بقلم: حسين علي الحمداني: ظاهرة العنف والإرهاب باتت اليوم بحاجة لأن نضع الحلول المناسبة لها انطلاقا من معالجتنا الفكريّة لها وصولا لردعها واجتثاثها. وربّما نقول إن البحث هنا عن الأسباب سيكون متأخّرا جدا خاصة بعد استفحال الظاهرة التي ربّما تصوّرالبعض أن حدودها ستكون محصورة في "العراق المحتلّ" وفق الأدبيّات العربية ومنظورها الضيّق الأفق الذي ساهم في بلورة وصياغة مفاهيم التكفير بدرجة عالية من التقنية الإعلامية والتنظيرية ورافق ذلك دعم مادي كبير وصل للكثيرمن الخلايا العاملة في العراق والتي ترفع راية " الجهاد" لتقتصّ ليس من الأمريكان المحتلين بل من الشعب العراقي الذي وجد نفسه مدروجا على لائحة " الكفار"ومطلوبا رأسُه لهذه التنظيمات عاجلا أوآجلا. نحن في العراق استطعنا بشكل أوبآخرالحدّ من الظاهرة التكفيريّة هذه والسّبل التي سلكناها لم تكن مفروشة بالورود والرّمل الأحمربل كانت مُدميّة مرهقة احتاجت بعض المناورة وشيئا من العنف المضاد ، وجملة من التضحيّات البشريّة والماديّة . ومن يسترجع الماضي القريب جدّا سيجد ان الفضاء العربي الثقافي والإعلامي وحتى الرّسمي أستهجن ضرباتنا للإرهاب وحاول إثارة منظمات حقوق الإنسان ضدّنا لأننا حبسنا وسجنا أمراء الإرهاب وقوّاتنا الأمنية قتلت بعضهم والبعض استكثرعلينا مداهمة أوكارهم التي وجدنا فيها ما لا يخطرعلى بال أحد من أعتده ومتفجّرات و"هاونات" وألغام وسيوف وغيرها من الأدلة الجرميّة التي وحدها تكفي لإدانتهم بالإرهاب . وطالما حذّرنا أشقاءنا العرب من إن موجة الإرهاب ستطالهم بعد أن تندحرمن العراق؛ومنبع هذا التحذيرناجم من إن الإرهاب الموجود في العراق ليس عراقيا ، ومن يفجرنفسه في أسواقنا ليس عراقيّا يضاف إلى ذلك أن من يتمّ إلقاء القبض عليهم من أمراء القاعدة ومعاونيهم أغلبهم من جنسيات عربية وإسلامية وليس بينهم سوى بعض العراقيّين الذين ينتمون لحزب البعث المقبور . لذا كانت مهمّتنا في القضاء على الإرهاب تأخذ مداها الواسع في النّجاح من نقطة مهمة جدّا تتمثل بوقف تدفق المتسللين العرب لأراضينا لأن الإرهاب بضاعة مستوردة وليس إنتاجا محليا فالعراقي بعيد جدّا عن فكرة التكفيرواستخدام العنف ضدّ الآخرين لأن ثقافة العراقيّين قائمة على مبدإ التعايش والتآخي والشراكة، وبالتالي نجد أن استراتيجيّة مكافحة الإرهاب في العراق نجحت عبرتقليل أوانعدام دخول الإرهابيّين للأراضي العراقية أوبعبارة أكثردقة منع استيراد الإرهاب !! ولكن السؤال هنا يطرح نفسه هل ستعالج النظم العربيّة التطرّف الفكري كما عالجناه نحن في العراق ؟ الصّورة تبدو مختلفة من حيث أن الإرهاب الذي جاء للعراق آتى عبر الحدود والقضاء عليه أحيانا كثيرة يكون على الحدود نفسها. لكن الفكرالتكفيري في أغلب الدّول العربية مستوطن في المناهج الدراسية والمدارس والمنابرالدينية والفتاوى وعديد القنوات الفضائية التي لا تتردّد في توجيه سهامها وإرشاداتها بل بعضها يستخدم وسيلة اتصال بين الكثيرمن التنظيمات بواسطة شفرة معيّنة يعرفونها، وهنالك من يتبنىّ هذا الفكرويجاهربه علنا ، بل بعضهم يسخّرأجهزة دولته لهذا الفكر . لهذا نقول إن أية دولة بمفردها غيرقادرة على استئصال الخلايا الإرهابية ما لم يكن هنالك تعاون إقليمي – دولي في هذا الشأن ، وما حصل مؤخرا في تونس يؤكّد أن المناطق الحدوديّة دائما ما تكون بؤر نشطة لخلايا إرهابية ويتطلب الأمرالتعاون مع دول أخرى بغية الحدّ من هذه الظاهرة. ● كاتب وباحث عراقي an على الزّاني رصاصة بندقيّة "
● كاتب +++++++++++ كيف نكافح الإرهاب؟ بقلم: حسين علي الحمداني* ظاهرة العنف والإرهاب باتت اليوم بحاجة لأن نضع الحلول المناسبة لها انطلاقا من معالجتنا الفكريّة لها وصولا لردعها واجتثاثها. وربّما نقول إن البحث هنا عن الأسباب سيكون متأخّرا جدا خاصة بعد استفحال الظاهرة التي ربّما تصوّرالبعض أن حدودها ستكون محصورة في "العراق المحتلّ" وفق الأدبيّات العربية ومنظورها الضيّق الأفق الذي ساهم في بلورة وصياغة مفاهيم التكفير بدرجة عالية من التقنية الإعلامية والتنظيرية ورافق ذلك دعم مادي كبير وصل للكثيرمن الخلايا العاملة في العراق والتي ترفع راية " الجهاد" لتقتصّ ليس من الأمريكان المحتلين بل من الشعب العراقي الذي وجد نفسه مدروجا على لائحة " الكفار"ومطلوبا رأسُه لهذه التنظيمات عاجلا أوآجلا. نحن في العراق استطعنا بشكل أوبآخرالحدّ من الظاهرة التكفيريّة هذه والسّبل التي سلكناها لم تكن مفروشة بالورود والرّمل الأحمربل كانت مُدميّة مرهقة احتاجت بعض المناورة وشيئا من العنف المضاد ، وجملة من التضحيّات البشريّة والماديّة . ومن يسترجع الماضي القريب جدّا سيجد ان الفضاء العربي الثقافي والإعلامي وحتى الرّسمي أستهجن ضرباتنا للإرهاب وحاول إثارة منظمات حقوق الإنسان ضدّنا لأننا حبسنا وسجنا أمراء الإرهاب وقوّاتنا الأمنية قتلت بعضهم والبعض استكثرعلينا مداهمة أوكارهم التي وجدنا فيها ما لا يخطرعلى بال أحد من أعتده ومتفجّرات و"هاونات" وألغام وسيوف وغيرها من الأدلة الجرميّة التي وحدها تكفي لإدانتهم بالإرهاب . وطالما حذّرنا أشقاءنا العرب من إن موجة الإرهاب ستطالهم بعد أن تندحرمن العراق؛ومنبع هذا التحذيرناجم من إن الإرهاب الموجود في العراق ليس عراقيا ، ومن يفجرنفسه في أسواقنا ليس عراقيّا يضاف إلى ذلك أن من يتمّ إلقاء القبض عليهم من أمراء القاعدة ومعاونيهم أغلبهم من جنسيات عربية وإسلامية وليس بينهم سوى بعض العراقيّين الذين ينتمون لحزب البعث المقبور . لذا كانت مهمّتنا في القضاء على الإرهاب تأخذ مداها الواسع في النّجاح من نقطة مهمة جدّا تتمثل بوقف تدفق المتسللين العرب لأراضينا لأن الإرهاب بضاعة مستوردة وليس إنتاجا محليا فالعراقي بعيد جدّا عن فكرة التكفيرواستخدام العنف ضدّ الآخرين لأن ثقافة العراقيّين قائمة على مبدإ التعايش والتآخي والشراكة، وبالتالي نجد أن استراتيجيّة مكافحة الإرهاب في العراق نجحت عبرتقليل أوانعدام دخول الإرهابيّين للأراضي العراقية أوبعبارة أكثردقة منع استيراد الإرهاب !! ولكن السؤال هنا يطرح نفسه هل ستعالج النظم العربيّة التطرّف الفكري كما عالجناه نحن في العراق ؟ الصّورة تبدو مختلفة من حيث أن الإرهاب الذي جاء للعراق آتى عبر الحدود والقضاء عليه أحيانا كثيرة يكون على الحدود نفسها. لكن الفكرالتكفيري في أغلب الدّول العربية مستوطن في المناهج الدراسية والمدارس والمنابرالدينية والفتاوى وعديد القنوات الفضائية التي لا تتردّد في توجيه سهامها وإرشاداتها بل بعضها يستخدم وسيلة اتصال بين الكثيرمن التنظيمات بواسطة شفرة معيّنة يعرفونها، وهنالك من يتبنىّ هذا الفكرويجاهربه علنا ، بل بعضهم يسخّرأجهزة دولته لهذا الفكر . لهذا نقول إن أية دولة بمفردها غيرقادرة على استئصال الخلايا الإرهابية ما لم يكن هنالك تعاون إقليمي – دولي في هذا الشأن ، وما حصل مؤخرا في تونس يؤكّد أن المناطق الحدوديّة دائما ما تكون بؤر نشطة لخلايا إرهابية ويتطلب الأمرالتعاون مع دول أخرى بغية الحدّ من هذه الظاهرة.