الحرس الوطني يدعو ''البحّارة'' إلى الالتزام بالنشرة الجوية البحرية وعدم المجازفة    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    دورة مدريد للماستارز: أنس جابر تواجه المصنفة 35 عالميا في الدور السادس عشر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    حي الغزالة: القبض على مفتش عنه خطير محكوم بالسجن 6 سنوات    عاجل/ منخفض جديد وعودة للتقلّبات الجويّة بداية من هذا التاريخ..    الاطاحة بعنصر خطير نفذ سلسلة من "البراكاجات"..وهذه التفاصيل..    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    الإعلان عن نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع .. التفاصيل    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    معهد باستور: تسجيل حالة وفاة و4 اصابات بداء الكلب منذ بداية 2024    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    قوات الاحتلال الإسرائيلية تقتحم مدينة نابلس..#خبر_عاجل    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    المدير العام للديوانة في زيارة تفقد لتطاوين    إجراء أول اختبار لدواء يتصدى لعدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    ماكرون: هناك احتمال أن تموت أوروبا    مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح    رحلة بحرية على متنها 5500 سائح ترسو بميناء حلق الوادي    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    هذا فحوى لقاء رئيس الجمهورية بمحافظ البنك المركزي..    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي تتراجع بنسبة 3ر17 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    تكريم فريق مولودية بوسالم للكرة الطائرة بعد بلوغه الدور النهائي لبطولة إفريقيا للأندية    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    رئيس الجمهورية يتسلّم أوراق اعتماد سفير تونس باندونيسيا    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    عاجل: غرق مركب صيد على متنه بحّارة في المهدية..    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    طقس الخميس: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 18 و26 درجة    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 أعوام على «زلزال» 11 سبتمبر: من «استباح» من... ومن دفع الثمن؟
نشر في الشروق يوم 10 - 09 - 2011

بين 11 سبتمبر 2001 و 11 سبتمبر 2011 عشرة أعوام كاملة بمقياس الزمن لكن بالمعايير الأمنية والسياسية كانت هذه الفترة حبلى بأحداث كبرى رمت بإسقاطاتها وتداعياتها المدمرة على العالمين العربي والاسلامي تحديدا... فتفجيرات 11 سبتمبر التي هزت «العرش الأمريكي» كانت علامة فارقة في مساء الأحداث المعاصرة حتى أن المؤرخ الأمريكي الشهير«بول كينيدي» اعتبر أن أحداث القرن الحادي والعشرين قد بدأت من الحادي عشر من سبتمبر 2001... في هذا التاريخ صحت الولايات المتحدة ومعها العالم بأسره على وقع هذه التفجيرات التي دكت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وجزءا من وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن مخلفة وراءها نحو 3 آلاف قتيل...في ذلك اليوم ظن كثيرون أن ما يشاهدونه كان فيلما هوليوديا كالأفلام التي تبرع فيها السينما الأمريكية ولكن هول الكارثة أصاب العالم بأسره بالصدمة والرعب وهو يتابع برجي التجارة وهما يهويان إلى الأرض ومعها يتهاوى كبرياء الدولة العظمى في العالم وبمعزل عن من دبر هذه التفجيرات سواء كان تنظيم «القاعدة» كما تقول الرواية الرسمية الأمريكية أو أنها كانت مؤامرة «حبكتها» إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كما يدور في خلد الكثير من الأمريكيين أنفسهم فإن الثابت أن هذه الأحداث غيرت مسار التاريخ وكانت عاصفة مدخل الإدارة الأمريكية لما أصبح مألوفا ومعروفا ب «الحرب على الارهاب» ولم يعد سرّ أن ما حدث يوم 11 سبتمبر 2011 قد اتخذته الإدارة الأمريكية مبررا لتنفيذ أجندة استراتيجية الهدف منها إعادة صياغة الخريطة السياسية للمنطقة. وكانت التصريحات المتتالية لبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة وفي مقدمتهم الرئيس السابق جورج بوش ووزيره للدفاع السابق دونالد رامسفيلد ومستشارته لشؤون الأمن القومي ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزارايس قد أفصحت عن بعض تفاصيل هذه الأجندة وأبرزت خرائط جديدة تشكل إعادة صياغة لخريطة جيوسياسية للمنطقة بشكل كامل... ولم يكن مثل هذا المخطط في الحقيقة مجرد تنظير سياسي فقد اتخذت تفجيرات 11 سبتمبر 2001 مدخلا لفرضه بالقوة وكان اجتياح أفغانستان ومن ثم استباحة العراق واحتلال البوابة التي انطلقت منها قاطرة هذا المشروع التدميري. وتلاحقت ساحات تنفيذ هذا المخطط بشكل «جنوني» وشملت فلسطين ولبنان والسودان وسوريا والصومال واليمن... ورغم ضراوة هذه الحملة التي دفع فيها العرب والمسلمون ثمنا باهظا فإن الولايات المتحدة تكبدت هي الأخرى «فاتورة» مكلفة جراء سياستها هذه ولا تزال إلى حدّ الآن تتخبط في «وحل» هذه السياسة الكارثية وتجني «ثمار» أخطائها في هذه الحروب العبثية وتأبى في الوقت نفسه مراجعة خططها تجاه المنطقة متعامية عن الاجابة عن سؤال «لماذا يكرهوننا؟» الذي جعلت منه شعارا تستدرّ به «العواطف» وتصرف النظر من خلاله عما تسببت فيه لأهل المنطقة من «زلازل» و«عواصف»... اليوم 10 سنوات بالتمام والكمال... مضت على هذا «الزلزال» ومع أن صورة حادثة 11 سبتمبر 2001 لا تزال في البال...فإن السياسة الأمريكية المتبعة تجاه العرب والمسلمين لا تزال تثير الحيرة والسؤال... فهل تغيرت أمريكا فعلا واستخلصت الدروس من هذا الحدث وتداعياته وما هي الدروس التي يجب أن تتعلّمها؟...ثم كيف يبدو المشهد العربي اليوم بعد مرور عقد على هذه التفجيرات؟...هذه جملة من الأسئلة تحاول «الشروق» الاجابة عنها في هذا الملحق الخاص الذي يتضمن تقارير حول ذكرى «زلزال» 11 سبتمبر 2001 والذي نستضيف فيه الأساتذة : السيد طلعت مسلم (خبير عسكري) السيد إدموند جوف (باحث وكاتب فرنسي) السيد أحمد ونيس (وزير تونسي سابق وخبير في العلاقات الدولية) السيد إبراهيم زيدان (كاتب عراقي) السيد محمد مورو ( مفكر إسلامي مصري) الخبير العسكري طلعت مسلم ل«الشروق»: زلزال 11 سبتمبر «دمّر» العالم العربي بالكاملرسم الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم صورة قاتمة للمشهد العربي في الذكرى العاشرة لتفجيرات 11 سبتمبر واصفا الحالة العربية الراهنة بأنها منهارة على كل المستويات.تونس «الشروق»اعتبر اللواء طلعت مسلم أنّ الجامعة العربية انتهت وماتت وأن السياسة الأمريكية ازادادت توحشا وتغوّلا بعد مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر 2001.كيف تقيّم بداية المشهد العربي بعد مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر... وإلى أي مدى نجح العرب على الأقل، في الخروج من «دائرة الاستهداف بأخف الأضرار في هذا الزلزال برأيك؟الواضح أن مختلف المؤسسات الرسمية العربية تشهد اليوم تفكّكا شديدا وانهيارا تاما على كل المستويات إذ لا يوجد أي نوع من التنسيق بين المواقف العربية سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي... والأخطر من ذلك أننا أصبحنا نلاحظ اليوم ميلا واضحا نحو التبعية لحلف شمال الأطلسي... ولم نعد نرى مقاومة كبيرة للوجود الأجنبي على الأرض العربية... وهذا مؤشر خطير على الحالة العربية الراهنة.. رسميا وشعبيا...على المستوى الرسمي... هل تعتقد أن أداء الجامعة العربية كمؤسسة تمثل النظام الرسمي العربي ارتقى إلى حجم ما حملته تداعيات هذا الزلزال وتوابعه من تهديد مباشر للمنطقة... ثم كيف توصف واقع العمل العربي بعد عقد من أحداث 11 سبتمبر؟الجامعة العربية أصبحت برأيي مجرّد مكان يلتقي فيه العرب، ولم يعد لها أي دور على صعيد تفعيل الموقف العربي والدفاع عن قضايا أمتنا... هذه الجامعة. باعتقادي انتهت وماتت وتعفّنت أصلا... وهي لم تعد صالحة بالمرة اللهم فقط للحلف الأطلسي لتبرير تدخلاته في منطقتنا كما حصل في حالة ليبيا...التغيير الذي طرأ على رأس الإدارة الأمريكية منذ عامين برحيل بوش صاحب نظرية الحرب على ما يسمى «الإرهاب» وقدوم أوباما.. هل انعكس برأيك على السياسة الأمريكية المتبعة تجاه المنطقة؟ربّما كانت السياسة الأمريكية قد اختلفت قليلا في ظاهرها بين أوباما وبوش لكن الواضح أن أوباما مازال يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية بحجة أنه يبحث عن حل نهائي للصراع بعد أن كان بوش يكتفي بإدارة الأزمة ولا يحاول الوصول إلى الحل النهائي.. أوباما حاول أن يوهمنا بأنه يتكلّم عن دولة فلسطينية في حدود 67 وعن الاستيطان ولكن هذه كانت مجرد رغبات أكثر منها أفعال وبالتالي أنا هنا في الواقع لا أرى تأثيرا كبيرا لأحداث 11 سبتمبر على المنطقة العربية سوى أن الأوساط الصهيونية استغلت هذه الأحداث لتثبيت نفسها في مواجهة ما تسميها «الحرب على الإرهاب» ولكنها في الحقيقة سعت إلى تصفية القضايا العربية وتدمير الأوطان العربية...في هذه الحالة، هل حملت الثورات العربية الأخيرة متغيّرات ما على هذا الصعيد... وإلى أي مدى أثرت في توجيه السياسة الأمريكية في اتجاهات جديدة تتناغم مع مطالب الشعوب العربية؟أنا أرى أن ما حدث في المنطقة لم يصل أصلا إلى مستوى الثورة وإنما هو مجرد انتفاضات وحركات احتجاجية لأنه لم تتضح الأهداف المستقبلية بعد لهذه الحركات بل أكثر من هذا فإن هذه الثورات ليست لها قيادات واضحة وبالتالي ليست لها برامج واضحة.بحكم خبرتك في المجال العسكري... أسألك هنا سيادة اللواء عن التبعات والتداعيات التي ألقت بها أحداث 11 سبتمبر على مسألة الأمن القومي العربي.. كيف تقيم الموقف بهذا الخصوص؟مشكلتنا الحقيقية كعرب تكمن في التبعية شبه المطلقة للخارج وبالذات للغرب.. لم يعد هناك قرار عربي يتعلق بالأمن القومي العربي... اليوم لم نعد نرى أي اجتماع عربي حول هذه المسألة.. ما نراه اليوم هو أن هناك اجتماعات عربية أصبحت تعمل على تبرير التدخلات الأجنبية لمهاجمة دول عربية.اليوم، الدول العربية التي باتت لها علاقة بالناتو هي أكثر من نصف كل الدول بل إن معظمها باتت مع الناتو.. فبالنسبة إلى ليبيا مثلا بات واضحا أنها مع الناتو أو أن الناتو معها (لا فرق) أما بالنسبة إلى اليمن فواضح أن النظام في هذا البلد ينسق مع بعض القوى الغربية في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب على اعتبار أن هناك عناصر من «القاعدة» موجودة في اليمن.. لكن أكثر بلد تأثر في رأيي بأحداث 11 سبتمبر وأصبح قاعدة رئيسية للقاعدة في المنطقة العربية هو الصومال...فزّاعة «الحرب على الإرهاب» هل ترى أنها لا تزال تملك قابلية الاستمرار في ضوء المتغيرات الجديدة التي أطلت على المنطقة مؤخرا... ثم هل تعتقد أن هذه المتغيرات ستغيّر في الموقف الأمريكي مستقبلا؟ باعتقادي أن هذه الفزاعة كما وصفتها ساهمت بدرجة كبيرة في تفجير العالم العربي وفي تحقيق المخططات الغربية حيث تذرعت الولايات المتحدة بهذه الظاهرة في العراق وفلسطين ولبنان وربطت بذلك بين المقاومة والإرهاب وخلطت بينهما.. ولكن السياسة الأمريكية لا يبدو أنها ستتغير حتى مع عمليات التغيير التي شهدتها المنطقة مؤخرا...الأستاذ أحمد ونيّس ل«الشروق»: العالم تغيّر... وأمريكا لم تتغيّرلاحظ الوزير التونسي السابق والخبير في العلاقات الدولية الأستاذ أحمد ونيّس في لقاء مع «الشروق» أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية لم تتغيّر على الرغم من مرور 10 سنوات على تفجيرات 11 سبتمبر 2001.تونس «الشروق»دعا الأستاذ أحمد ونيّس الولايات المتحدة إلى مراجعة سياستها في ضوء المتغيرات والتحوّلات الكبيرة التي حلّت بالمنطقة في الآونة الأخيرة.كيف تقرأ أستاذ أحمد ملامح الوضع العربي في ذكرى أحداث 11 سبتمبر وما هي برأيك أبرز الاستنتاجات والسمات التي اتّسم بها العمل العربي خلال العشرية الماضية من هذه العاصفة؟أهمّ شيء في رأيي أنه بعد 10 سنوات من أحداث 11 سبتمبر 2001 وقع تطوّر عميق في الساحة العربية والإسلامية ولم يقع تطوّر في السياسة الأمريكية يكون متناسبا مع مستوجبات واستحقاقات المرحلة... لكن المهمّ بالنسبة إلينا هنا أننا وضعنا خطوة مهمة في اتجاه تحقيق المبادئ الكونية وحقوق الإنسان ومطالب الشعوب الأساسية من خلال الثورات الأخيرة التي أطاحت ببعض الأنظمة الاستبدادية في المنطقة وأعادت إلى الشعوب كلمتها ودورها الحيوي في البناء الديمقراطي.. اليوم حين نقارن بين الحالتين... أي بين المجتمعات العربية والغربية التي يتصدرها المجتمع الأمريكي نجد أن الخيارات السياسية للقيادات والإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تستدرك مقتضيات المبادئ الكونية لحقوق الإنسان وأخلاق تسيير الأمم فحين نرى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من احتلال وإبادة وتشريد منذ أكثر من 60 عاما فيما الحكومة الأمريكية لا تبدو مبالية بتنفيذ القوانين الدولية... والأكثر من ذلك أنها ترفع الفيتو أمام أي قرار يدعم الحق الفلسطيني والعربي وتقف إلى جانب سلطة الاحتلال وإلى جانب الجلاّد ضد الضحية وضد إرادة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.. ومثل هذا الوضع يوحي بأن الحال العربية لا تزال تراوح مكانها وبأن أمتنا لا تزال في حالة حرب ضد الاستعمار وضدّ التمييز السياسي والديني في أوطاننا العربية.خلال العقد الماضي كثيرا ما عمل الغرب على الخلط بين المقاومة والإرهاب ووضعهما في «سلة واحدة»... فكيف ترصد استتباعات وتأثيرات هذه المحاولة الغربية المتعمدة على العمل العربي النضالي والمقاوم؟في الحقيقة، المنطق كان يقتضي في هذه الحالة التمييز أولا بين الإرهاب والمقاومة المشروعة لتحرير الشعوب من الاستعمار والاحتلال... هذه المقاومة هي مقاومة شريفة يجب أن يباركها جميع أحرار العالم.. بما أنّها حقّ مشروع لكن العنف الإرهابي هو شيء لا يمكن لأحد ما أن يباركه فهو معاد للبشرية والإنسانية جمعاء ويستدعي من الجميع الوقوف ضدّه من أجل تحقيق عالم يسوده الأمن والاستقرار والتعاون.. وبالتالي فإنه يظل لزاما على العالم المتحضّر أن يقوم بواجبه ويحترم المبادئ الكونية والمساواة بين الشعوب حتّى يكون على درجة المسؤولية التي يحتاجها الجميع بعد مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر..لكن هل ترى في الموقف الأمريكي والغربي عموما اليوم ما يوحي بأن هناك فهما للتحولات التي حلّت بالمنطقة اليوم وأنّ ثمّة مسعى إلى مراجعة السياسة التي ظلّت متبعة في السابق تجاه المنطقة؟أعتقد أن السنوات العشر الماضية كانت كافية لمراجعة السياسة الأمريكية تجاه المنطقة والعمل على تحديد مفهوم الإرهاب والتخلي عن اتهام المقاومة المشروعة للاحتلال بالإرهاب.. والمنطق يستوجب هنا أيضا العمل على احترام الواجبات والمبادئ الكونية...وأعتقد هنا أن
انتقال الدول العربية نحو الديمقراطية والحرية بعد الثورات العربية الأخيرة يساعد على تحقيق ذلك ويشكل رافدا مهمّا وأساسيا في هذا الاتجاه.باحث فرنسي ل «الشروق»: السياسة الأمريكية «فجرت» الارهاب بالمنطقةاعتبر الباحث والكاتب الفرنسي إدموند جوف في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من باريس أن الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكات صارخة لحقوق الانسان في حربها على ما يسمى ب «الارهاب» مؤكدا أن غزو العراق وأفغانستان «فجر» العنف في المنطقة.تونس (الشروق)أكد السيد إدموند جوف أن الثورات العربية الأخيرة يمكن أن تحدّ من انتشار العنف في المنطقة في حال نجحت في الوصول إلى أهدافها الحقيقية. والأستاذ إدموند جوف هو أستاذ مميّز في العلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة «ريني ديكارت» بباريس ورئيس مجلس إدارة مركز الدراسات الديبلوماسية والاستراتيجية والمعهد الأعلى للصحافة ومعهد الدراسات الدولية العليا ومعهد الدراسات السياسية العليا... وهو واحد من أهم الباحثين الفرنسيين المتخصصين في القضايا العربية .بعد انقضاء 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر كيف تقيمون تداعيات هذه الحادثة ونتائجها دوليا وعربيا؟بكل تأكيد عمليات 11 سبتمبر 2001 كانت «حدث القرن» سواء من حيث فظاعتها أو من حيث تداعياتها على العالم وعلى المنطقة العربية على وجه التحديد.... لكن ما أودّ قوله هنا إن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع هذه الأحداث لم تكن طريقة جيدة...بل إنها كانت طريقة خاطئة وعشوائية وهو ما جعل النتائج تكون كارثية بكل المقاييس على العالم العربي خصوصا. من المؤكد أننا تابعنا بصدمة كبيرة ما حدث يوم 11 سبتمبر 2001 لأنه لا أعتقد أن هناك من يبرر العنف...خاصة العنف الأعمى في أي مكان من العالم ولكن أيضا تابعنا بنفس الشغور تقريبا الحرب التي قامت أمريكا بها في العراق وأفغانستان فليس مقبولا ومشروعا أن تقوم بتغيير الأنظمة خارج إطار الشرعية الدولية... ولعلنا نذكر هنا الموقف الشجاع للرئيس الفرنسي جاك شيراك حين رفض المشاركة في حرب العراق...هذه الحرب التي كانت عواقبها وخيمة على الجميع خاصة على العراق الذي دمر بالكامل تحت ذريعة امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل... وأيضا على الولايات المتحدة وحلفائها الذين فقدوا العديد من جنودهم في هذه الحرب غير العادلة. أنت من المهتمين كثيرا بالعلاقات الدولية...فإلى أي مدى أثرت الحرب التي تشنها الولايات المتحدة منذعقد من الزمن على ما يسمى الارهاب في ميزان العلاقات الدولية وتحديدا في ميزان العلاقات الغربية العربية برأيك؟أعتقد أن كلمة «الارهاب» هنا يجب وضعها بين «معقفين»...لأنه إلى الآن ليس هناك مفهوم واضح للإرهاب...فأنا مثلا عندما كنت صغيرا خلال الاحتلال النازي وكان والدي يقاوم هذا الاحتلال كان الألمان ينعتون والدي بالارهابي...أنا لست مؤيدا للإرهاب لكن يجب أن نقول إن الولايات المتحدة وظفت أحداث 11 سبتمبر في سياق يخدم مصالحها ويحقق لها أهدافها التوسعية حيث ركزت في ما أسمتها «الحرب على الارهاب» على المنطقة العربية...وعملت على ترويج صورة مغلوطة عن العرب والمسلمين إذ أنه يكفي أن تكون عربيا أو مسلما فأنت مشتبه فيك بالارهاب... وهذا في الحقيقة كان انتهاكا صارخا لحقوق الانسان العربي الذي كما عرفته هو إنسان طيب ومتسامح ويحب السلام وليس إرهابيا.. كما ادعت أمريكا... يجب ألا ننسى هنا أن العالم العربي أعطى عديد المفكرين للغرب...لكن هذه الحقيقة معترف بها في الغرب وفي العلاقات الدولية أم لا؟ ليس بالتأكيد... لكن أقول إنه بات من الضروري اليوم تصحيح العلاقات مع العرب والمسلمين... وفي هذا السياق أنا أؤيد مبادرة اليونسكو التي تنص على تعدد الثقافات... فهناك في العالم حضارات متعددة تتحاور في ما بينها... واعتقد أنه يجب حماية هذا الحوار ودعمه.كيف ترى مستقبل القاعدة بعد اغتيال زعيمها أسامة بن لادن.. وهل أضعفت عملية الاغتيال برأيك فعلا هذا التنظيم؟لا اعتقد ذلك.. فكما تعلمون هناك كلام يروجه البعض بأنه حين تزيل «الرأس» فإنك تقضي على الجذور... أنا أقول، مع الأسف، مثل هذا الكلام غير صحيح... فمشكلة القاعدة لا يمكن ان تزول بمثل هذه الطريقة.. فالقاعدة هي تنظيم كامل وهي مجموعة من الافراد وليست ممثلة في شخص أسامة بن لادن فقط.... أنا اعتقد ان مشكلة القاعدة لن تزول الا اذا أعطى الغرب، العرب المكانة التي يستحقونها... واذا لم يتم ذلك فهناك «بن لادنيون» آخرون كثيرون سيواصلون معركتهم ضد الغرب... المطلوب اليوم بكل وضوح تصحيح العلاقة بين الغرب والعرب... واعطاء الانسان العربي المكانة التي يستحقها... فكما قال الجنرال ديغول في مؤتمر صحفي بباريس عام 1959 إن الشيء الوحيد المهم ليس الدولة او المال بل الانسان»... واعتقد ان مثل هذه الفكرة بات لزاما ان تجد اعتبارها اليوم في العلاقات بين العالمين العربي والغربي من أجل بناء عالم جديد...هذا العالم الجديد، هل تعتقد أستاذ جوف أن الزخم الثوري الذي تشهده المنطقة خلال هذه المرحلة يؤسس له ويدفع في اتجاه جعله أكثر ديمقراطية وبلا عنف وارهاب؟بالتأكيد اذا نجحت هذه الثورات في الوصول الى الديمقراطية والتعددية السياسية فإنها ستحد من المشاكل التي يعاني منها العالم العربي.. والعنف بلا شك، هو أحد أبرز مشاكل العالم العربي... واعتقد هنا ان هذه الثورات أرست مسارات ديمقراطية ومهّدت الطريق لإقامة أنظمة ديمقراطية... وهذا الواقع الجديد من شأنه ان يفضي الى الحد بشكل كبير من العنف الاعمى والارهاب... اذ كلما ذهبنا في اتجاه الديمقراطية كلما قطعنا أشواطا مهمة في اتجاه انهاء العنف.زعيم «القاعدة» خطّط لمهاجمة أمريكا لكن...!تونس (الشروق)‎ ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتلته وحدة كومندوز أمريكية في باكستان كان يخطط لهجوم جديد في الولايات المتحدة في الذكرى العاشرة لأحداث11سبتمبر2001ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم، أن مراسلات عثر عليها في المنزل حيث كان بن لادن يقيم في أبوت آباد في باكستان تفيد عن خطط مماثلة، غير أنه لم يعثر على أي دليل يؤكد أن هذه «الخطة الناشئة» تجاوزت مرحلة التخطيط. وأشارت الصحيفة إلى أن بن لادن ورئيس عملياته عطية عبد الرحمان تبادلا وجهات النظر بشأن تشكيلة الفريق الذي سيكلف بتنفيذ الهجوم إلا أن بن لادن كان يرفض في كل مرة الأسماء التي يقترحها عبد الرحمان..وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «بن لادن كان يعتزم ضرب مدن أميركية كبرى منها لوس أنجلوس وكذلك قطارات وطائرات». وتمّ ذكر تواريخ رمزية لهذه الهجمات مثل الرابع من يوليو، الذي يصادف يوم العيد الوطني الأمريكي، أو الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر.المفكّر الاسلامي المصري د. محمود مورو ل «الشروق»: أمريكا خسرت «الحرب على الارهاب»... والثورات العربية حيّدت «القاعدة»توقّع المفكّر الاسلامي المصري ومرشح الاسلاميين لانتخابات الرئاسة المصرية الدكتور محمد مورو في لقاء مع «الشروق» أن يكون الاسلاميون في طليعة المشهد السياسي العربي في المرحلة القادمة.تونس «الشروق»قال الدكتور محمد مورو الذي له حوالي 100 كتاب في مختلف قضايا التحديات الاسلامية المعاصرة والحاصل مؤخرا على جائزة عالمية لأفضل مفكر عربي إن الثورات العربية الأخيرة خدمت الاسلاميين وخلّصتهم من عقدة «الارهاب» التي ظلّت تلاحقهم خصوصا منذ أحداث 11 سبتمبر.شهدت العلاقات بين الغرب والاسلاميين بشكل عام منذ أحداث 11 سبتمبر صراعات وحروب على كل المستويات لكن بعد عقد كامل من المواجهة عاد الاسلاميون بقوّة الى الواجهة في الفترة الأخيرة وتحديدا منذ انفجار الثورات العربية... فهل أننا الآن بصدد علاقة جديدة بين الطرفين؟في الحقيقة، أسلوب العنف لم يعد مبرّرا اليوم بعد نجاح الثورات العربية لأن الاسلاميين، اكتشفوا اليوم ان هناك طريقا ثالثا أكثر ايجابية وفاعلية للتخلص من الاستبداد والظلم... ثم انه بعد الثقة في أنفسهم والسمعة التي حققتها الثورات العربية لم يعد مبرّرا بعد أحداث 11 سبتمبر أن ينتزع الاسلاميون حقوقهم عن طريق العنف... فهذه الطريق بات واضحا أنها لا توصل الى أي نتيجة وأن الحلول السلمية هي الخيار الذي يجب أن يسلكه الاسلاميون لأنهم بذلك سيضمنون تضامن العالم معهم وستكون مهمة تواصلهم مع الشعوب الأخرى يسيرة لكن ذلك لا يعني التخلي عن المقاومة المسلحة في مواجهة الجيوش الغازية كما هو الأمر في حالة العراق وفلسطين..هل تريد أن تقول هنا إن الاسلاميين نجحوا بفضل الثورات الأخيرة في تجاوز «عقدة» أحداث 11 سبتمبر وفي إسقاط تهمة الارهاب التي ظلت «تطاردهم» على امتداد العقد الماضي؟نعم، يجب أن نتجاوزها الآن بعد نجاح الثورات في تونس ومصر وليبيا كما قلت وعلينا أن نفصل هنا بين ما كان قبل الثورات وما بعدها... في السابق كانت هناك عمليات مسلحة قد يكون لها ما يبرّرها لكن الآن يجب أن يفتح الاسلاميون صفحة جديدة في رؤيتهم وتصوّراتهم للوضع... وأعتقد أنهم بهذه الرؤية المنفتحة والمتحررة سيكسبون استحقاقات المرحلة القادمة وينجحون بالتالي في إسقاط تهمة الارهاب التي التصقت بهم حيث ما حلّوا.وفي الواقع فإن الاسلاميين كسبوا المعركة بانحيازهم الى الثورات العربية ووقوفهم الى جانب شعوبهم في معركة التحرر من الاستبداد والدكتاتورية وفي النضال من أجل الحرية..وفي اعتقادي فإن الأمريكان هم من خسروا الحرب على الارهاب نتيجة انحيازهم الأعمى الى الكيان الصهيوني ... واليوم أصبحت الشعوب الأخرى في العالم تتضامن معنا وأصبح ما يحدث في منطقتنا من ثورات بمثابة النموذج الصحيح الذي تقتدي به حتى الشعوب العالمية الأخرى التي لم تعد مقنعة بأسطوانة الحرب على الارهاب».أنت هنا تتحدث دكتور عن الاسلام السياسي لكن ماذا عن «الاسلام الجهادي»... فهل أن القاعدة والحركات الجهادية استفادت من الحرب الامريكية على ما يسمى «الارهاب».. وكيف ترى واقع هدم الحركات في ضوء ما تشهده المنطقة من ثورات؟أعتقد ان أمريكا خسرت معركتها مع القاعدة لكن الذي أضعف القاعدة بالخصوص هو اكتشاف الجماهير ان هناك طريقا آخر يمكن ان تحقق به أهدافها..وبالتالي كانت القاعدة تتمدد جماهيريا على أساس ما يجري في العراق والصومال وفلسطين واليمن ولكن الآن الذي يضعف «القاعدة» ان هناك طريقا آخر... وهذا أمر يدخل في الحراك السياسي الجاري بالبلدان العربية..هذه الطريق الأخرى التي تشير اليه دكتور هنا، الى أي مدى تعتقد أنها سالكة أمام الاسلاميين للوصول الى أهدافهم بعد الثورات الأخيرة... وهل تعتقد أن «البديل الاسلامي» يملك فعلا مواصفات النجاح، سياسيا، خلال المرحلة القادمة؟أعتقد أن العالم كله ينتظر الاسلاميين لأن الاسلاميين يمكن أن يكونوا في طليعة المشهد السياسي بالعالم العربي خلال المرحلة القادمة لو تواصلوا مع المستضعفين والمهمشين وأعتقد أننا مقبلون على وحدة عربية وإسلامية لكن شريطة أن نختار بوضوح السلوك الصحيح وأن ننحاز الى الحرية المطلقة ونواصل معركتنا ضد الرأسمالية المتوحشة ونناصر كل قضايا العالم العادلة ونناضل ضد مشروع الهيمنة الأمريكية والصهيونية على منطقتنا... وأعتقد أن هذا أمر ضروري وأساسي يجب أن يضعه الاسلاميون في أولوياتهم خلال المرحلة القادمة.الكاتب العراقي ابراهيم زيدان يكتب من بغداد ل«الشروق»: زلزال «11سبتمبر»....العراقي!! يدرك القاصي والداني بداية ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي مفتعلة أصلا بالاتفاق مابين إسرائيل وأمريكا لتسويق المسلمين على أنهم إرهابيون من خلال هذا العمل الإجرامي بدليل أن الموظفين اليهود في هذين البرجين منحوا إجازة اعتيادية إجبارية ليكونوا بمنأى عن الخطر فضلا عن التصوير للحادث الذي يبدو معدا له سلفا وأن تكون المصادفة هي التي أتت بالمصور إلى هذا المكان وفي تلك اللحظة وهو أمر كاذب ومفضوح.وهكذا ضحت الإدارة الأمريكية المجرمة بالبرجين من اجل تحقيق أكثر من مكسب فضلا عن تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتسويقهم للعالم على أنهم إرهابيون مع أن القاعدة التي يتهمونها بتفجير البرجين أو ادعاءها هي بأنها وراء هذا التفجير هو الآخر أكذوبة لإثارة الرعب في مناطق العالم وزعزعة امن الدول من خلال تمويلها ودعمها وتدريبها
لعناصرها بذريعة محاربة القوى المعادية للإسلام وهي أكذوبة أخرى تضاف إلى سلسلة أكاذيبهم وفي مقدمتها اتهام العراق وغيره بأنه دولة راعية ل«الارهاب» وتمتلك أسلحة دمار شامل كذبها الأمريكان أنفسهم في ما بعد ليفضحوا إدارتهم بأنها كانت تعد لتدمير العراق وغيره حسب المشروع الصهيوني للسيطرة على المنطقة العربية والهيمنة على ثرواتها...وقد تحدث أكثر من مسؤول إسرائيلي عن خطة تدمير العراق المعدة منذ سبعينيات القرن الماضي ، فلا العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ولا ديمقراطية تحققت كما يحلم بها العراقيون ، فكل الذي حصل هو تدمير للعراق وإذلال لشعبه وتركيعه من اجل إسرائيل هذا باعترافهم هم ، وبعد انهيار النظام في العراق وتسليم السلطة للمتعاونين معها من حملة الجنسيتين ممن يحسبون على العراق بدا تنفيذ المشروع الصهيوني في العراق والذي اتضح من خلال الدستور الذي اعترف رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه بأنه يحمل ألغاما موقوتة ، فقد اعد الدستور بإشراف إسرائيلي أمريكي لتنفيذ المخطط الصهيوني في العراق عبر دستور مفخخ يجري بموجبه تقسيم العراق وإحداث فجوة بين أبناء شعبه من خلال السياسيين الطائفيين الذين سوقوا للعراق بضاعة فاسدة هي الطائفية ثم القومية العنصرية حتى صار العراقيون لأول مرة يسمعون بان هذا سني وذاك شيعي اوهذا عربي وذاك كردي والآخر تركماني وغيره شبكي وهكذا... كل هذا من اجل تمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيت الوحدة الوطنية لشعب العراق ، وقد كان كافيا ماحل بالعراق لان يبث الرعب في قلوب الحكام العرب العملاء خاصة منهم حتى وصل بأحدهم أن يقول علينا أن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلقها الغريب في إشارة لما حصل لصدام حسين على أيدي الاحتلال الأمريكي ، فكان من تداعيات غزو العراق واحتلاله على خلفية الاتهامات التي اشرنا إليها أن يزداد الخنوع لدى الحكام العرب للإدارة الأمريكية وإسرائيل معا مما تسبب خنوعهم هذا في تفجير الغضب الشعبي وزيادة التذمر لدى المواطن العربي الذي صارت معاناته شديدة في ظل أنظمتهم المستندة إلى حماية الاجنبي وليس إلى الشرعية المستمدة من شعبهم ، إذ أن بعض الأنظمة العربية تهاوت وسقطت زعامتها الخاوية أصلا بمجرد أن تظاهر الشعب ضدها وهكذا وجدنا أن الشعب يعلن ثورته الشعبية ضد هذه الأنظمة التي رهنت مستقبل بلادها بيد الأجنبي الذي لايرى سوى مصالحه من اجل البقاء في السلطة أطول مدة ... ولكن الشعب العربي قال كلمته فانطلقت الشرارة الأولى على يد الشعب التونسي الشقيق ثم اندلعت نارها باتجاه بقية الأنظمة التي سقطت والتي ستسقط لأنها شاركت في ماحصل للعراق وشعبه سواء أكانت مشاركتها فعلية أو بتفرجها أو بصمتها خوفا من إسرائيل وأمريكا ليدفعوا الثمن على يد شعبهم لاحقا .أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت ولا تزال ذريعة الإدارة الأمريكية لضرب الأنظمة المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية ، ولو كانت القاعدة تنفذ كما تدعي إعمالا جهادية حقا لقامت بتنفيذها على الأراضي المحتلة في فلسطين دعما للشعب الفلسطيني في قضيته من اجل التحرر ونيل الاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، ولكن الواقع العراقي وغيره فضح القاعدة وسواها ممن يذبحون الأبرياء في الوطن العربي وغيره بينما يعيش المحتل في فلسطين والعراق باستقرار وراحة بال .أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي أكذوبة تضاف إلى سلسلة الأكاذيب الأمريكية التي يشهد عليها وبها التاريخ الأمريكي الذي ابتدأ بمذبحة الهنود الحمر على أيدي قطاع الطرق واللصوص الذين هاجروا من دول أوروبا وغيرها لينشئوا في ما بعد الولايات المتحدة الأمريكية ، وكلكم تعرفون جيدا أن أي مرشح للرئاسة الأمريكية إن لم يخدم المصالح الإسرائيلية ويخدم المشروع الصهيوني في السيطرة على العالم لن يصل إلى البيت الأبيض... الإسلاميون وتداعيات «11 سبتمبر»: عودة إلى «الواجهة»... بعد سنوات من «المواجهة»دفعت الانتفاضات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية بالإسلاميين إلى أبواب عهد جديد بعد أن ظلّوا هدفا للملاحقات الأمنية من جانب الحكومات الموالية للولايات المتحدة على مدار الأعوام العشرة الماضية وذلك على خلفية تفجيرات 11 سبتمبر 2001..تونس «الشروق»يرى محللون ومراقبون سياسيون أن الانتفاضات الشعبية الأخيرة أعادت الإسلاميين إلى واجهة الأحداث بشكل ملفت للنظر بعد سنوات الاضطهاد التي واجهوها في العشرية الماضية. ويقول الدكتور مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة في هذا الصدد: «تأثير الإسلاميين في العالم العربي سابق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. في الواقع، بدأ نجم الإسلاميين في البزوغ في المنطقة أواخر الستينيات كرد فعل لتردي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في بلدانهم».ظروف سيئةوأضاف: «لم تتحسن هذه الظروف كثيرا، ولكن ثورتي مصر وتونس أتاحتا للإسلاميين الفرصة للظهور على السطح والتحرك بحرية».وكان في يوم 29 جويلية الماضي، قد تدفق آلاف الإسلاميين المصريين، (لاسيما المتشددون)، من مختلف أنحاء البلاد إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، حيث دعوا إلى إقامة دولة إسلامية في أكثر الدول العربية كثافة بالسكان.وأثار الإسلاميون بذلك غضب الليبراليين والعلمانيين، الذين يتهمونهم باستعراض قوتهم وبث بذور الانقسام بين المصريين.وكان هذا التجمع هو الأكبر للإسلاميين منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فيفري الماضي، بعد 30 عاما قضاها في السلطة.ويرى السيد أن الإسلاميين يتميّزون بأنهم ذوو قدرات تنظيمية وأكثر تأثيرا بين الناس من القوى الليبرالية واليسارية، فهم يقومون بكثير من المشاريع الخيرية وبمساعدة الفقراء. ومن الطبيعي للقوى الإسلامية أن تعاود الظهور للتأكيد على وجودها مع سقوط القوى التي اعتادت على قمعها».وفي أعقاب تنحي مبارك عن السلطة، صارت جماعة «الإخوان المسلمين» شرعية في النهاية، علما بأنها أقوى جماعة معارضة في مصر وتم حظرها لأكثر من خمسة عقود.علاوة على ذلك، أسست الجماعة حزبا سياسيا لها، وهو حزب الحرية والعدالة الذي يقول قادته إنهم سيتنافسون على نحو 40% من مقاعد البرلمان الجديد في الانتخابات المقررة في وقت لاحق العام الجاري.لم تحصل جماعة الإخوان المسلمين على مقعد واحد في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أواخر عام 2010، والتي تقول المعارضة إنها مشوبة بعمليات تزوير واسعة.من ناحية أخرى، يقول الدكتور عماد جاد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية «كانت مغالطة كبيرة. فقد استغل مبارك المخاوف المبالغ فيها لدى واشنطن بشأن تأثير الإسلاميين لتشديد قبضته على السلطة والاستمرار في قمع معارضيه. وحكام عرب آخرون فعلوا ذلك أيضا».وفي الأعوام التي أعقبت هجمات سبتمبر، قمعت الحكومات العربية الموالية للولايات المتحدة الإسلاميين وترددت تقارير بشأن تعذيب الكثيرين منهم على خلفية الاشتباه بصلتهم بتنظيم القاعدة.ووصف جاد القوى الإسلامية ب»الانتهازية»، قائلا إنها تعطل التحول الديمقراطي في العالم العربي.وأضاف: «في بداية الثورات العربية ضد الأنظمة الاستبدادية، ادعت القوى الإسلامية أنها تؤيد الدولة المدنية. ولكن في ما بعد، كشفوا عن وجوههم وطالبوا بإقامة الدولة الدينية. معتبرا أن أساليبهم تؤدي إلى إحداث انقسامات بين القوى السياسية ورفع الثمن الذي تدفعه الشعوب العربية لنيل ديمقراطية حقيقية».عهد جديد؟وكانت العلاقات بين الدول الإسلامية والغرب قد شهدت عقدا من التوتّر بعد هجمات 11 سبتمبر2001 ، زادت من حدته الحرب في أفغانستان والعراق، إلا أن هبوب نسائم «الربيع العربي» فتح الباب أمام عهد جديد وغير مسبوق بين الجانبين. وإذا كان قطاع لا يستهان به من الغرب، الذي يعد مرادفا للولايات المتحدة لدى الكثيرين في الدول العربية، دأب خلال السنوات الأخيرة على اتهام المسلمين بالتطرف والإرهاب، فإنه ذاته طالما وجهت إليه اتهامات بالعدائية تجاه الإسلام ودعم الأنظمة الاستبدادية وممارسة سياسة الوصاية وابتزاز الموارد الطبيعية وحماية إسرائيل. وخلال العقد الماضي، وصلت درجة التباعد بين المسلمين والغرب إلى ذروتها.وبعد خمسة أيام من الهجمات فقط، أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اعتزامه شن حرب «صليبية»، مما أدى إلى كسر التعايش المتشابك على الدوام بين الغرب والمسلمين. ويرى محمد عباس، المحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موقف العرب والمسلمين تجاه الغرب يتجاوز الأيديولوجيات، ولكنه يتسم ب«سخط كبير» بوجه عام. وأوضح أنه في الوقت الذي يفكر فيه الإسلاميون في أن ما تسمى بالحرب ضد الإرهاب هي حرب صليبية جديدة ضد الإسلام، ينتقد القوميون العرب بصفة رئيسية ما يعتبرونه استعمارا جديدا للاستيلاء على الثروات الوطنية. ومنذ عام 2001 ، توالت فصول التوتر في العالم الإسلامي تجاه الغرب حيث خرج ملايين المواطنين إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم في عواصم الدول الرئيسية ابتداء من نواكشوط وحتى إسلام آباد. ونظمت أكثر المظاهرات احتشادا بعد غزو العراق على الرغم من خروج آلاف المواطنين أيضا إلى الشوارع بسبب الحرب في أفغانستان في عام 2001 أو عملية «الرصاص المصبوب» التي نفذتها إسرائيل في غزة بين عامي 2008 و2009. وفي مواقف أخرى، تجاوز الخلاف مرحلة الاستياء كثيرا لأسباب حربية ووصل إلى قضايا على صلة بالدين وحرية التعبير. على غرار الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم والتي رسمها الدنماركي كورت فيسترجارد ونشرتها صحيفة (جيلاندز بوستن) في الدنمارك في عام 2006 أو رغبة الراعي المسيحي الأمريكي تيري جونز في حرق نسخ من القرآن بمناسبة الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر. سنوات من «الحرب على الارهاب»: بن لادن «حاضر بالغياب»...والأمريكان يطاردون «السراب»بعد عشرة اعوام على تفجيرات 11 سبتمبر 2001، ما تزال الولايات المتحدة تسعى غارقة في المأزق القاتل الذي حشرت فيه نفسها في العراق وافغانستان وهما الحربان اللتان فقدت فيهما الى الابد الوهم بأنها قوة عظمى لا تهاجم.تونس (الشروق)بالرغم من تمكنها من اغتيال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في نهاية المطاف في ماي الماضي فإن حصيلة ما تسمى»الحرب على الارهاب» تبقى كبيرة ومكلفة جدا للولايات المتحدة.فما زال100 الف جندي امريكي ينتشرون في افغانستان بعد ان قتل حوالي 7500 عسكري امريكي او من القوات الحليفة في هذه الحرب او في العراق، وهما حربان تم تمويلهما بقروض ساهمت في تفاقم الدين الامريكي.تساؤلات مشروعةلكن هل انتصر بن لادن في معركته ضد امريكا؟ هل انهت هجمات 11سبتمبر 2001 قرنا من الهيمنة االامريكية؟في الامد القصير، يبدو الرد على السؤالين ايجابيا في الحقيقة اذ انه في العاشر من سبتمبر 2001، كانت الولايات المتحدة القوة العالمية العظمى بلا منازع... وكان وضعها المالي في افضل حالاته بعد سنوات من النمو والتفاؤل المهيمن...لكن في صبيحة اليوم التالي في 11 سبتمبر، شهد العالم انهيار برجي مانهاتن والهجوم على مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)...فقد قامت اربع طائرات خطفها 19 شخصا باستهداف الرموز الاقتصادية والسياسية والعسكرية للقوة الامريكية العظمى في وقت واحد.وقال المؤرخ السياسي في جامعة برينستن جوليان زيليزر «كان هذا انتصارا كبيرا لبن لادن»واضاف «كعمل ارهابي او اجرامي، كان ذلك نجاحا، وكشف مليون ثغرة في نظام الامن القومي وشكل كارثة على البلاد، على الصعيد النفسي وفي الخسائر البشرية».ويرى محللون ان القرار الامريكي بشن حرب على «الارهاب» فورا أدى الى نتائج كارثية اسوأ من الهجمات بحد ذاتها.وقال المحلل ديفيد روثكوبف من منظمة كارنيغي للسلام «في لحظة ما نجمت عن اصابة بضغط نفسي اعقب صدمة الكارثة، وافقت الولايات المتحدة على كل ردود الفعل المبالغ بها لادارة الرئيس (جورج) بوش».واضاف ان «هذا وجه رسالة هلع ورد فعل مبالغ فيه ودفعنا الى المساومة على قيمنا وفي نهاية المطاف ألحق ذلك ضررا بالولايات المتحدة أكبر من ذاك الذي سببه بن لادن».وتابع «هذا هو هدف الارهاب التحرك على امل ان يؤدي ذلك الى رد من العدو يسبب أضرارا أكبر من تلك الناجمة عن العمل الاول».وكان بوش تعهد في خطاب امام الكونغرس بألا ينعم الارهابيون بالراحة بعد الآن. ووجه نداء الى
العالم قال فيه «اما انكم معنا أو انكم مع الارهابيين».»وتلت ذلك عشر سنوات في المستنقع الافغاني، وغزو للعراق ابعد واشنطن عن حلفائها، واساءة معاملة معتقلين في سجن «ابو غريب» في العراق اضرت بصورة الولايات المتحدة.كما ألحقت عمليات الاستجواب القاسية لاشخاص يشتبه بتورطهم في مزاعم الارهاب واحتجاز من وصفتهم ب«مقاتلين اعداء» في معتقل غوانتانامو، لا تعرف الطبقة السياسية في الولايات المتحدة اليوم ماذا ستفعل بهم، ضررا ببعض المبادىء الاساسية للدستور الامريكي.ثمن باهظوأدت الديون التي بلغت مليارات الدولارات بسبب الحربين الامريكيتين الى تفاقم الازمة الاقتصاديةلكن على الامد البعيد، تبدو آراء المؤرخين في نتائج أحداث 11 سبتمبر أكثر اعتدالا فالنظام السياسي الديموقراطي الامريكي نجا وان كان البعض يتهمون قانون الامن الوطني «باتريوت اكت» بالمساس بالحريات...وقال جوليان زيليزير «لم يبد بن لادن كزعيم دولي... لقد قتل، والربيع العربي وجه رسالة مفادها أن الاصولية الاسلامية ليست الرغبة الوحيدة لشعوب هذه المنطقة».وبعد عشر سنوات مما يسمى «الحرب على الارهاب» قد لا يكون «الارهاب» هو التهديد لأمن «القوة العظمى» ومكانتها.ورأى روثكوبف ان «11 سبتمبر حدث مهم لكنه ليس سبب التغييرات الجيوسياسية والجيواقتصادية الكبرى».واضاف «ان الصعود الاقتصادي والدبلوماسي والاستراتيجي للصين والهند وحتى البرازيل سيؤدي الى تقليص القوة الامريكية العظمى، اكثر مما فعل بن لادن»«القاعدة»... هل فقدت «القاعدة»؟هزّ «تنظيم القاعدة» خلال السنوات العشر التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 عدد من الأحداث والمستجدات والتطورات، أثرت في منظومة عمله وفي أسلوب قتاله ودفعته إلى تغيير ساحة الحرب ضد أعدائه. تونس «الشروق»عديدون هم المحللون السياسيون الذين انطلقوا من واقعة اغتيال قائد التنظيم أسامة بن لادن للقفز إلى الإقرار بأن «القاعدة» أصابها الوهن وباتت أشبه بالاتحاد السوفياتي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات لا يملك من القوة سوى جغرافيا متقطعة الأوصال وإيديولوجيا عقيمة وسقيمة... فيما استشف اخرون من التعبئة المعلنة مؤخرا في الولايات المتحدة والدول الأوروبية اعتراف دولي ولو كان من طرف خفي بقدرة التنظيم على الضرب بقوة وعلى الوصول إلى أهدافه الاستراتيجية من خلال شبكة علاقات ومنظومة استقطاب تجاوزت مرحلة التجنيد في غياهب جبال «طورا بورا» وسهول «خوست» بمراحل عديدة... . وحقيقة الأمر أن تقييم وضع «القاعدة» حاليا وقياس نقاط قوتها من ضعفها مقارنة بما كانت عليه في مستهل الألفية الثالثة يستوجب تنزيل التنظيم في سياق مشهدي واضح وعميق يعالج هذا العقد من الزمن بكل ترو وتمعن وينأى بقراءته لهذا المشهد عن الارتجال أو التعسف أو الانفعال. ذلك أن معظم الدراسات الاستراتيجية المهتمة بتنظيم القاعدة تكاد تجمع على أن الأخير تعرض لأكثر من هزة مؤلمة ارتدت سلبا على أدائه القتالي والتنظيمي معا، فكل ضربة يتلقاها التنظيم صلب قيادته العسكرية كانت تؤثر بالسلب على الجانب التنظيمي. وتشير هذه الدراسات إلى حدثين مهمين في هذا السياق، الأول وهو حادثة اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حيث أن تصفيته أدخلت القاعدة في شبه متاهة تنظيمية استوجبت شهورا لاختيار خليفة له يتوافق معظم المتابعين أنه لا ينال تلك الدرجة من التقدير والالتزام التي كان يتمتع بها بن لادن. كما تجسدت هذه المتاهة – في نفس حالة بن لادن – في اقتصار البيعة بالولاء لأيمن الظواهري على الفرع اليمني للقاعدة – تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب – فيما فضلت الفروع الأخرى وبلا استثناء بالترحيب بتعيينه خليفة لأسامة بن لادن. أما الحدث الثاني، فيتمثل في اغتيال أبو مصعب الزرقاوي – أمير تنظيم القاعدة في العراق في 7 جوان 2006 حيث شهد التنظيم حالة من الفراغ التنظيمي استمرت شهورا قبل إعلان خليفة له تمكنت خلالها القوات الأمريكية المحتلة وأعوانها العراقيين من إضعاف شوكة القاعدة في العراق وتفكيك «مثلث الموت» الذي كانت القاعدة تسيطر عليه في وسط البلاد والممتد من بغداد إلى محافظة «الحلة». هشاشة تنظيمية، لا تخفي أيضا ضعفا كبيرا على مستوى «الأمن والتحصين» صلب التنظيم ذلك أن القوى المناوئة للقاعدة تمكنت من اختراقه أكثر من مرة واستطاعت الوصول إلى الرؤوس الكبرى في قياداته الميدانية والسياسية وهو ما يفسر سقوط قادته بشكل متتال كقطع الشطرنج، بدءا ب«عايض الشبواني في اليمن و«مرورا ب«أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في العراق» وليس نهاية ب«عبد الله محسود في باكستان». هذا الضعف في «جهاز سلامة التنظيم وتأمين قياداته الكبرى» يكشف أيضا عن عجز التنظيم عن استقطاب الأفراد العاديين وتكوين شبكة «أمان» حوله تؤمن له الحاضنة الشعبية فجلي جدا تؤكد المصادر الاستخباراتية أن التنظيم فقد معركة استقطاب القاعدة الشعبية لصالحه وخسر استحقاق إيمان القاعدة الشعبية بأطروحاته ومقارباته الفكرية وسياساته الشرعية. والدليل على هذا تضيف هذه المصادر أن القوى المحاربة للقاعدة تستخدم القطاعات الشعبية لمحاصرته مثال «الصحوات» في العراق وأفغانستان وباكستان، التي تجد في التعامل مع القوى الرسمية الضعيفة والمعينة من طرف الغرب الإمبريالي خيارا أفضل من التعامل مع «القاعدة» ومساندتها في مشاريعها في المنطقة. الضلع الرابع من مربع «هوان» القاعدة يتمثل في قصور طرحه الإيديولوجي عن مواكبة حالة الحراك الشعبي الهادر في البلدان العربية وتجاوز هذه الانتفاضات للثنائيات التي تطرحها القاعدة في أدبياتها بل واتهامها للتنظيم ب«تقديم» صورة خاطئة عن الإسلام عامة وعن الإسلام السياسي خاصة وعن الإسلام وقدرته على المواءمة مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان على الوجه الخصوص. وهو الأمر الذي جعل كثيرين من المتابعين يعتبرون أن «الحراك الشعبي» يمتلك داخل منظومته الفكرية والسياسية القدرة على تخليص الغرب والعالم برمته من خطر القاعدة والسلفية الجهادية أكثر مما تمتلكه الأنظمة القمعية من أساليب ترهيب وتعذيب. إلا أنه، وعلى الطرف النقيض من هذا المشهد تصر قراءات سياسية من داخل تنظيم القاعدة أن التنظيم بلغ مرحلة النضج الجهادي وأدرك مراحل وأطوار لا تؤثر فيه تصفية الرؤوس الكبرى من التنظيم ولا حتى كل أفراد الحرس القديم منه. وتنطلق هذه القراءة من حقيقة استراتيجية بأن التنظيم أدخل عقب أحداث 11 من سبتمبر تغييرا جوهريا في نظامه القتالي بحيث أنه بات يعتمد على طريقة « العناقيد» – في إشارة إلى الفرق الصغيرة ذات الأعضاء الذين لا يتجاوزون عشرة أفراد، عوضا عن الهيكلية الهرمية القديمة. وتضيف أن بمثل هذا الأسلوب يصبح الاتصال بين القاعدة والقيادة أمرا سهلا ويمسي البت في تنفيذ العمليات العسكرية من عدمها شأنا ثنائيا لا يلتزم بالتراتبية السياسية والقيادية في التنظيم... وهو أسلوب مكّن «القاعدة» من تفريخ عدد كبير من القيادات العسكرية الميدانية التي سيكون لها دور كبير في المستقبل المنظور. بالتوازي مع هذا المستجد التنظيمي، يؤكد المراقبون لشأن «القاعدة» أن التنظيم تمكن خلال هذا العقد من الزمن من إحداث فروع له في البلدان العربية والإسلامية عجز عن إنشائها خلال العقود التي تلت حرب أفغانستان وسبقت أحداث 11 من سبتمبر. ذلك أن القاعدة باتت اليوم «مدرسة» جهادية لأكثر من فرع في العراق واليمن والساحل الإفريقي والمغرب العربي والصومال وباكستان ونيجيريا... بل أصبحت تسيطر وتحكم عددا كبيرا من المناطق في هذه البلدان وتفرض نمط حكمها على الأهالي. ومما يؤكد هذه النظرة – أي تحول القاعدة إلى مدرسة قتالية تنسج عليها المناويل «الجهادية – أن عناصر التنظيم «القاعدة» باتوا موجودين اليوم بقوة في سوريا ولبنان وغزة وبدرجة أقل في تركيا وإيران... وقادرين على تنفيذ عمليات عسكرية مؤلمة ومحرجة في تلك البلدان. إلا أن النقطة الأهم التي يركز عليها الملاحظون في سياق تأكيدهم على قوة تنظيم «القاعدة» تتجسد في قدرة التنظيم على التواصل الافتراضي مع مؤيديه وقدرته على إنشاء خلايا نائمة صلب البلدان المستهدفة. فتضييق الخناق الذي فرضته أجهزة الدول الغربية والمتعاونة معها على «القاعدة» دفعها إلى ابتكار أساليب جديدة في الاستقطاب والتجنيد... إلى درجة أن الشبكة العنكبوتية باتت ساحة التجنيد الحقيقية للتعريف بالتنظيم واستجلاب المؤيدين وتعليمهم كيفية صنع القنابل الموقوتة وتفجيرها، من دون أي احتكاك حقيقي بهم. ويستشهد المحللون بحالة «عمر فاروق عبد المطلب» الشاب النيجيري الذي حاول نسف طائرة يبلغ عدد ركابها 300 راكب لدى وصولها إلى مطار «ديترويت» في الولايات المتحدة والذي تم تجنيده على الشبكة العنكبوتية قبل التحاقه بمعسكرات القاعدة على الحدود بين باكستان وأفغانستان. ويرى الملاحظون أن «الخلايا» النائمة تمثل تحديا حقيقيا أمام الاستخبارات الغربية وأجهزة الأمن في دول العالم حيث يشبهها كثيرون ب«القنابل الموقوتة» التي لا تكتشف إلا عند الانفجار وإسقاط الضحايا البشرية والمادية. وحيال هذين المشهدين، تتفرع حقيقتان، الأولى أن الغرب فرض على القاعدة تحديات كبرى لامست الجوانب التنظيمية واخترقت الأطر القتالية والثانية أن القاعدة كانت حاضرة في كل تحد، وردت على كل تحد بتحد اخر، , وهذا مكمن من مكامن قوتها وهذا ضرب من ضروب هيمنتها على لب الصراع وجوهره. أمين بن مسعود «موجز» لأحوال العرب بعد عقد من 11 سبتمبر: احتلال للعراق وأفغانستان... و«حرائق» من الصومال إلى لبنان حملت أحداث 11 سبتمبر 2011 «عواصف» هوجاء على المنطقة التي تعرضت الى حرب لا هوادة فيها بذريعة الحرب على «الارهاب» حيث عملت الولايات المتحدة خلال العشرية الماضية على احتلال العراق ثم أفغانستان تحت دعاوى ثبت زيفها ...تونس «الشروق»في ما يلي، نرصد موجزا لأبرز الأحداث التي حلت بالمنطقة العربية على امتداد العشرية الماضية التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001.فلسطينكان الكيان الصهيوني أكثر المستفيدين من هجمات سبتمبر 2001... حيث استغل الصهاينة هذه الحادثة وجعلوا من ممارساتهم القمعية بحق الشعب الفلسطيني «دفاعا عن النفس» ضدّ ما أسموه «الارهاب»... كما وحّدوا جهودهم ونظرتهم الى قوى المقاومة (حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة) على أنها قوى «ارهابية».... وهذه الاستراتيجية جعلت القضية الفلسطينية بعد 11 سبتمبر أمام وضع حرج ومأزق لم تعرفه منذ 19 عاما... ففي اطار سياسات بوش وشارون وأولمرت ونتنياهو العدائية من القضية الفلسطينية مورست ضغوطات «عاصفة» على السلطة الفلسطينية وتعرض الشعب الفلسطيني الى عمليات إبادة وتدمير شامل تحت غطاء الحرب على ما يسمّى الارهاب.وقد اتضح بعد أحداث 11 سبتمبر أن هناك توجها صهيونيا واضحا نحو سياسة التمييز العنصري ضمن سمات مرحلة جديدة في تاريخ الصراع بدأت بعد 11 سبتمبر... مرحلة كان عنوانها هيجان الثور الأمريكي وانكفاء الدول العربية وغياب ديبلوماسية أوروبية فاعلة... وهذا الواقع استغلته اسرائيل التي أقدمت على تدمير غزة في عدوان خلف أكثر من 1500 شهيد وآلاف الجرحى.العراقالحديث عن العراق وعلاقته بهجمات 11 سبتمبر لا ينتهي إذ أن هذا البلد العربي هو الذي دفع أكبر تكلفة لهذه الهجمات تحت دعاوى ساقها بوش ورفاقه وقتها بأن الرئيس الشهيد صدام حسين يسعى الى امتلاك أسلحة الدمار الشامل... وهي دعاوى ثبت كذبها في ما بعد... بعد أن بات العراق ممزقا بين أطياف شتى وحتى مع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانسحاب وإعادة نشر قواته فإن هذا البلد دخل في حالة احتراب وفوضى... وبدا للعيان الآن أن السبب الرئيسي لاحتلال العراق كان النفط... وليس كذبة أسلحة الدمار الشامل وإسقاط نظام صدام.السودانترى الولايات المتحدة واليمين المتطرف بالغرب في السودان الامتداد الاسلامي الى القارة الافريقية ولذلك يعادونها حتى توقف أي امتداد اسلامي الى القارة السمراء... وبعد هجمات 11 سبتمبر زادت الاتهامات الغربية بربط السودان بتنظيم القاعدة على اعتبار أن حكومة البشير ذات توجه اسلامي... ومن هنا بدأت المخططات للعمل على دعم انفصال الجنوب وهو الأمر الذي تحول الى حقيقة....كما دعمت الولايات المتحدة حالات التمرّد
في دارفور ضد حكومة الخرطوم وتسعى واشنطن من خلال مخططاتها إلى زعزعة استقلال السودان والعمل على تفتيته وتقسيمه بشتى الطرق.الصومالروّجت الولايات المتحدة على امتداد العشرية السابقة لفكرة أن تنظيم «القاعدة» منتشر في الصومال ولذلك أرسلت نيابة عنها أثيوبيا لاحتلال الصومال بداعي محاربة «الارهاب» وعبثت بأمن واستقرار هذا البلد الذي لا يزال يصارع اليوم الفوضى والجوع... والموت.لبنانكان لبنان على امتداد العقد الماضي في دائرة الاستهداف الأمريكي الذي تجلى في مساعدة الكيان الاسرائيلي على السيطرة عليه، وهو ما بدا واضحا خلال عملية اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق. ثم التخطيط لطرد القوات السورية التي كانت مرابطة للدفاع عن لبنان أمام أي عدوان اسرائيلي.وفور خروج هذه القوات أقدمت على الاعتداء على لبنان في عام 2006... وهو العدوان الذي انتهى بانتصار ل«حزب الله»... كما عملت الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر على إذكاء «نار الطائفية» في لبنان لتستفيد منها اسرائيل، ولكي يغرق هذا البلد في «حريق» الحرب الأهلية.اليمنكثفت الولايات المتحدة ضغوطها على النظام الحاكم في اليمن، بعد هجمات 11 سبتمبر وذلك بقصد تقديم المعلومات والقيام باجراءات تمكنهم من تتبع ومعاقبة الذين تتهمهم واشنطن بالوقوف وراء أحداث 11 سبتمبر.وأدركت السلطة اليمنية أن مجرّد إدانة تلك الأحداث لا يكفي خاصة مع التسريبات الاعلامية الأمريكية بأن اليمن قد يكون الهدف الثاني للضربات العسكرية الأمريكية...ففي سابقة غير معهودة في العلاقات الدولية قامت طائرة أمريكية بلا طيار (انطلقت من جيبوتي) بمتابعة سيارة كان يستقلها قائد سالم طالب الحارثي المعروف بأبي علي الحارثي وستة من مرافقيه في احدى مناطق محافظة مأرب وأطلقت عليهم صاروخا مما أدى الى مقتلهم جميعا... وفي تلك الفترة تمّ الاعلان عن أن الولايات المتحدة أرسلت 100 مستشار عسكري لتدريب القوات اليمنية على تعقب أعضاء «القاعدة»... وذلك قبل أن تبرم اتفاقيات أمنية مع النظام اليمني تبيح لها مطاردة «القاعدة» في اليمن بالذات!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.