عاشت بعض المناطق الحدودية من ولاية القصرين و خاصة بمعتمدية فوسانة في المدة الاخيرة بعض الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي من اجل المطالبة بالتشغيل و التنمية هدفها ضمان التسجيل في الحضيرة هذا المسكّن الذي اختارته حكومة محمد الغنوشي الاولى بعد الثورة لامتصاص غضب العاطلين عن العمل في جهة القصرين فتحول الى مطمح كل من ليس له عمل قار من النساء و الرجال الى ان وصل عدد المسجلين بكامل الولاية حوالي 18 الف شخص تنفق لهم شهريا اكثر من 4 مليارات و اغلبهم لا يقوم باي شيء غير الوقوف في طوابير نهاية كل شهر لقبض 250 دينارا دون الحديث عن التجاوزات المصاحبة لهذا النوع من التشغيل و القائمات المشبوهة التي تم الكشف عنها و التي تضم حتى بعض الموتى هي الان من انظار القضاء ! و قد تراوحت هذه التحركات بين التهديد بتخطي الرسم الحدودي الفاصل بين تونس و الجزائر و غلق بعض الطرقات ..حيث عمدت مؤخرا مجموعة من الشبان العاطلين يبلغ عددهم حوالي 60 شخصا تنظيم مسيرة من مدينة فوسانة في اتجاه الحدود على مستوى منطقة " نفاض الحدادة " و هددوا بالدخول الى الاراضي الجزائرية و طلب الاقامة فيها و على الفور تولت فرقة الحرس الحدودي اعلام السلط المحلية و الامنية فتحول لهم معتمد فوسانة للتحاور معهم واقناعهم بالعودة الى منازلهم الا انهم اصروا على موقفهم و قالوا انه لم تعد لهم ثقة في وعود المسؤولين فقدم مدير اقليم الحرس الوطني بالقصرين للتفاوض معه و بعد حوار مطول استجابوا له لما وعدهم بالتدخل لفائدتهم لدى والي القصرين حتى يساعدهم في ايجاد حل لوضعياتهم الاجتماعية الصعبة و غادروا المنطقة الحدودية عائدين الى فوسانة .. و استغلت بعض الصحف الجزائرية ومنها " النهار الجديد " الحادثة و تناولتها في عددها الصادر يوم الاربعاء 18 جانفي بطريقة مختلفة اذ اشارت الى ان المجموعة المذكورة دخلت الاراضي الجزائرية مرددة هتافات تمجد الرئيس بوتفليقة و طالبة اللجوء و الاقامة بالجزائر لكن رجال الدرك الجزائريين تصدوا لافرادها و اجبروهم على العودة للاراضي التونسية و قد نفى مصدر امني ل" التونسية " هذه الرواية مؤكدا ان الاهالي المحتجين على بطالتهم لم يتجاوزوا الرسم الحدودي و ان اعوان الحرس الوطني عرفوا كيف يتعاملون معهم دون أي تدخل من الجانب الجزائري الى ان استطاع مدير اقليم الحرس بالقصرين اقناعهم بالعودة الى منازلهم في فوسانة.. و تنفيذا لوعده اياهم انتظمت في يوم الغد جلسة بمقر ولاية القصرين اشرف عليها والي الجهة و حضرها مدير الاقليم و ممثلون عن المجموعة المحتجة عرض فيها هؤلاء الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها و حالة الفقر و الحرمان التي تعصف بهم فتقرر تسجيلهم بصفة مؤقتة في الحضائر الجهوية الى حين تركيز مشاريع تنموية جديدة بفوسانة لاستيعابهم ضمنها. وفي مساء نفس اليوم تحولت مجموعة تتركب من اربع نساء من فوسانة احداهن معها ابنها الصغير ( 3 سنوات ) الى النقطة الحدودية عدد 186و هددن بتجاوز الشريط الحدودي و الدخول الى الجزائر ما لم يتم تشغيلهن و اطلاق سراح ابنائهن الموقوفين بتهمة مهاجمة مركز الحرس الوطني بفوسانة بالزجاجات الحارقة ليلة 23 نوفمبر . و مرة اخرى تنقل اليهن مدير اقليم الحرس الوطني بالقصرين و رئيس منطقة الحرس الوطني بالنيابة بتالة و نجحا بعد مفاوضات معهن في اقناعهن بالعدول عما يعتزمن القيام به و العودة بهن الى منازلهن بفوسانة و خلال نفس الفترة حدثت احتجاجات اخرى غير بعيد عن فوسانة و بالتحديد في منطقة " الساطور" اغلق خلالها جمع من الاهالي الطريق المؤدية الى تالة و اشعلوا الاطارات المطاطية و قطعوا حركة المرور لعدة ساعات احتجاجا على حالة التهميش و الفقر التي ظلت تشكوها منطقتهم منادين بتسجيلهم للعمل في الحضيرة واعتماد الشفافية التامة في اسناد الشغل لمستحقيه بعيدا عن التدخلات والعلاقات و الولاءات الشخصية فتحول اليهم معتمد فوسانة رفقة رئيس اقليم الحرس الوطني ورئيس منطقة الحرس بالنيابة بتالة واعوان الحرس بفوسانة للحوار معهم وبعد ما يقارب ثلاث ساعات من التفاوض استجابوا لهم واعادوا فتح الطريق بعد ان وعدهم المعتمد بالنظر في وضعيتهم الاجتماعية وتسجيلهم ضمن عملة الحضائر في ظرف ايام و لما تاخر تنفيذ ذلك اعادوا غلق الطريق و هذه المرة قاموا بحجز حافلة للنقل المدرسي لمدة ليلة كاملة و لم يحرروها الا في الغد بعد تدخل من الحرس الوطني و وعود من السلط المحلية بتسجيل مجموعة منهم في الحضيرة .. و لنفس السبب اي الاشتغال في الحضيرة قام بعض اهالي منطقة الرطيبات يوم الجمعة قبل الفارط بغلق الطريق الرابطة بين تالة و فوسانة و القصرين لمدة تجاوزت الثلاث ساعات.. و في بداية الاسبوع قبل الماضي توافد حوالي 3 الاف شخص على مركز الولاية للمطالبة بتسجيلهم في الحضائر رغم اضراب موظفيها و من شدة تدافعهم حطموا بابها الخارجي و اقتحموا الفضاء و حولوا ساحتها الى فوضى و كانها سوق اسبوعية مما دفع بالسلط الجهوية الى اغلاق مقر الولاية بصفة كلية بداية من يوم الخميس قبل الماضي و عدم السماح بدخول اي احد الا بعض الاطارات و الموظفين للضرورة القصوى ( اتمام ملفات استعجالية ).. و بالتالي تحولت " الحضيرة " من آلية لاستيعاب بعض العاطلين بصفة ظرفية الى وسيلة للتشجيع على التواكل و البحث عن " الخبزة الباردة " حرمت عديد القطاعات و خاصة الفلاحة و البناء من الاف العمال الذين اصبحوا يفضلون " شهرية " الحضيرة و الراحة على الاشغال الفلاحية كجني الزيتون و الحلفاء و العمل في حضائر البناء .. و قد آن الاوان لتتولى الحكومة الجديدة البحث عن حلول اخرى لانفاق مليارات الحضيرة في انجاز مشاريع تضمن الشغل الفعلي و القار لطالبيه و تضع حدا لتلاعب و تمعش بعض الاطراف من قائمات المسجلين في الحضائر و من تبعات هذه " الكارثة " التي ابتليت بها القصرين انها تسببت في دخول موظفي و اعوان و عملة مركز الولاية و جميع المعتمديات التابعة لها في اضراب مفتوح دخل اليوم الاثنين اسبوعه الرابع احتجاجا على ما يتعرضون له من مضايقات على يد المتوافدين على مقرات عملهم للمطالبة بتسجيلهم في قائمات الحضائر و اتهامهم بالفساد و المحسوبية في قبول المشتغلين ضمنها