيحه، أو ما يتعلق بجانب الاقتصاد أو ما يتعلق بالارتباط مع الآخرين ومحاولة أن نكون فاعلين مؤثرين بدلاً من أن نكون منزوين.


هل يعتبر النقد ضمن الأطر السلبية لرؤية الأشياء؟
تركي الدخيل: في ذات البرنامج في برنامج الحياة كلمة قلت: "من المهم تدريب المجتمع السعودي على النقد، إن أفضل الحلول في مواجهة الفضائيات أن ندرب مجتمعنا السعودي والعربي والإسلامي على النقد، ونتجرأ على النقد حتى نسيغه، فالنقد مادة صعبة جداً علينا على الصعيد السياسي والمعرفي والفقهي والشرعي والاجتماعي، إذ نحن لا نتقبل نقد إلا أن نكون مكرهين ومضطرين، قبل قليل تتحدث عن أهمية الإيجابية، هل يعتبر النقد ضمن الأطر السلبية لرؤية الأشياء؟
د. سلمان العودة: أعتقد أن النقد من الإيجابية، وأنا فيما يخصني شخصياً أنا لا أؤثر أن أكون نقاداً فحسب أؤثر أن أكون الوجه الإيجابي للأشخاص وللأشياء، وأن يكون النقد عندي ثانياً وبقدر معقول. لكنني أدري أن الناس خلقوا مختلفين تماماً ينتقدون الحكومة وأدائها، ينتقدون الوزارة، ينتقدون رجال الأعمال، ينتقدون القنوات، ينتقدون الدعاة أو العلماء أو المتحدثين.
تركي الدخيل: هل هي مرتبطة بشعب معين أم هي ظاهرة؟
د. سلمان العودة: هي في الواقع أنها ظاهرة، ولكن ربما في مجتمعاتنا هي أكثر بسبب أن مجتمعاتنا إلى حد ما كانت محرومة من النقد، ولا يُسمح لأحد أن يتكلم بشكل قوي في وقت مضى، ولذلك أكثر الشعوب الآن تستخدم ما يسمى بالمنتديات هي الشعوب العربية والإسلامية حتى في الغرب أعتقد أنها غير موجودة في الانترنت أو على نطاق ضيق..
تركي الدخيل: موجودة بس على نطاق ضيق، طيب فيما يتعلق أيضاً يعني..
د. سلمان العودة: الناس إذا انتقدوا هذا يحدث عندهم تنفيس، ولذلك الذي يقول كلام بلغة حادة المرة الثانية يقولها بلغة أكثر هدوء، نتمنى أن ينتقد الناس وأن تكون لغتهم راقية، لكن هذا ليس بمقدورنا فإذا لا يمكن إلا أن يكون نقداً ولو كان جارحاً فمرحباً به.


المجتمعات الإسلامية بحاجة للانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة
تركي الدخيل: جميل، في ذات البرنامج تتحدث أن شاشة السينما أصبحت الآن قائمة في كل بيت بل وإن شئت قل في كل غرفة توجد شاشة عرض سينمائية، لا تعرض فيلماً واحداً أو مادة جديدة فقط وإنما تعرض العديد من الأفلام أو البرامج، وأشرت إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة للانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة، ألم تكونوا أنتم يعني في الصف الإسلامي إن صحت العبارة تحذرون وتتطالبون بالمنع في السابق؟
تركي الدخيل: هو صحيح أنا لا أنكر أنه على سبيل المثال لما جاءت القنوات الفضائية أو كنا نسمع عن الفضائيات، كان هناك تخوف ورعب شديد، تخوف سياسي السلطة السياسية تخوف علمي تخوف اجتماعي، لكن هذه الأشياء طبعاً..
تركي الدخيل: تخوف ديني معظم العلماء والنقاد كانوا يحذرون وصاروا يطلعون بالقنوات..
د. سلمان العودة: بالضبط ولكن.. الآن مثلاً لا يزال في بلد مثل ماليزيا الآن لا توجد هذه الأقمار إلا بتحفظ وضبط، ويمكن في بيوت وزراء أو غيرهم..
تركي الدخيل: في كيبلات..
د. سلمان العودة: لا حتى الكيبلات مضبوطة محددة، بينما في بلاد الخليج العربي هذه الأشياء يعني متاحة الإنسان بمئتي ريال يشتري دشاً وأيضاً يشتري بعض البرامج أو البطاقات المشفرة سواء كانت رياضية أو أفلاماً أو حتى أشياء إباحية يتم تداولها، ومن هنا أصبح من المهم جداً التركيز على أنه بدلاً من أن نتحدث فقط عن المنع حيث لا وجود له، والإنترنت يمكن من خلالها الإنسان يحصل على كل ما يريد والفضاء يعني "جاؤوكم ومن فوقكم ومن أسفل منكم" نعمل كيف نوجد المانعة كما ذكرت، وأؤكد أنه هنا هذا يؤكد أن التغيير إذا تم بإردتنا استطعنا أن نتحكم فيه.
تركي الدخيل: شيخ سلمان أنت تتحدث عن أهمية المناعة، ولكن أمامي هنا خبر إذ نشرت الوكالة الشيعية للأنباء إباء أن الشيخ سلمان العودة كان له دور في إقناع المسؤولين في mbc ببث مسلسل الخطايا الثمان، وجاء في الخبر اللي نشر في 12/3/2007 أن مصادر سعودية مطلعة كشفت لهذا الموقع أن الشيخ سلمان رجل الدين الوهابي المتطرف الذي يحمل لواء الإساءة للشيعة وتكفيرهم هذه الأيام وبقوة، كان هو صاحب فكرة بث مسلسل الخطايا الثمان لأن المسلسل مسيء للشيعة بشكل كبير، وهذا يتماشى مع ما هو مطلوب حالياً، وتقول أنك أنت اللي أثرت على إدارة القناة؟ على عكس إن صح هذا الخبر فهو عكس فكرة المناعة.
د. سلمان العودة: نعم أنا طبعاً أتحفظ على الاسم هذا.. بعض الأسماء يعني ليس لا وجود لا يبدو لي قضية بعض وكلات الأنباء أو كذا..
تركي الدخيل: نتعامل مع المادة بعيداً..
د. سلمان العودة: لكن فيما يتعلق بالمادة، أولاً لم يكن عندي قناعة بشيء تعرف أنت أنه أنا أملك الجرأة أنني أعبر عن رأيي وليس من خلال الدسائس، أمر آخر أنه جميل يعني شعور أحد بأنه ينزعج من الحديث عن سلبياته هذا جيد، لكن الأجود منه أن نشعر بالعار من وجود هذه السلبيات وليس من الحديث عنها.
تركي الدخيل: شلون؟
د. سلمان العودة: لما يكون في بلد من البلدان والله مثلاً فيه تفسخ.. في بلد من البلدان فيه تفسخ على الشاطئ كمثال، تحدث أحد عن هذا الموضوع يكون هناك انزعاج لماذا تكلم، هذا قد يكونوا معذورين أولئك الناس لماذا تتحدث، لكن أجمل من ذلك أن نقوم بمعالجة السلبية ذاتها بدلاً من معالجة فقط الحديث عنها. الأمر الثالث أنه بالعكس أنا يعني لو أحد استشارني من.. لم يحدث في نشر مثل هذه المسلسلات لكنت أشير بعدم نشرها لأني متأكد أن هذه المسلسلات في النهاية ستربي الشباب على أصول المواعدات والعلاقات، وشبابنا وبناتنا مثلما يقولوا في المثل لا توصي حزين على البكا يعني في الأمور هذه.
تركي الدخيل: ما يبي لهم حث..
د. سلمان العودة: ما يبون حث إيه نعم..
تركي الدخيل: طيب هل هذا الوصف اللي وصفك الخبر أياً كانت القناعة فيه أنك تحمل لواء الإساءة للشيعة وتكفيرهم هذه الأيام؟
د. سلمان العودة: أرجو أن لا يكون صحيح إن شاء الله، أنا يعني أعاهد ربي إن شاء الله أني ما أظلم أحد وأنا أعرف ذلك ولا أسيء إلى أحد بغير حق، لكن هذا لا يعني أبداً أن الإنسان يضلل، لأن مسألة وجود فرق واضح بين السنة والشيعة هذا يعني مما نركز عليه أن الخلاف ليس فرعياً أو فقهياً هو خلاف يمس الجذور والأصول في الجملة، الشيعة ليسوا شيئا واحداً أنه عد 74 فرقة وآخرون عدوا 300 فرقة مثل.. يعني كثير من المؤلفين فلا يُحشرون في زاوية واحدة فيهم فئات مختلفة وفيهم المعتدلون وفيهم المتوسطون وفيهم الغلاة..
تركي الدخيل: مثل السنة بنفس الشيء..
د. سلمان العودة: يعني على أي حال هذا أمر موجود يعني..
تركي الدخيل: يعني ما جازت لك هذه الحالة، تعتبر أنه فيه فرق..
د. سلمان العودة: هذا إيه طبعاً..
تركي الدخيل: ما فيه متطرفين في السنة ما فيه غلاة..
د. سلمان العودة: لا هذا أي شعب من الشعوب، حتى خارج الدائرة الإسلامية هذا كتنظير موجود على أي حال.
تركي الدخيل: في أحد المقالات في 31 يناير 2009 كتبت مقالاً بعنوان "كن طفلاً" وقلت: "كن طفلاً واستمتع السعادة هي إحساس داخلي بالفرح نبرمج عليه نفوسنا ونلتقط خيوطه من كل مناسبة مهما كانت صغيرة، وكأن السعادة هي عادة الاستمتاع بالأشياء متعة تتجاوب معها كل مكونات الإنسان النفسية والعقلية والجسدية" كيف يمكن.. ماذا تريدنا أن نفعل؟
د. سلمان العودة: بالضبط يمكن هذا ترى له علاقة بكل ما سبق، أن فكرة العفوية الصفاء مع النفس ومع الآخرين، حسن النية، التخيل أن الحياة هي مجموعة مؤامرات وخيوط ودسائس هذا يؤثر حتى على استمتاع الإنسان بالحياة، الأطفال مدرسة. الحسن البصري كان يقول نتعلم من الأطفال سرعة الدمعة، نتعلم من الأطفال كيف يتغاضبون ثم يتصالحون بسرعة، نتعلم الأطفال أنه لا يبالغون في حمل همّ المستقبل، نتعلم من الأطفال روح الفريق الواحد، يعني أمس رأيت طفلاً لأحد أصدقائي بمجرد ما رآني قالي إذا كنت سعيداً أو فرحان فصفق بأصابعك، إذا كنت فرحان فصفق بيديك، إذا كنت فرحان فاضرب برجليك..
تركي الدخيل: يطلع واحد يقول لك ما يجوز.. خاف يطلع واحد يقول لك ما يجوز..
د. سلمان العودة: فأنا قلت له إذا كنت فرحان فارفع يديك واشكر لله سبحانه وتعالى ولوالديك، يعني فروح العفوية الوضوح البساطة أخذ الحياة، الأطفال أنفسهم أحياناً أن نحذر من أن نغتال براءة الأطفال من خلال أن نوظفهم ضمن فريق ضد الأم أو ضد الأب أو ضد طائفة معينة، الحفاظ على هذه البراءة وعلى هذا الوضوح لأجيال المستقبل من أهم المقاصد.
تركي الدخيل: انتهى الوقت بس فيه سؤال مهم ألا تعتقد أنه من اغتيال براءة الأطفال تزويج الصغيرات؟ يحدث الآن نرى أخبار كثيرة بالتاسعة والعاشرة من العمر تُزوج.
د. سلمان العودة: أعتقد أن هذه قضية يجب أن يكون هناك موقف يعني رسمي وقانوني يضع تحديداً لمثل هذه الأشياء، نعم عائشة رضي الله عنها تزوجت في فترة مبكرة لكن هذا ليس يعني لكل أحد من الناس، الأولياء نعرف بعض الأولياء الآن أصبحوا يتاجرون بالبنات، وبعض الأولياء قد يقع منهم عدوان على البنات..
تركي الدخيل: أنت ضد تزويج الصغيرات؟
د. سلمان العودة: ضد تزويج الصغيرات في مثل هذا السن نعم.
تركي الدخيل: ما هو السن اللي تعتقد أنه أنسب شي اللي يبدأ..
د. سلمان العودة: اللي يتوافق عليه يتم التوافق عليه، من الصعب تحديده يعني الآن لكن يجب أن يكون هناك توافق عليه وهناك جهات مسؤولة، يعني لو يوجد نظام في البلد بلادنا مثلاً فيما يتعلق بحقوق المرأة معاملة المرأة التحرش مثلاً بالبنات عقوبته، حقوق حتى الأبناء حقوق الآباء بما في ذلك موضوع التزويج وأن يكون له سن قانوني لا يمنع من ذلك يعني.
تركي الدخيل: شكراً لك شيخ سلمان العودة.
د. سلمان العودة: بارك الله فيك.
تركي الدخيل: شكراً لكم أنتم إيها الإخوة والأخوات على متابعة هذه الحلقة من إضاءات حتى ألقاكم في حلقة مقبلة، هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.