دخل أهالي معتمديّة البطان من ولاية منوبة في إعتصام مفتوح منذ صباح أمس الخميس إثر زيارة عمل أشرف عليها الوالي ميدانيا إلى المدينة ولم تفض إلى أيّ إتّفاقات بما إستوجب دخول الأهالي مرحلة الاحتجاج والتّهديد بالتّصعيد إلى أعلى الدّرجات وكان البدء بقطع الطّرق الموصلة للمدينة من جهة تونس وطبربة ممّا أثّر على الحركة وتعطيل مصالح الكثيرين على هذه المسالك النّشيطة، وقد ندّدوا بتعمّد تهميش منطقتهم وسكّانها وطالبوا برحيل كلّ من المعتمد وأعضاء النّيابة الخصوصيّة الّذين تهاونوا في خدمة الجهة واهتمّوا بمصالح ذويهم وأقاربهم. وتعتبر البطان المعتمديّة الوحيدة في الولاية الّتي لم تطلها أيادي التّخريب والنّهب خلال الثّورة لسلميّة الإحتجاجات ووعي سكّانها بأهميّة المرافق القليلة الموجودة بها وقد حسب لهم ذلك في وقت عانت فيه الكثير من المناطق المجاورة تبعات التّخريب والحرق زمن الثّورة. "الصّباح" التقت المنسّق العام للاعتصام جعفر البجاوي والّذي أكّد مشروعيّة الإعتصام وسلميّته خاصّة في مرحلته الأولى في انتظار ردّة فعل الجهات المسؤولة آملا أن تكون إيجابيّة خاصّة في ما يتعلّق بالمطالب المرفوعة وأهمّها نشل المنطقة والسّكان من الفقر والخصاصة وتوفير مناطق الرّزق إذ تتجاوز نسبة البطالة 37 % ل 17 ألف ساكن حيث لم يقع تشغيل إلاّ 17 فردا في إطار برنامج الحضائر الّذي اعتبره نوعا من البطالة المؤجّلة الّتي تزيد في معاناة المواطنين في هذه المعتمديّة وبالأخصّ في أريافها فالوضع الإجتماعي شديد التّأزّم والنّقائص تحيط بهم من كلّ جانب فأهالي المهرين والمحفورة وغيرها يشتكون تردّي البنية التّحتيّة وغياب الماء الصّالح للشّرب، وبصفة عامّة تعتبر، حسب محدّثنا، نوعيّة الخدمات الصحيّة، الأمنيّة، التّعليميّة، الثّقافيّة والتّنمويّة لا ترق إلى الإنتظارات فبافتقار البنية التّحتيّة اللاّزمة وغياب المرافق لن تتحقّق المصالح.. المعتصمون يطالبون بإحداث بنايات خاصّة بكلّ المؤسّسات الحكوميّة ونشلها من وضعيّة الكراء الّتي تعيشها وإثراء تجهيزها بما يؤمّن لهم الخدمات الجيّدة، كما انتقدت مجموعة من المتخرّجين المعطّلين عن العمل عدم الاستجابة لمطالبهم وتشغيلهم فيما شغر من وظائف وخصّوا بالذّكر دار الشّباب، المدارس الابتدائية والوحدة الصحيّة إضافة إلى إمكانيّة تشغيل غيرهم في ميدان الحراسة والتّنظيف وداخل مؤسّسة تحسين وتجويد الخيول. كما إستنكروا أداء الجمعيّة التّنمويّة (التّنمية) الّتي تسند القروض الصّغرى باعتبار الولاءات والمحسوبيّة والانتماء لحركة النّهضة.. عدد من المعتصمين الّذين بدت عليهم علامات الخصاصة والفقر ينادون بتحسين ظروفهم المعيشيّة وتمكينهم من إعانات لترميم منازلهم أو بعث منطقة إيواء لهم ولعيالهم فقرابة 600 عائلة تعيش على أمل الاستفادة بما وقع الوعد به من إعتمادات تناهز 300 ألف. د لم ترصد إلى الآن. المطالب شملت أيضا ضرورة الانتباه إلى تهرّؤ بعض المباني التّاريخيّة المصنّفة ضمن التّراث العالمي والمهدّدة بالسّقوط وهو ما من شأنه حفظ هذه الثّروات وتشغيل يد عاملة إضافيّة فتكون الاستفادة عامّة، أمّا على المستوى الاقتصادي فبعض أصحاب رؤوس الأموال من أبناء المنطقة نادوا بإحداث منطقة صناعيّة أو وحدة صناعيّة صغرى فهم على استعداد لبعث مشارع بها، السيّدة نعيمة العيساوي تشترط توفير الفضاء لبعث مشروع قادر على تشغيل ما يفوق ال 30 فردا... جميع المعتصمين يهدّدون بالتّصعيد وينبّهون إلى نفاد الصّبر وأنّه ما على السّلط إلاّ النّظر في احتياجاتهم فوعيهم بحقوقهم والمضيّ في المطالبة بها الآن يضاهي وعيهم بما تحلّو به خلال الثّورة من سلميّة فاليوم البطان في أمسّ الحاجة إلى قرارات جريئة كفيلة بتحسين وضع الأهالي.