حول ما راج من انحياز مديرة المصحة الخاصة الجديدة لجهة عمدون في الانتدابات المباشرة وعدم اعتماد مبدإ العدل بين بقية المعتمديات اتصلت "الصباح" بالدكتورة زهرة المحمدي المديرة العامة المساعدة فأفادت بأنها تولت منصبها منذ شهر ونصف الشهر بعدما كانت المستشارة الفنية والطبية للمشروع منذ 2011 وأنها أشرفت على جزء من الانتدابات في نطاق لجنة متعددة الأطراف ووفق مقاييس الكفاءة والانضباط وأن المصحة ستفتح أبوابها للعموم بصفة رسمية يوم الأربعاء 15 ماي 2013 بالمدخل الشرقي لمدينة باجة قبالة المعهد العالي للغات التطبيقية وبجوار المجمع الطبي الجديد ويمتد عموديا على أربعة طوابق علوية وطابق أرضي وطابق سفلي، ومن أهم مكوناته الإدارة والمطبخ والصيدلية وقاعة تسريح العروق والقسم الاستعجالي وقسم الأشعة وقسم الكشف على القلب بالصدى وقسم التوليد والتنويم وقسم التنويم العام وجناح الإنعاش وجناح العمليات بجميع أنواعها وتمثل طاقة استيعابه القصوى 110 سرير ستكون 59 منها جاهزة. وفي عدد من الاسئلة التي طرحناها على محدثتنا تخص أولا الانتدابات وكم استوعب المشروع من إطار؟ وهل فعلا كانت المديرة منحازة لجهة عمدون أكثر من غيرها في الانتدابات؟ أجابت محدثتنا بالقول: "تمت عملية الانتداب على مراحل وفق استراتيجية دقيقة أشرف عليها في مرحلة أولى المدير العام للمؤسسة المسؤول الرئيسي على التعاقدات صحبة المدير الإداري والمالي المتخلي، ولضمان جودة الخدمة وانطلاق المشروع بأوفر حظوظ النجاح تم انتداب الركائز الأساسية للمؤسسة من أصحاب الخبرة في الميدان وخصوصا ممن ساهموا في إطلاق مشاريع مشابهة بنجاح مثل القيم العام ورئيس مصالح الصيانة والمدير الإداري والمالي المتخلي كما عملت المصحة على الاتصال بالمصحّات الخاصة لدعوة الكفاءات من الجهة قصد التناظر على أهم هذه المواقع حتى تضمن جانب الاستقرار والانضباط فاستجاب عدد من الإطارات الطبية وشبه الطبية من كل تستوروباجةونفزة وتيبار وعمدون أغلبهم من الإناث في حين لم يتفاعل الذكور كثيرا مع العرض لذلك تم البحث في المناطق المجاورة ومن المستقيلين من القطاع العمومي في الاختصاصات الحساسة وبذلك ساهمت هذه الانتدابات في استعادة عدد من الكفاءات أصيلي الكافوباجة ومجاز الباب ونفزة وتيبار كانوا يعملون خارج الجهة كما التحق بالمصحة أحد الكفاءات الوطنية بالنمسا ولكنه لم يتأقلم مع الظروف العامة فغادر نحو وجهة أخرى". وبما أن المشروع إقليمي خاص بمنطقة الشمال الغربي فإن الانتدابات لم تقتصر فيه على باجة فقط بل حاول المشرفون على عمليات الانتداب تحت استشارتها هي أن يوفّقوا بين تلبية حاجيات الجهة الشغلية وحاجيات المصّحة كمؤسسة استشفائية تعرض خدمة للمرضى وتريد أن تكون هذه الخدمة في مستوى الجودة التي يقتضيها مبدأ الالتزام مع طالبيها وهنا تتدخل نوعية المنتدب الضامن لتأمين هذه الخدمة لذلك كان مبدأ الانتدابات قائما في المواقع الحساسة في المؤسسة على أصحاب الخبرة أولا مع تمكينهم من دورات تكوينية على حساب المؤسسة وقد نجحت إلى حد الآن في انتداب 70 إطارا طبيا وشبه طبي 60 % منهم من المتخريجين الجدد لتظل إمكانيات الانتداب مفتوحة لعدد من الإطارات كلما اتسعت طاقة الاستيعاب الفعلية وذلك من خلال الرجوع إلى قائمات الفرز الأولية التي تمت منذ مدة عبر المحادثات المباشرة وذلك حسب الحاجة والاختصاص. وعن انحيازها لأبناء عمدون من المنتدبين بينت محدثتنا أنها عملت على التنسيق مع الإدارة الجهوية للصحة العمومية واتصلت بالخريجين الجدد ودعتهم لمقابلات مع لجان الانتداب وصنفوا حسب مواصفات عادلة ثم تم ترتيب الذين حضروا ودعي من تحتاجه المصحة وسيدعى عدد آخر في محطات قادمة وطبيعي أن يكون هناك عدد من عمدون ككل معتمديات الولاية أما بخصوص عاملات التنظيف والغرف فقد تم التنسيق مع الولاية لتقديم قائمة في المستحقات منهن للعمل وفق شروط دنيا أهمها المستوى التعليمي والسن وقابلية استيعاب مفاهيم التكون، وأوكلت مهمة انتدابهن للقيمين الذين سيعملون معهم مباشرة واستفدن من دورة تكوينية في الغرض إلا أن المديرة تكفلت هي شخصيا بانتداب بعض الحالات الاجتماعية رغم عدم توفر الشروط الدنيا وذلك بعد تعذر المهمة على البعض الآخر من نفزة وغيرها من المعتمديات الأخرى باعتبار حاجة المهمة لحضور 12 ساعة بالليل أو بالنهار وهو ما لا تقدر عليه المقيمات بباجةالمدينة. وعن الأرض التي أقيمت عليها المصحة أفادت محدثتنا بأنه تم اقتناؤها من أحد الخواص بسعر عادي ولم تتمتع المصحة بأي أفضلية من الدولة إلا أن خيار صاحب المشروع كان موجها نحو المناطق الداخلية والمساهمة في تنميتها وتطويرها وإذا كانت هذه المصحة قد انطلقت فعليا بباجة يوم 15 ماي الجاري فإن نفس الباعث سيفتح مصحات بنفس المواصفات بكل من نابل ومدنين وبنزرت مستقبلا.