والد الطفل اشتبه في صوت مخاطبه وأعوان الأمن كشفوا الخيط الرفيع الذي قاد المختطفان إلى منطقة غابية نائية لا يعرفها إلا سكانها الأسبوعي- القسم القضائي: شهدت منطقة أولاد حفوز من ولاية سيدي بوزيد خلال الاسبوع الفارط حادثة غريبة تمثلت في تعرض طفل لم يبلغ بعد ربيعه الرابع للاختطاف من قبل شخصين بينما كان يلهو أمام مغازة تجارية على ملك والده. وحال تفطنه لاختفاء ابنه سارع الأب -وهو معلم وفي الآن نفسه رجل أعمال- بإشعار أعوان الحرس الوطني بالجهة في الاثناء تلقى مكالمات هاتفية على هاتفه القار من شخص يطالبه فيها بدفع فدية قدرها 18 ألف دينار وخيّره بين الفدية أو حرمانه من ابنه الى الأبد. مكالمات هاتفية وتهديدات وبعد فترة زمنية تلقى الأب مكالمة هاتفية ثانية من مجهول يحدد له فيها مهلة للاستجابة لمقترحه أو تنفيذ تهديده قبل أن يعلمه بضرورة وضع المبلغ المتفق عليه في محفظة وتركه بغابة بأحواز مدينة تستور بولاية باجة. شكوك الأب وأمام هذه المستجدات وافق الأب على كل مقترحات الخاطفين مقابل استرجاع فلذة كبده حيا يرزق وسارع بالتوجه الى مدينة تستور حيث أشعر أعوان مركز الحرس الوطني بالتطورات الجديدة وحيثيات القضية فأستفسروه إن كانت له شكوك حول شخص ما فأعلمهم بأنّ الشكوك تساوره حول شخص يعمل معلّما بمدينة الكريب من ولاية سليانة يشابه صوته صوت من خاطبه وأضاف أنه كانت له معاملات تجارية مع هذا الشخص. وبالتنسيق مع وحدات الحرس الوطني بسليانة حددت الهوية الكاملة للمشبوه فيه وهو معلّم أصيل منطقة الكريب حينها استراب أعوان الحرس الوطني بتستور من اختيار شخص يقطن بالكريب لمنطقة غابية بأحواز تستور يصعب معرفتها من قبل عابر سبيل. وبمزيد التحري نجح الأعوان في المسك بالخيط الذي قادهم أولا الى كشف سر اختيار الخاطفين لتلك المنطقة النائية بتستور وهو أن أحدهما متزوج من امرأة أصيلةتستور وبالتالي يعرف جيدا المكان. كشف العملية وهكذا نصب الأعوان كمينا محكما للمظنون فيهما حيث ملأوا محفظة بأوراق الصحف ووضعوها في المكان المتفق عليه وظلوا يراقبونه عن بعد كما أشعروا وحدات الحرس الوطني بسليانة مرجع نظر منطقة الكريب بالمستجدات وحددوا لهم هوية الخاطف الأول. وبناء على التنسيق الأمني بين مختلف وحدات الحرس الوطني بكل من باجةوسليانةوسيدي بوزيد ألقي القبض على الخاطفين في الكريب وعثر على الطفل الذي عاد الى حضن عائلته فيما أحيل المظنون فيهما (معلمان) على السلط القضائية لمواصلة التحري معهما. صابر المكشر