يتواصل معرض "ذاكرة تونس من خلال اللوحات الزيتية" بقصر البلدية بصفاقس تحت عنوان "من خيرالدين إلى بورقيبة" و على امتداد شهر كامل إلى غاية يوم 18ماي المقبل بعد أن كان قد افتُتِح في الأسبوع المنقضي بتنظيم من المعهد الوطني للتراث. المعرض الذي تضمّن مجموعة نادرة من اللوحات الزيتية التي تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين،لخّص ذاكرة تونس بأيادي أشهر الرسّامين الاوروبيين على غرار أوقوست مونيي ولويس سيميل وألكسندرديبال و أخرى بريشة فنانين تونسيين كأحمد عصمان والهادي الخياشي... ويشتمل المعرض المتحفي على محورين، الأوّل يضمّ لوحات فنّية لأشهرالبايات الحسينيين الذين حكموا البلاد بتولّي أحمد باشا باي الأول إلى حد سنة1956 تاريخ انتهاء الحكم الملكي وإزاحة آخر باي لمين باشا باي.و قد ضمّت المجموعة المعروضة لوحة فنية للوزير الأكبر خيرالدين باشا بوصفه رمزا للتوجّهات الإصلاحية وتركيز أسس الدولة الحديثة و فرض السيادة الوطنية خلال القرن التاسع عشر إلى جانب وجود لوحتين للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أوّل رئيس للجمهورية التونسية. المحور الثاني يضم ابداعات فنية تشير وتنوّه بأحداث تاريخية هامة عاشتها الإيالة التونسية على غرار لوحة جسّدت إعلان أوّل دستور في العالم العربي ابّان فترة حكم محمد الصادق باي سنة1861 وأخرى لمقابلة هذا الأخير للملك نابوليون الثالث بالجزائر سنة1860، إلى جانب لوحة الفنّان"فان مالدقيم" التي رسمها بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها مبعوثو الباي إلى ملك بلجيكا ليوبولد الأول ببروكسال سنة1861 على إثر استحسان هذا الملك إصدار قانون عهد الأمان من قِبل الصادق باي. المعرض الذي يحتوي على قرابة 20 لوحة لا تقدّر بقيمة مادية مقابل القيمة الإبداعية والذاكرة الوطنية التي تحتويها، عملت على تأمينها قوات من الجيش الوطني التي مثلما تسهر على حماية حدودنا من الإختراقات فهي تسهر كذلك على الحفاظ على موروث فنّي وطني، ما يستوجب ضرورة توفير جميع الظروف الملائمة لحماية هذه اللوحات الزيتية التي تذكّر المواطن الزائر ورجال السياسة اليوم في جانب كبير منها بمفهوم تركيز أسس الدولة المدنية الحديثة والسيادة الوطنية و مبادئ العدل والمساواة وتنظيم الحياة السياسية والفصل بين السلط وضمان الحقوق و الحريات.