افتتح بصفاقس ولاول مرة في تاريخ تونس معرض ذاكرة تونس من خلال اللوحات الزيتية من خير الدين الى بورقيبة وهو معرض من تنظيم المعهد الوطني للتراث بمناسبة شهر التراث الممتد من 18 افريل الذي يوافق اليوم العالمي للمواقع والمعالم الى 18 ماي الذي يوافق اليوم العالمي للمتاحف وتحتضنه قاعة العقود بقصر بلدية بصفاقس وحضر حفل الافتتاح رئيس ديوان وزير الثقافة الحبيب العوني ووالي صفاقس فتحي الدربالي وعدنان الوحيشي المدير العام للمعهد الوطني للتراث ومبروك الثسمطيني رئيس النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس وعمار عثمان المتفقد الجهوي للتراث بالساحل الجنوبي وقد تولت وجيدة السكوحي الغضباني الباحثة بالمعهد الوطني للتراث تعريف الضيوف على اللوحات العشرين التي تشكل المعرض وثمنت القيمة التاريخية لهذه اللوحات مشيرة الى ان اقدمها تعود الىالقرن 19 واحدثها تعود الى الزعيم الحبيب بورقيبة بالزي الرسمي للجمهورية وهي لوحات اصلية بريشة فنانين ورسامين اجانب وتونسيين وقالت الباحثة وجيدة ان المعرض ينقسم من خلال لوحاته الى محورين محور اول بلوحات لمجموعة بايات من محمود باي الى لامين باي وتم اختتامها بلوحة لبورقيبة باعتباره باني تونس الحديثة واما المحور الثاني فتمثله لوحات ذات قيمة تاريخية كفترة انجاز اول دستور للبلاد التونسية في القرن 19 وايضاحرب القرم وزيارة الصادق باي الى الجزائر لمقابلة الامبراطور نابليون الثالث في حفل توديعه الاشادة كانت كبيرة بهذا المعرض الذي يختزل فترة مهمة من ذاكرة تونس في الحقبة ما بين الوزير الاكبر خير الدين باشا الى فترة الاستقلال الاولى كما كانت الاشادة كبيرة ايضا بفريق العمل الذي سهر على نقل هذه اللوحات من مقرها بقصر السعيد في باردو الى صفاقس وايضا بتعهدها بالترميم والتنظيف وهو جهد كبير وشاق للمحافظة على هذه التحف الاثرية التي وضعت في اطارات ذهبية تعود الى زمن تلك اللوحات ايضا رغم تعاقب السنوات والعقود وقد شكر والي صفاقس كامل الفريق الذي سهر على تحضير المعرض مضيفا انه لاول مرة يتم عرض هذه اللوحات لعموم المواطنين بعد ان كانوا يكتفون في السابق بالنظر اليها من خلا ل الكتب والمجلات والاشرطة واعتبر الحبيب العوني رئيس ديوان وزير الثقافة ان هذا المعرض مهم للذاكرة الوطنية ولاعادة الاعتبار لها لافتا الى ان مجتمعا بلا ذاكرة ولا تاريخ هو مجتمع لا مستقبل له واما المدير العام للمعهد الوطني للتراث عدنان الوحيشي فاشاد بالقيمة التاريخية لهذه اللوحات وربط بينها وبين الواقع الحالي ولا سيما لجهة اعداد الدستور الحالي مع وجود لوحة معبرة عن اول دستور تم وضعه للبلاد في القرن 19 وعبر عن الاماني بان يساهم هذا المعرض في مساعدة صفاقس على التسجيل كمدينة ضمن التراث العالمي ومن ناحيته وجه مبروك القسمطيني رئيس النبيابة الخصوصية لبلدية صفاقس الشكر الى الفريق العامل والى السلط التي ساهمت في انجاز هذا المعرض وقال ان مدينة صفاقس ليست مدينة صناعية وتجارية فحسب وانما ايضا يمكن ان تلعب دورا كبيرا كقطب ثقافي ومع امل ان تحصل قريبا على التسجيل النهائي ضمن التراث العالمي هذا وقد تم عرض شريط يتضمن عديد الصور عن مراحل اعداد هذه اللوحات وصيانتها ونقلها من مقرها بقصر السعيد في باردو الى صفاقس ثم الاشغال المضنية لفريق العمل لعرضها في احسن صورة ولاول مرة في تاريخ البلاد