عاشت مدينة القصرين اول امس السبت اجواء من الحزن والاسى على فقدان 3 تلاميذ صغار ابرياء قتلوا في حادث مرور واصابة عدد اخر من زملائهم لا لذنب ارتكبوه غير حالة الفقر التي يعيشونها ولم تسمح لهم بتوفير ثمن التنقل من المدرسة الاعدادية التي يقيمون في مبيتها الى منازلهم البعيدة عنها بحوالي 20 كلم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.. مما اضطرهم الى امتطاء شاحنة خفيفة على ملك قريب لهم معدة لنقل البضائع والركوب في صندوقها الخلفي سرعان ما اصطدمت قبل وصولها الى قريتهم بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس فكانت الماساة. وحسب مصادر امنية واخرى من المستشفى الجهوي بالقصرين وشهود عيان تحدثت اليهم «الصباح الأسبوعي» فان الحادث حصل حوالي الساعة العاشرة من صباح اول امس السبت بالطريق الوطنية عدد 15 الرابطة بين القصرين وقفصة وتحديدا قبل المنعرج الموجود بقرية بوصفة وذلك اثر عملية مجاوزة قام بها سائق الشاحنة الخفيفة دون ان يتفطن الى قدوم سيارة معدة للكراء قادمة من فريانة فحاول كل منهما تفادي الاخر الا انهما لم يستطيعا ذلك فحصل الاصطدام وكانت الكارثة اذ طارت اجسام التلاميذ في الهواء وتساقطت على قارعة الطريق وتناثرت محافظهم المدرسية قرب «طوابي الهندي» وكانت الحصيلة ثقيلة جدا وهي وفاة 3 تلاميذ واصابة 15 اخرين بالاضافة الى سائقي وسيلتي النقل اللتين تحطمتا تماما.. وبسرعة حلت الحماية المدنية واعوان الحرس الوطني وسيارات الاسعاف وتم نقل الجميع الى المستشفى الجهوي بالقصرين ومع انتشار الخبر التحق العشرات من اهالي التلاميذ واقاربهم للاستفسار عن ابنائهم وعرف المستشفى مشاهد مؤثرة جدا لاولياء الضحايا بعد ان علموا بوفاة فلذات اكبادهم ومنهم والد التلميذ محمد امين خضراوي (9 اساسي) الذي كان يحمل محفظة ابنه ويبكي بكاء مرا على فقدان ابنه انفطرت له قلوب كل الحاضرين.. ووفق مصادر طبية بالمستشفى فان 4 من الجرحى حالتهم حرجة تم ايواؤهم بقسم الانعاش واجريت على احدهم (تلميذ بالسنة 8 اساسي) عملية جراحية مستعجلة في حين وقع ارسال اخر الى مستشفى المهدية.. اما البقية فانهم يوجدون بقسمي الجراحة العامة وجراحة العظام وهم يشكون من اصابات وكسور مختلفة ومنهم سائق السيارة المكتراة الذي يشكو من جروح وكدمات في وجهه وراسه وجنبه.. في حين تلقى اخرون الاسعافات اللازمة وغادروا المستشفى. الضحايا الثلاث هما بنت اسمها بثينة خضراوي (15 سنة 9 اساسي) ومحمد امين خضراوي (16 سنة 9 اساسي) واخر يحمل نفس اللقب يدرس في السنة السابعة اساسي ونفس الشيء بالنسبة لبقية الجرحي لانهم كلهم اقارب ومقيمون بالمبيت انهوا دراستهم وكانوا عائدين الى عائلاتهم.