شرع بعد ظهر امس اعداد من اليهود في القيام ببعض الطقوس الدينية الخاصة بالزيارة السنوية لمعبد الغريبة الموجود بمنطقة الرياض بمدينة جربة حومة السوق من ولاية مدنين وبلغ عدد اليهود الذين توجهوا الي المعبد انطلاقا من النزل الذي يقيمون به 53 والذين تم نقلهم عبر حافلة مكيفة خاصة وبإحاطة أمنية وتجدر الاشارة الي ان المعبد استقبل اعدادا اخرى من اليهود من خارج ارض الوطن ومن داخل الجمهورية وينتظر ان يصل العدد الجملي وحسب معطيات تحصلت عليها "الصباح "من روني الطرابلسي احد الاطراف المنظمة لهذه الزيارة 1500 مضيفا ان الاحداث الاخيرة التي عرفتها تونس وليبيا خلال الفترة الماضية (حادثة اغتيال شكري بلعيد احداث بنزرت واحداث السفارة الفرنسية) التي تم الحديث عنها في وسائل الاعلام الفرنسية جعلت العديد من اليهود يعدلون عن التحول الي جزيرة جربة. واكد روني الطرابلسي ان كل الاحتياطات المتصلة بهذه الزيارة تم اتخاذها متوجها بالشكر الي الحكومة التونسية علي المجهودات التي بذلت وما زالت تبذل لانجاح هذه الزيارة السنوية التي تعتبر حدثا عالميا فريدا من نوعه ويقوم به اليهود من كل انحاء العالم على ارض مسلمة وهي تونس والتي اكدت حسب قوله وعلى مر السنين انها بلد التسامح والتعايش بين كل الناس رغم اختلاف الاديان.. وفي هذا المجال اشار محدثنا انه سيقع تنظيم مساء اليوم السبت سهرة تنشيطية كبري بكازينو جربة سيحييها فنانين من الجزيرة والذين سيغنون اغان تونسية ومن التراث الجربي وسيحضرها اليهود زوار الغريبة بالاضافة الي العديد من التونسين الذين لهم علاقة بهذه الزيارة من اصحاب نزل/ وكالات اسفار/ وسائل اعلام من تونس وخارجها. وعبر روني الطرابلسي في الاخير عن امله ان تسترجع هذه الزيارة مكانتها خلال السنوات القادمة نظرا للتراجع المسجل في عدد الوافدين خلال السنوات الفارطة بعد ان وصل عدد الزائرين لهذا المعبد خلال سنة2000 عشرة الاف زائر وسنة 2009 سبعة الاف زائر. كما التقت "الصباح" بعدد من اليهود المقيمين باحدى الوحدات السياحية حيث عبرت "صابرينة برداج" وهي تونسية الاصل ومقيمة بباريس عن فرحتها بتواجدها ورجوعها الي الجزيرة بعد ان تزوجت في السنة الفارطة بمغربي بمعبد الغريبة مضيفة انها تعودت على هذه الزيارة منذ ان كان عمرها 10 سنوات وان وفاءها لتونس ولجربة سيتواصل الي اخر يوم في حياتها اما زوجها "سيلفان مارسيانوا" فقد شكر للشعب التونسي على حفاوة الاستقبال وانه في قمة السعادة نظرا للظروف المتميزة التي وجدها في جزيرة جربة بمناسبة هذه الزيارة السنوية لمعبد الغريبة وبحماس كبير تحدث "ماركو زاقدون" مقيم بباريس( تونسي الاصل) عن تونس وقال انها ستبقى دائما خضراء علي مر السنين مضيفا انه لم يتمكن خلال السنة الفارطة من التحول الي جربة ليعود اليها هذه السنة بحب وشوق كبيرين وكانه غاب عنها مئات السنين متوجها بنداء لكل اليهود التونسين لزيارة جربة قصد المساهمة في الحركة السياحية بهذه الوجهة التي يعتبرها من افضل الوجهات السياحية في العالم.. كما التقينا باسكندر بن علي مديرعام إحدى الوحدات السياحية الذي اكد ان ليس المهم في عدد الوافدين على جربة للقيام بهذه الزيارة بل الأهم هو نجاح التنظيم حتى تمر بدون مشاكل وكل هذا يمهد لانجاح الموسم السياحي الجديد لان الزوار الحاليين سيتحدثون عن كل ما عاشوه طيلة فترة اقا متهم بالجزيرة. منير العروسي الملحق الاعلامي لديوان الطيران المدني ذكر ل"الصباح" أن الديوان اتخذ جملة من الاجراءات والتراتيب لانجاح موسم الغريبة من خلال تسهيل الخدمات خاصة ان جل الوفود القادمة من الخارج جاءت من فرنسا وأيضا من الولاياتالمتحدةالامريكية وينتظر ان يكون عددها قرابة خمس مائة زائر في رحلات عادية وشارتر. ونشير في النهاية الي ان وفدا عن وزارة الشؤون الدينية تحول يوم امس الي جزيرة جربة وواكب اجواء اليوم الافتتاحي لهذه الزيارة وذكر رئيس الوفد كمال الصيد (مستشار لدى وزير الشؤون الدينية) ان حضور هذا الوفد هو تاكيد ان الوزارة تشرف على كل المعالم الدينية الموجودة في مختلف جهات الجمهورية مهما كانت الديانات مضيفا انه وقع تخصيص اعتمادات مالية من الوزارة مساهمة منها في تبيض وتهيئة وصيانة معبد الغريبة علي غرار السنوات الفارطة. ◗ نقل: ميمون التونسي/ تصوير: رياض الساحلي
