أفادنا المسرحي صالح حمودة أن منظمي مبادرة "لازم ناقفوا للشعانبي.. لازم ناقفوا لتونس" وبعد أن بلغهم نبأ رغبة رئيس الدولة المنصف المرزوقي في تحيتهم بعد مبادرتهم الثقافية التضامنية مع أهالي القصرين على خلفية الاعتداءات الإرهابية على منطقة الشعانبي يرفضون فكرة التكريمات. وأرجع صالح حمودة هذا الرفض لأسباب يعتبرها صحبة رفاقه المبدعين والحقوقيين وجيهة وجادة وهي أن ما قدموه خلال هذا التحرك الفني أو في تحركات ثقافية أخرى نابع من أحساسهم بالواجب الوطني وهذا هو المطلوب حسب رأيه- من كل فنان ومواطن بهذا البلد. وقال صاحب فضاء مسار الفني أن الغاية من نشاطهم الارتقاء بالمشهد الثقافي والفكري في البلاد والمساهمة في تأطير الشباب وتوعيته ومساعدته على صقل مواهبه الفنية والفكرية مطالبا الحكومة التونسية بدعم الحقوق الثقافية ومساعدتها على تطوير الخطاب الفني والثقافي في البلاد بتوفير قوانين تضمن حقوق وحريات المبدعين. وأضاف صالح حمودة:"التكريم لن يضيف لنا شيئا ومسألة رفضه لا تتعلق بالرئيس التونسي الحالي ففي السابق وحين كنا في المكتب النقابي للمهن والفنون الركحية رفضنا تكريمات بن علي ولم نشارك فيها وما نطلبه من السلط الرسمية هو احترام طرحنا الفكري ومعاملته بجدية." وندد صالح حمودة بمحاولات من أسماهم ببعض المليشيات الحزبية مشيرا إلى أن الفن هو الحياة وقائلا نحن كما نموت لأجل هذا الوطن نملك من إرادة الحياة الكثير لجعله أجمل ولذلك مارسنا فنوننا في الشارع لنؤكد أن الإرهاب لن يهزم رغبتنا في الحياة. وكشف محدثنا أن من حاول إفشال الحراك الفني لهذه المجموعات والجمعيات الفنية القادمة من مختلف مناطق البلاد هي أقلية غير قادرة على إثبات نفسها على الميدان -سياسيا- فبحثت عن حدث تستغله لتصدر شعاراتها ومع ذلك لم تمر. وتجدر الإشارة إلى أن فضاء مسار لصالح حمودة يواصل بحثه عن مساحات لثقافة بديلة من خلال عروض فنية تجمع المسرح بالموسيقى والفنون التشكيلية والرقص والسينما وغيرها من الأشكال التعبيرية ومن أحدث أنشطته عرضه هذه الأيام- لإنتاجه المسرحي الأخير"الباش" وهو عمل فني يعالج قضية الهجرة غير الشرعية انطلاقا من قصة واقعية دارت أحداثها قبل خمسة عشر سنة بحي الدرابك أكبر الأحياء الشعبية بصفاقس. يجسد "الباش" كل من رانية النايلي ووجدي قاقي ومحمد اللافي وعماد الساكت وحسن القمري وصالح حمودة الذي كتب واخرج هذا العمل كذلك.