من المنتظر ان تدخل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل للحوار الوطني فصلها الثاني خلال ايام قليلة بعد فصلها الاول الذي دارت فعالياته في شهر جويلية من السنة الماضية وسط غياب لحزبي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية اللذين رفضا المشاركة بسبب مشاركة حركة نداء تونس، فيما سجلت بقية الاطراف حضورها من احزاب وجمعيات ومنظمات بحث المجتمعون في الفصل الاول من المبادرة عن توافقات حقيقية تؤمن ادارة المرحلة الانتقالية حول عدة مسائل من بينها التمسّك بمدنية الدولة وبالنظام الجمهوري الديمقراطي وبالمكاسب المجتمعية التي راكمها الشعب التونسي عبر السنين، واحترام حقوق الإنسان وضمان الحريات العامة والفردية وتكريس المواطنة والعدالة للقطع مع الاستبداد منظومة وممارسة، ونبذ العنف بكل أشكاله واحترام الرأي المخالف وقبول الآخر والتصدّي لظاهرة الإرهاب ولكلّ الدعوات التي تغذي العنف، وتحييد الإدارة والمساجد والمؤسسات الاقتصادية والتربوية والجامعية عن كل نشاط حزبي وضبط آلية لمراقبة ذلك، واعتبار مؤسّسات الدولة وأجهزتها الضامن الوحيد والمسؤول على تطبيق القانون وحماية المؤسّسات والممتلكات والمواطنين واحترام الحقوق والحريات، وصياغة منوال تنموي جديد للحدّ من الفوارق الاجتماعية والجهوية ولمجابهة الفقر وذلك بتدعيم الاستثمار ونشر ثقافة العمل والإنتاج ولمعرفة جديد المرحلة الثانية من الحوار الوطني الذي تشرف عليه المنظمة الشغيلة اتصلت «الصباح الأسبوعي» بسامي الطاهري الامين العام المساعد والناطق الرسمي للاتحاد حيث اكد ان انطلاق الشوط الثاني من المبادرة ستكون اوائل شهر ماي الجاري بعد الاتفاق.. يقول سامي الطاهري: «كان من المؤمن ان ننظم المرحلة الثانية من مبادرة الحوار الوطني في الفترة الممتدة بين 3 و5 ماي الجاري لكن ظروف نشاط الاحزاب وغيرها جعلتنا نتحدث مع جميع المدعوين للمشاركة لتحديد الموعد النهائي بداية من هذا الاسبوع» وعند سؤاله عن مشاركة حركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية اللذين تغيبا عن المرحلة الاولى من الحوار اجاب محدثنا: «عبرت حركة النهضة عن استعدادها المشاركة وذلك بعد اللقاء الذي جمع رئيس الحركة راشد الغنوشي بالأمين العام للاتحاد حسين العباسي مؤخرا. اما بخصوص حزب المؤتمر الذي انقسم الى اكثر من حزب فقد اعرب عماد الدايمي عن مشاركته فيما ستكون لنا اتصالات مع محمد عبو الذي اسس حزبا جديدا» محاور.. شدد الطاهري على ان الجولة الثانية من مبادرة الاتحاد ستكون مناسبة لطرح العديد من المواضيع التي سيستثنى منها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية – على حد تعبيره – حيث قال: «على ضوء الاحداث الاخيرة التي تمر بها بلادنا واعني بذلك خطر الجماعات المسلحة بجبل الشعانبي فان الاولوية في هذا الحوار هي التركيز على العنف ذلك الخطر الذي يتهدد تونس لذلك سيكون للجانب الامني نصيب الاسد من النقاشات والذي بدونه لا يمكن الحديث عن اية استحقاقات دستورية قادمة اما عن النقاط الخلافية التي ستشمل عددا من الملفات فان حلها سيكون تحت قبة المجلس التاسيسي» مرحلة ثالثة.. بعد الحوار الذي انتظم في دار الضيافة بقرطاج ثم، يليه الفصل الثاني من مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل المقرر خلال الايام القليلة القادمة، فان الخطوة التالية ستكون في المجلس التاسيسي وهي المرحلة الثالثة من حوارات الاحزاب، وذلك تحت رعاية اتحاد الشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعمادة المحامين بغض النظر عن الجهة المنظمة فان الاهم هو التوافق بين جميع الفرقاء حول امهات القضايا والمسائل الخلافية دون محاصصات حزبية ضيقة حتى تتحسس تونس طريقها نحو الافضل وتنهي بذلك العهد مع «المؤقت» لتدخل مرحلة الفترة النيابية او الرئاسية الكاملة