منذ اليوم الأول من إجراء اختبارات التربية البدنية ضمن امتحان البكالوريا لهذه السنة والتي كانت انطلقت مطلع الأسبوع تواترت أخبار مؤلمة عن تسجيل حوادث مفجعة في علاقة مباشرة بهذه المحطة التقييمية للمؤهلات البدنية لعشرات آلاف التلاميذ. وكأنّ صك المرور إلى الجامعة لا يستقيم دون المرور عبرهذا الاختبار الرياضي مع كل المظاهر والحوادث الخطيرة التي تعتريه وتشوّه سير أولى الاختبارات التطبيقية الممهدة للدورة الرئيسية للبكالوريا ، جراء ما يتخللها من مظاهر احتفالية منفلتة أحيانا دخلت طقوس هذا الاختبار عنوة دون تقدير لعواقبها الوخيمة ومن غير إدراك لخطر الموت الذي يتهدد التلاميذ كما كان الحال السنة الماضية حينما أودى حادث مرور مروع بحياة ثلاثة تلاميذ من معهد واحد بالعاصمة وقبله أيضا كانت الخسائر وخيمة ومن نجا من الهلاك ظل يعاني من الإعاقة. هكذا شاءت نشوة الاحتفال ب"الباك سبور" أن تنقلب إلى مآتم لدى بعض العائلات وتفضي إلى حالات استعجاليه حرجة لشبان وقعوا ضحايا حوادث مختلفة لدى أخرى بسبب ممارسات غريبة لمراسم "دخلة"وخرجة" لا علاقة لها بامتحان الباكلوريا. تجوب فيها الشوارع مواكب سيارات يقودها يافعين متمردين في أحيان كثيرة على قوانين المرور. فتكون المأساة التي قد تذهب بخيرة التلاميذ وأنجبهم وتقبر أحلام إلى الأبد كانت تسكن عائلاتهم. طبعا لا يمكن أن يتخيل عاقل أنّ الأولياء خاصة بالمدن الكبرى حيث تبرز المظاهر الاحتفالية لا يكترثون بهول هذه المخاطر ومع ذلك يمكّن البعض منهم أبناءهم من قيادة سياراتهم للتحول لميدان الاختبار وقد كان الأحرى بهم مرافقتهم وعدم التفويت لهم فيها تجنبا لكل مكروه ولكل طارئ. ولا شك أن مسؤولية العائلة كبيرة في تأطير الأبناء في مثل هذه المناسبة كذلك الشأن بالنسبة للمؤسسة التربوية التي عليها فتح باب الحوار مبكرا حول هذه المسألة ودعوة أساتذة التربية البدنية إلى تخصيص جانب من حصص الرياضة لهذا الموضوع على مدار السنة الدراسية، وحمل التلاميذ على التخلص من هذه المظاهر ولم لا تأطير احتفالاتهم داخل المؤسسة إذا ما أصروا على ذلك. وعلى وزارة التربية أن تبادر منذ افتتاح العام الدراسي إلى تفعيل مذكرتها المتعلقة بالمظاهر الاحتفالية المتزامنة مع اختبار الرياضة والتنبيه إلى مخاطر هذه السلوكيات حتى يسير الإمتحان في أفضل الظروف. أمّا إذا تواصل نزيف الحوادث فإن الأفضل أن يتم التخلي عن الباك سبور في صيغته الراهنة والاكتفاء بالأعداد المحرزة خلال السنة الدراسية ، علما أن هناك من الأولياء وحتى التلاميذ من يساندون فكرة إلغاء الاختبار برمته من قائمة مواد الامتحان الوطني على أساس أن اختبار المؤهلات البدنية أو الرياضية لا معنى له مادامت هذه المادة لا ترافقهم في تعليمهم العالي في أي اختصاص كان. قد يكون أبغض الحلول لكنه الأنسب للحد من فواجع الباك سبور.