يعي منظمو مهرجان الجاز في قرطاج جيدا أن هذه التظاهرة الموسيقية التي تبلغ بداية من 5 أفريل القادم دورتها الرابعة، يعون جيدا أن هذه التظاهرة بدأت تترسخ في الساحة الثقافية بالعاصمة وفي طريقها إلى أن تتحول إلى جزء من المواعيد التي ينتظر الجمهور أن تأتيه كل عام بالجديد. فقد تم التأكيد منذ انطلاق اللقاء الصحفي صباح أمس بفندق "البارسيلو" بضاحية قمرت بالعاصمة أن المنظمين يبذلون كل ما في وسعهم لتتواصل التظاهرة من جهة والحفاظ على جودتها سواء تعلق الامر بالتنظيم أو بالمحتوى من جهة أخرى. جاء هذا التأكيد على لسان كل من السيدة نجلاء الشعار المسؤولة عن الاتصال بمؤسسة «تونيزيانا» والسيد مراد المطهري صاحب مؤسسة «سكوب للتنظيم». مع العلم أن هاتين المؤسستين تنظمان التظاهرة الموسيقية وقد تم التأكيد بهذه المناسبة أن المهرجان مشروع خاص بالمؤسستين معا وأن تونيزيانا ليست مجرد شركة تقوم بالاستشهار خلال المهرجان. تم التركيز فيما بعد على الجديد الذي تحمله الدورة الرابعة لمهرجان الجاز في قرطاج والجديد يهم بالخصوص مدة المهرجان وتنوع الفقرات وكذلك التجهيزات خاصة التقنية منها. موقع على الواب لبيع التذاكر بلا تعقيدات تستفيد كما هو اضح تظاهرة الجاز في قرطاج التي تتوجه إلى الجمهور التونسي وكذلك الجاليات الاجنبية المقيمة ببلادنا أو حتى السياح والذين يأتون خصيصا من الخارج لحضور عروض المهرجان تستفيد من تطور تكنولوجيا الاتصال وعلى رأسها طبعا الأنترنات. وبالتوازي مع وضع البرنامج الكامل للدورة الرابعة للجاز بقرطاج على الموقع الخاص بالمهرجان على شبكة الأنترنات منذ شهرين كاملين وضع المنظمون تذاكر الدخول للحفلات أو مختلف التظاهرات الموازية للبيع بموقع خاص أكد بخصوصه السيد مراد المطهري أن عملية اقتناء التذاكر تتم من خلاله بشكل يسير وأن عملية البيع التي انطلقت يوم 15 مارس لتنتهي يوم 7 أفريل حققت نجاحات من حيث الاقبال. مهرجان الجاز في قرطاج ومنذ انطلاقته لم يقتصر على الحفلات وإنما سعى المنظمون إلى تحويل التظاهرة إلى احتفالية كاملة وهكذا فإنه بالتوازي مع السهرات الكبرى تقام حفلات تحت تسميات مختلفة على غرار "الجاز بشكل آخر" يسمح فيها لاكتشاف عدد من الاجناس الموسيقية المنحدرة من موسيقى الجاز أو المتأثرة بها. وتتخذ نوادي الجاز بالمهرجان مكانة خاصة وهي تخلق مع كل دورة جديدة أجواء احتفالية استثنائية تتواصل إلى الساعات الاولى من صباح اليوم الموالي. سيقع هذه المرة تعزيز هذه النوادي حسب السيد مراد المطهري إذ تمتد على كامل شهر أفريل مع العناية بالركح وبالديكورات والزيادة في عدد المقاعد. الغاية حسب المشرفين على هذه التظاهرة تتمثل في تقديم عروض خلال انعقاد النوادي عروض لا ينقصها شيء لجمهور المشاركين في هذه المواعيد التي تقام كل نهاية أسبوع خلال شهر أفريل بفندق البارسيلو الذي يحتضن كذلك السهرات الكبرى للمهرجان. وبخصوص هذا الفضاء الذي يلتزم بعقد مع المنظمين لمدة عشر (10) سنوات فإن هناك على ما يبدو جهودا تبذل على مستوى تطوير التجهيزات وقد حرص مراد المطهري على التعريف بالتحسينات التي تشهدها قاعة العرض الكبرى بالفندق على عين المكان حيث لا تزال الاشغال جارية. ويبدو أن هذه التحسينات تشمل بالخصوص الصوت والتهوئة بالقاعة وكذلك توفير ظروف مشاهدة ملائمة لاكبر عدد من الجمهور مهما كانت مقاعدهم بعيدة عن الركح. مع العلم أن نوادي الجاز التي تقام بإشراف علامة من علامات هذه الموسيقى "بابا دجورج" تنطلق بعرض واعد هو عبارة عن تحية ووفاء وتكريم للفنان الكبير "راي تشارلز". احتفاليات بالليل والنهار ونسق ناري تتواصل مع الدورة الرابعة للجاز بقرطاج تجربة الدروس المعمقة وتقام بالمعهد العالي للموسيقى بتونس أما قصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد فيحتضن السهرات التي تقام تحت تسمية الجاز بشكل آخر. و تعقد في إطار نفس التظاهرة مجموعة من اللقاءات التي تسبق العروض الكبرى ويقع فيها بالطبع الاستماع إلى الموسيقى كما تتواصل تجربة معارض الفن التشكيلي التي تكون مواضيعها مستمدة من الموسيقى المذكورة. هكذا لا يقتصر المهرجان على الليل بل تنطلق الاحتفاليات منذ الصباح لتنتهي يوميا في ساعات متأخرة من الليل وهو نسق كما يبدو ناري لمن لا يرغب في تضييع أية جزئية من البرنامج. بالنسبة لسهرات الدورة الرابعة أو ما يعرف بالسهرات الكبرى التي تنطلق ليلة 10 أفريل وتتواصل إلى 19 من نفس الشهر يؤكد المنظمون على مسألة الاجتهاد من أجل حياكة برنامج متنوع يستجيب للاذواق المختلفة. هكذا نجد العروض الموسيقية التي تقدم الجاز في شكله الاكثر أصالة أي تلك الموسيقى التي تتجنب التداخل بين الاجناس الموسيقية وهناك العروض التي يقدم فيها الفنان أو المجموعة الموسيقية الجاز على طريقتهم الخاصة. هناك أيضا العروض الموسيقية التي تقدم موسيقى متفرعة عن الجاز أو متأثرة به كالبلوز والغوسبال إلخ... خاصة أن الجاز موسيقى عابرة للعصور لا يمكن اعتبارها حصريا ملكا لاحد. عرض الافتتاح يؤمنه الثنائي البرتغالي ماريا دجاوو وماريو لاجنها وهما يعتبران من أبرز الثنائيات الموسيقية الناجحة في بلدهما. يقترح الثنائي موسيقى عصرية منفتحة على مختلف الاشكال الموسيقية دون أن تخرج عن منطقة الجاز.في نفس الليلة يكون الجمهور على موعد مع جيلبارتو جيل وهو أحد العناصر الموسيقية ذات الشهرة العالمية. جيلبارتو جيل وهو من أصل برازيلي غزير الانتاج وقد وقع تتويجه عشرات المرات بجوائز عالمية كما أنه اشترك في عروض مع عدد كبير من أشهر الموسيقيين في العالم. موعد يراهن المنظمون عليه في جلب الجماهير وفي الحفاظ على سمعة المهرجان الذي اشتهر منذ بدايته في سعيه للتعامل مع الفنانين من ذوي المكانة والصيت في العالم. من بين العروض الواعدة الاخرى نذكر عرض الفنانة ليز ماكمب الشهيرة باتقانها لاغاني الغوسبال إلى حد الابداع. هناك أيضا العرض الخاص بظافر يوسف. وقد عبر صاحب مؤسسة سكوب للتنظيم عن سعادته بموافقة الرجل (وهو فنان تونسي لمن لا يعرف ذلك) وهي موافقة حصلت بعد أن اطمأن عن ظروف قاعة العرض خاصة فيما يخص الجانب التقني حسب تعبير السيد مراد المطهري. ظافر يوسف مشهور بتقديمه للموسيقى الروحية. وبصفة عامة يصعب حصر كامل سهرات المهرجان خاصة وأن المنظمين جعلوا لكل فقرة من فقرات المهرجان أسبابا لا تجعلها أقل قيمة من الفقرات الاخرى وقد فسرت السيدة الشعار ذلك بأن فلسفة هذه التظاهرة تتمثل بالخصوص في جعلها لقاء أكثر منه مهرجانا حسب الشكل المعروف للمهرجانات وهو الامر الذي أيده مراد المطهري قائلا أنهم يسعون لجعل مختلف أيام الجاز في قرطاج احتفالية ولحظات استثنائية يعيشها المولعون بالموسيقى مع كل دورة جديدة بعيدا عن التركيز المطلق على عروض الافتتاح والاختتام. مع العلم أنه تم الاعلان في خضم الحديث عن ثمن تذاكر بأسعار خاصة للطلبة.