أقدم صباح أمس الأربعاء المئات من أهالي قرية "بلهيجات" والمناطق الريفية القريبة منها الواقعة بين القصرين وفريانة على غلق الطريق الوطنية عدد 15 بأكياس الحجارة وجذوع الأشجار وحاويات الماء والإطارات المطاطية المشتعلة وقطعوا حركة المرور لمدة قاربت الأربع ساعات بين القصرين وقفصة وبقيت المئات من السيارات والشاحنات في طوابير طويلة من الاتجاهين معطلة فيما فضل العديد من سوّاقها العودة أدراجهم والبحث عن منافذ عبر تلابت والمثنانية للدخول إلى القصرين من جهة حي الزهور أو من جهة طريق بوشبكة وبودرياس وفي اتجاه فوسانة وصولا إلى الوطنية 17 ومنها للقصرين أو الكاف ومضطرين لقطع حوالي 100 كلم اضافية.. وقد تحولت "الصباح" على عين المكان والتقت بالأهالي المحتجين فأفادونا بأنهم أقدموا على التحرك الاحتجاجي المذكور بعد أن انتظروا طويلا وعودا من السلط الجهوية بالقصرين ومندوبية الفلاحة بحفر بئر عميقة في منطقتهم تمكنهم من التزود بمياه الشرب وخدمة حقولهم التي تحولت بفعل الجفاف وانحباس الأمطار إلى أراض قاحلة مما دفع البعض من مالكيها إلى تركها و"النزوح" للقصرين، في حين قال لنا آخرون أنهم يريدون شغلا في الحضيرة لأن ظروفهم الاجتماعية صعبة جدا وليست لهم أي موارد.. وقد حلت قوات من الحرس الوطني على عين المكان لكنها لم تتدخل بالقوة لإعادة فتح الطريق بل اختار ضباطها الدخول في مفاوضات مع المحتجين لإقناعهم بالانسحاب مقابل تمكينهم من تبليغ أصواتهم ومطالبهم إلى السلط الجهوية وحوالي منتصف النهار توصلوا إلى حل معهم يقضي بتنظيم جلسة تجمعهم بعد ظهر أمس مع والي الجهة لعرض مشاغلهم عليه فقاموا بفتح الطريق وأزالوا الحواجز التي وضعوها وانسحبوا إلى منازلهم فعادت حركة المرور إلى طبيعتها وسط غضب شديد واستياء كبير لأصحاب مختلف وسائل النقل الذين تعطلت مصالحهم لعدة ساعات.