ثأرا من مراكب الموت التي «تعبث» بأجساد أبناء الخضراء، تنطلق غدا بفضاء مسار بالعاصمة سلسلة عروض مسرحية «الباش» لكاتب نصّها ومخرجها صالح حمودة. وتتناول هذه المسرحية ظاهرة الهجرة السرية وتبحث بعمق في أسبابها في محاولة للخروج بحلول تكتسي صبغة قانونية وإلزاما تشريعيا على مستوى وطني ودولي. «الباش» هو عنوان مسرحية تنقل الى الركح متاعب المهاجرين السريين وعائلاتهم وأوطانهم... وعن مغزى اختيار هذا العنوان قال كاتب المسرحية ومخرجها صالح حمودة في تصريح ل«التونسية» إنه دلالة على مضمون المسرحية باعتبار أن «ريح الباش» متعارف عليها في اصطلاح البحّارة بأنها الريح التي يكون اتجاهها نحو إيطاليا وغيرها. وأضاف أن مسرحية «الباش» هي التزام فنّي ومسرحي تجاه ما يشهده الواقع التونسي من تفاقم لما أسماه ب«معضلة الحرقة». وكذلك تجاه ما تعيشه عائلات «الحرّاقة» من مآس وأوجاع... وأفاد حمودة أنه استلهم موضوع المسرحية انطلاقا مما عايشه في طفولته من قصص الهجرة غير الشرعية وما شبّ عليه من مسلسل متواصل لحلقات «الحرقة» لأبناء حيّه حيث نشأ في «حي الدرابيك» بصفاقس وهو حيّ معروف بهول عدد المغادرين منه الى الضفاف الأخرى من المتوسط. شهادات حيّة... وحلول قانونية مسرحية «الباش» ليست مجرّد معالجة ركحية لظاهرة الهجرة السرية بل محاولة لبلورة حلول كفيلة بالحدّ من «نزيف» هذه الظاهرة حسب ما أكده الكاتب والمخرج صالح حمودة حيث قال إن العروض المسرحية ستكون مشفوعة بشهادات حيّة لشباب ركبوا «قوارب الموت» في مغامرة مجهولة نحو القارة العجوز، فإما لفظتهم المراكب وابتلعهم القرش وإما أوصلتهم الأمواج الى هناك لكنهم ذاقوا الأمرّين بعد طول عذاب... كما صرّح مخرج المسرحية أنه ستتم دعوة خبراء في القانون وفي علمي النفس والاجتماع للإحاطة بظاهرة الهجرة السرية من كل جوانبها وبالتالي الخروج بتوصيات أو بتقرير يتضمن معالجة قانونية لهذه الظاهرة كإمكانية إلغاء التتبع القضائي ضدّ الحارقين مما يسهل عودتهم الى تراب الوطن... وأردف قائلا: «سيتم عرض هذا التقرير على المجلس التأسيسي والمنظمات والهياكل الحقوقية التونسية والدولية باعتبار أن الهجرة السرية ملف يؤرق دول الخروج كما دول العبور ودول القبول...». ومسرحية «الباش» هي إنتاج جديد لمجموعة مسار بدعم من المعهد العربي لحقوق الإنسان ويجسّد أدوارها على الركح نخبة من المسرحيين الشبان على غرار رانية النايلي وعماد الساكت ومحمد اللافي ووجدي قاقي...