◄ طلعات جوية على الشريط الحدودي تطور جديد شهدته امس عمليات تعقب ارهابيي الشعانبي الذين تحولوا مع تقدم الايام الى "أشباح خفية" تضرب عن بعد بالالغام المزروعة دون ان تواجه الوحدات المكثفة من الجيش والحرس الوطنيين المرابطة منذ اكثر من اسبوع في مختلف غابات ومرتفعات الجبل الممتدة الاطراف.. ففي سيناريو مشابه تماما ليومي الاثنين والثلاثاء الفارطين انفجر امس لغم جديد اصاب 3 عسكريين اصابات بليغة واخر بجروح بسيطة.. ومرة اخرى كانت الارجل والاعين هي المستهدفة حيث اضطر اطباء المستشفى الجهوي بالقصرين المعززين بطواقم طبية عسكرية متخصصة الى بتر رجل احد العسكريين وارساله على وجه السرعة الى المستشفى العسكري على متن مروحية لمحاولة انقاذ رجله الثانية المهددة ايضا بالبتر فيما اصيب جندي ثان في عينه اليمنى التي قيل انها اتلفت اما الثالث فلحقته اصابات مختلفة لكنها غير خطيرة واحيلا كلاهما ايضا الى المستشفى العسكري بما ان مستشفى القصرين لا تتوفر فيه التجهيزات الكافية فحتى قسم الاشعة اصبحت اجهزته معطلة!!. هذا وحسب مصادر امنية وعسكرية متواجدة على عين المكان فانه كان من المستحيل على الوحدة العسكرية التي اصيب عناصرها في انفجار الامس تفادي اللغم لانه كان في منطقة بعيدة باكثر من 10 كلم عن مكان الالغام السابقة التي تم قصفها وتفجيرها عن بعد بل انه انفجر في مكان مرتفع قريبا جدا من قمة الجبل حيث المبنى الذي يحتضن وحدة الارسال التلفزي والاذاعي بالشعانبي التي ذكر فنيوها انهم لم يشاهدوا طوال الفترة الاخيرة اي تحرك مشبوه في محيط مقر عملهم وهو ما يؤكد ان اللغم زرع منذ ساعات او انه كان هناك قبل اسابيع .. كما ان المواد التي صنعت منها الالغام وهي البلاستيك والامونيتر ومادة شديدة الانفجار تجعل من اجهزة رصد الالغام وكلاب فرقة الانياب التي تساعد في عمليات التمشيط عاجزة عن كشفها.. وامام هذا التطور الخطير في استراتيجية المجموعة الارهابية علمنا انه تم ايقاف تقدم الوحدات العسكرية والامنية في مناطق اخرى وتوقفها عن الاماكن التي وصلت اليها خوفا من الغام جديدة مزروعة والالتجاء الى طلعات جوية بالمروحيات على طول الجبل والمناطق الحدودية المتاخمة للجزائر لرصد اي تحرك للعناصر المسلحة بالتنسيق مع السلطات الجزائرية التي اعلنت حالة الطوارئ في الجزء الاخر من الشريط الحدودي المقابل للقصرين.