تونس الصباح: كان الموعد مساء أمس الاول مع اولى السهرات المخصصة لمسابقات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الموسيقى التونسية التي تابعها جمهور ضئيل قياسا بسهرة الافتتاح. ولئن حافظت هذه السهرة على الموعد المحدد لانطلاقها فان السمة البارزة تكمن في ضعف مستوى العديد من المشاركات في المسابقات اضافة الى حالة التوتر التي بدت عليها المنشطة اسماء بالطيب.. حيث تعددت الاخطاء اللغوية على وجه الخصوص الى جانب نسيان ذكر قائد الفرقة التي نفذت السهرة وهو الحبيب الزوش لتتدارك ذلك في وقت لاحق. ايمان الشريف وشكري قدّاح تواتر صعود الفنانين على الركح ليقدم كل واحد مشاركته.. ولعل ما شدّ الانتباه في هذه المشاركات تميز الفنانة الشابة ايمان الشريف التي قدمت اغنية «لايمة» للشاعر الجليدي العويني ولحنها في مقام البياتي سمير شعير.. وقد اعطتها ايمان الشريف من احاسيسها الشيء الكثير.. بدت هذه الفنانة الشابة في حالة انسجام تام وتفاعل صادق مع مختلف الصور الشعرية التي حفلت بها «لايمة».. وطاف بنا العازف شكري قداح من خلال معزوفة «توارق» في عديد المناخات البدوية الصحراوية الاصيلة ليعيد الى الذاكرة مواقف وأحاسيس وحكايات تونسية موشومة في اعماق الانسان التونسي. وتنوعت بقية المشاركات التي غلب عليها مقامي «الكردي» و«النهاوند» وسعى مراد ابراهيم بصوته الهادئ الى التأكيد انه يسير بخطى ثابتة نحو التأثيث لمسيرته الفنية فقد نجح الطاهر القيزاني الى حد كبير في اعداد الكسوة اللحنية المناسبة لهذا الصوت الأنيق.. وقدم كريم المالكي «لا ريتك» في مقام محيّر سيكا وحسن المحجوبي (وين راجع) في مقام البياتي ونبيل القارسي (يا سمح القد) قي مقام الاصبعين المطعم بالايقاع الجزائري وبرز كريم ياسين بانصهاره التام اثناء اداء «حكاية عمري» وقد اعطاها الملحن محسن الماطري نفسا موسيقيا يعتمد الايقاعات السريعة وهو من التقاليد الفنية التي يتميز بها واختار رياض بوراوي المراهنة على عبد السلام النقاطي وهو من الاصوات التونسية الأصيلة لتقديم اولى مشاركاته كملحن في مهرجان الموسيقي.. وبدت سلمى في اغنية «زعمة اش ثمة» عادية وسعى عبد العزيز قوبعة من خلال معزوفة «ليالي تونس» الى تقديم توليفة موسيقية في محيّر سيكا.. في حين اعتمد كمال الجريبي على آلات الايقاع في معزوفته (آمال) وهو من الاختيارات الفنية المتداولة بشكل كبير لدى أكثر من فنان.