احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة، ليلة أول أمس السهرة الثانية لمسابقة الأغاني وكذلك مسابقة المعزوفات. والتي عرفت مشاركة 8 فنانين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا. البداية كانت مع الفنان التونسي شكري بوزيان بأغنيته الجديدة «ثمّة بيت» التي كتب كلماتها الشاعر محمد المحمدي، والملاحظ في هذه الأغنية أن الفنان شكري بوزيان حافظ على نفس اللون الذي اصطبغت به أعماله السابقة، على مستوى التلحين وبالتالي الأداء. ومع احترامنا الكبير للفنان شكري بوزيان، فإنه لم يخرج عن جلبابه الفني الذي تعود به الجمهور التونسي. وغير بعيد عن الفنان شكري بوزيان ظل الفنان الجزائري عبدو درياسة، رهين ألحانه المتكرّرة والخالية من الاجتهاد والبحث الموسيقي حين أدى أغنيته «روحو قولولها»، وهي أيضا من كلماته وألحانه، حتى أن بعض الحضور اعتبر الأغنية أغنية علب ليلية ومطاعم لا أغنية فنية طربية، فيها ابداع واجتهاد. إلاّ أن أغنية «طائر الشوق» التونسية الليبية التي أدّاها الفنان الليبي عبد اللّه الأسود وكتب كلماتها ولحنها الملحن التونسي عزالدين الباجي، كان فيها اجتهاد على مستوى الكلمات واللحن، شأنها شأن أغنية «محبّة عمر» التي أداها الفنان منير المهدي وهي من كلمات الشاعر الجليدي العويني ومن تلحين الملحن يوسف الرياحي. الامتياز للفنانات وبغضّ النظر عن المقارنات بمعناها العميق، شاءت الصدف في سهرة أول أمس بالمسرح البلدي، أن تفتك الفنانات المشاركات إعجاب الجمهور الحاضر. فالفنانة المغربية «فاتن هلال بك»، تميزت بحضورها الركحي وبأدائها المقنع وخاصة بصوتها الجيد عندما أدّت أغنية «أنت مرادي» للشاعر والملحن المغربي علي الصالحي. كما أن المطربة التونسية رحاب الصغير كانت مميزة بصوتها القوي وبأدائها لقصيد «أحب الليل»، الذي كتب كلماته الشاعر المولدي حسين ولحنه الملحن خالد سلامة وكان هذا القصيد بمثابة الفسحة الطربية في سهرة أول أمس الخاصة بمسابقة الأغاني. «يسرى» مبهرة ونواصل مع الفنانات، لنخصّ بالذكر الفنانة الشابة يسرى المحنوش التي أبهرت الجمهور الحاضر بأدائها المتميز وبصوتها القوي حين غنت أغنيتها الجديدة «ما يهمّش» وهي أغنية تونسية كلمة ولحنا وأداء كتب كلماتها الشاعر حسن المحنوش ولحنها الفنان سليم دمق. «يسرى» غنّت بأريحية كبيرة فكان حضورها الركحي متميزا وأبهرت الجمهور بصوتها وباحساسها، فتفاعل معها بلا هوادة فكانت نجمة السهرة إن صحّ التعبير. ما الذي أصاب ليلى عزيز؟! الفنانة الشابة ليلى عزيز بدورها أبهرت الجمهور منذ أدائها للمقطع الأول لأغنيتها «جرحني هواك»، فهي تتمتع بصوت قوي وجميل جدا وتتميز كذلك باحساس كبير عند أدائها الأغنية حتى أن البعض قال عنها إنها «أمينة فاخت الثانية»، لكن الحظ لم يلعب دوره مع هذه الفنانة الشابة في نهاية أغنيتها حيث ضاع صوتها ولم تتمكن من العودة الى البداية الناجحة في الأداء رغم محاولتها.. وهذا يحسب لها لأنها رغم هذه الحالة التي حصلت لعديد الفنانين، فإنّ ليلى عزيز واصلت الغناء وأنهت الأغنية ولو كان ذلك بصوت ضائع غلب عليه الارتباك. رغم أن عديد الحاضرين حاولوا ايجاد تفسيرات لما أصاب هذه الفنانة الشابة، من ذلك أن البعض قال إنّ قائد الفرقة الموسيقية، الأستاذ عبد الحكيم بلقايد أربكها حين قام باشارة لها أثناء أدائها للأغنية. عموما ما حصل لليلى عزيّز، حصل لعديد الفنانين في سهرات سابقة وفي بلدان عديدة. وهذه الأعراض عادية، ولا تنفي قيمة صوت الفنانة ولا إحساسها.