تماشيا مع طابعها السّياحي شهدت مدينة توزربعث نقابة للتوجيه السّياحي سنة 1936 ولربما قبل ذلك بكثيرمثلما أكده لنا واحد ممّن ترأسوا هذا الهيكل لعدة سنوات... وقد كان الهدف من إحداثها إرشاد السيّاح وتمكينهم من معلومات ضافية حول تاريخ الجهة وأهمّ مواقعها السياحية ثم تطورت تدخّلاتها لتشمل تنظيم الرحلات الاستطلاعية على ظهورالإبل والحميرداخل الواحة ومرافقة السيّاح عند عبور شط الجريد قبل أن يقع تعبيد الطريق لزيارة دوزلذلك كانت نقابة التوجيه السياحي تضمّ عددا هاما من الأدلاء السياحيين المحليين الذين كانوا يتقنون عدة لغات تعلموها "دمغي" وذلك من خلال احتكاكهم بالسياح كما تطورت أنشطتها وأضحت تشعّ على محيطها وحققت مواد ذاتية هامة ساهمت في تحسين عيش المنضوين تحت مظلتها من أعوان استقبال وأدلاء محليين وأصحاب الجمال إذ كانت تضمّ أكثر من 150 نفرا يقتاتون من هذه المهنة. بداية النهاية عاشت نقابة التوجيه السياحي التي تتالت على تسييرها عدة هيئات أعزأيامها بل سنواتها من السبعينات إلى بداية التسعينات ليبدأ بعد ذلك العدّ التنازلي حول تداخل أوضاعها انطلاقا من تقلص مردودها الاقتصادي بعد اندثارالجولة التقليدية على ظهورالجمال التي كانت تشكل أهمّ مورد لها وبدخول العربات السياحية المجرورة الكاليس في عادات وتقاليد حاضرة السياحة الصحراوية لتأمين الرحلات والجولات الاستطلاعية للسيّاح كبديل للجمال بدأت النقابة تحتضر وتقلصت مواردها الذاتية حتّى إن الهاتف انقطعت حرارته لينعدم التواصل مع السياح. دعوة ملحة ونظرا لدورها الريادي الذي كانت تضطلع به فإن نقابة التوجيه السياحي بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها الآن وأكثر من أي وقت آخر كما بات من الضروري إعادة إحياء الجولة التقليدية على ظهور الجمال وهنا تدعو الضرورة إلى مزيد العناية بالمتحف التقليدي التابع للنقابة الذي يؤمّه السياح عند زيارتهم للمدينة العتيقة وإثراء مكوناته لأن وضع نقابة التوجيه السياحي يبعث على الحيرة فلا بدّ من تدخل عاجل.