عاشت ولاية باجة على امتداد الشهر الماضي حراكا ثقافيا بجميع فضاءاتها وخصوصا بمركزالمدينة الذي احتضن تظاهرة" ربيع الكتاب التونسي" التي لم تقتصرعلى عرض الكتاب بالمركب الثقافي " الكنيسة " فقط بل أثثت برنامجها بمحطات متنوّعة راوحت بين المعارض والندوات واللقاءات الفكريّة وإمضاءات لعدد من الكتب الصادرة مؤخرا وقد وفّر "نادي محمد الحيدري" فرصة ليلتقي القرّاء والمهتمّون بالشأن الثقافي بعدد من كتاب باجة أو ممّن احتضنت هذه المدينة أول إصداراتهم أو من بعض الوجوه المعروفة مثل الإعلامي مراد البجاوي صاحب الروايات الأربع ؛ وصاحب "الرباعيّة" الأخرى لزهر الصحراوي والشاعرة فوزيّة العكرمي وصلاح البرهومي وزهير الخويلدي والصغيرأولاد أحمد كما احتضنت المكتبة الجهوية بمساهمة جمعيتي "أحباء المكتبة الجهوية والكتاب وميثاق للمواطنة واتحاد الناشرين التونسيين'' و''بيت الحكمة'' حفل إمضاء لكتاب " s'il le faut , je prendrai les armes" لدليلة بن مبارك مصدق... وفي نادي مطارحات فكريّة احتضن نفس الفضاء محاضرتين حول الكتاب والمسألة الثقافية في تونس والكتاب والمسألة الثقافية مفاهيم وأسئلة في لقاء طريف وشيّق بين الناشرصاحب" دار نقوش عربية "من ناحية وبين المفكروالباحث الطاهرأمير من ناحية أخرى ندوة وطنيّة حول الكتاب المخطو وفي نفس الإطاراقيمت بالمركب الثقافي ندوة وطنيّة حول الكتاب المخطوط في تونس؛ نسّقها مع مندوبية الثقافة الدكتور "زهيربن يوسف" ودعا إليها عددا من العلامات البارزة في تاريخ الجامعة التونسية والوجوه الوطنيّة ذات العلاقة بالكتاب المخطوط سواء في النشرأوالتحقيق أوالخزن والصيانة... وقدّم كل من الدّكاترة جلول عزّونة والنوري عبيد وزهيربن يوسف من تونس ويحي أحمدو باباي من موريتانيا تباعا حول رهانات المخطوط وآفاق استغلاله في النشر التراث المحلّي المخطوط التجربة الموريتانية في الكتاب المخطوط...كما قدّم الدكتورمحمّد اليعلاوي شهادته في الغرض... وقدمت الأستاذة رشيدة السمير، مديرة دار الكتب الوطنية، مداخلة حول رصيد المخطوطات بدارالكتب الوطنية وتمّ تكريم الأستاذ الحبيب اللمسي مؤسّس ومدير دارالغرب للنشرببيروت منذ سنة 1979 وقد حضرالتكريم المهدي المبروك وزيرالثقافة صحبة والي الجهة والمديرالجهوي للثقافة الذين اطلعوا على معرض المخطوطات الخاصّة بمدينة باجة الذي أعدّه الدكتورزهيربن يوسف انطلاقا من مجلوبات نادرة جمعها واشتغل عليها طيلة ربع قرن من الزّمن ووضعها اليوم في متناول الباحثين والمهتمّين بالمخطوط بصفة عامة الندوة كانت نوعيّة بكل القياسات سواء على مستوى التنظيم أوعلى مستوى الهامات المشاركة فيها أوعلى مستوى الحضورالنوعي للمتابعين لتخرج بعدد من التوصيات لعلّ أهمّها: الاهتمام بترتيب ورقمنة المخطوطات جهويّا ووطنيّا ، ونشرما يتمّ إنجازه من تحقيقات حول المخطوطات من خلال تكثيف التعاون مع مركزالنشرالجامعي وبقيّة الناشرين وبيت الحكمة ، وتحسيس العائلات وأصدقاء الكتاب بضرورة حفظ المخطوطات والحفاظ عليها وفي تعبيرة طموحة عبّرجلول عزّونة على ضرورة انتفاء وزارة الثقافة حتىّ يصيرالشأن الثقافي شأنا وطنيّا يتلبّس به كل فرد وكل قطاع