كشفت التحضيرات لمرحلة التتويج الخاصة بالرابطة المحترفة الاولى ومبارياتها الثلاث المنقضية عن وقوع 13 اصابة واكثر في صفوف الفرق الاربعة المتنافسة على لقب البطولة مما اثر على مردودهم ونتائجهم واربك حساباتهم.. الاصابات خصت لاعبين من الوزن الثقيل على غرار زهير الذوادي وايمن المثلوثي وخالد المولهي ومحمد علي منصر وماهر الحداد والاسعد الجزيري وطه ياسن الخنيسي وهيثم الجويني والقائمة تطول.. فما هي الاسباب التي جعلت الاصابات تتعدد في هذه المرحلة بالذات؟ وهل ان الحالة البدنية للاعبين لا تتحمل النسق المارطوني الذي ميز المرحلة الاخيرة من عمر البطولة ام ان سوء تقدير من الجامعة والرابطة رافق ضبط الرزنامة ولم يراع خصوصية بطولتنا وجاهزية لاعبينا؟ كل هذه الاسئلة طرحتها "الصباح" على الدكتور محسن الطرابلسي والذي فسر هذه الظاهرة المقلقة على النحو التالي:" ان الاصابات المتعددة التي حصلت في وقت وجيز تعود الى عدم التوافق بين مقدرة اللاعب البدنية والنسق الماراطوني للمباريات اذ لا يمكن ان تتحمل طاقة لاعبينا مباراة كل ثلاثة ايام وهم غير جاهزين فالصورة التقريبية لما يحدث الان في البطولة هي كمن تمكنه طاقته من حمل 40 كلغ وفجأة يطلب منه حمل 100 كلغ دون اعداده تدريجيا لذلك، والاكيد ان هذا سيسبب الاصابات والتي ستنعكس في ما بعد على اداء اللاعب في المستقبل فالعضلات السليمة ليست كالتي تعرضت لاصابة.. ولعل ابرز الاسباب هو التقطع المستمر للبطولة فمتى وجد اللاعب نفسه جاهزا كما ينبغي يتوقف النشاط.. واكثر فريق تضرر هو النادي الافريقي، وقد لاحظنا انه قام بثلاث تغييرات اضطرارية في لقاء الدربي اما في لقاء صفاقس فقد تحسنت الامور كثيرا.. وللاسف اصيب افضل اللاعبين في البطولة لان كثرة الارهاق ارض خصبة للاصابات، ان برمجة مباراة كل 3 ايام ستنهك قوى الفرق وخاصة النجم الساحلي والنادي الصفاقسي اللذان يخوضان مواجهات على الصعيد الافريقي مما يجعلنا نعتقد بعد هذه الرزنامة انه قد حكم على اللاعبين بالاعدام وما نراه الان عقوبة سلطت عليهم وليست كرة قدم ان التقطع المستمر للبطولة كمن يبني الان ويهدم بعد قليل والفريق الوحيد الذي لم يتاثر هو الترجي الرياضي بسبب مشاركته المستمرة في المسابقات الافريقية والجاهزية البدنية للاعبيه"... واضاف الدكتور محسن الطرابلسي:"المنتخب اكبر متضرر من كل هذا، وعلينا ان نعيد حساباتنا في البرمجة والا نقرر التغيير مفجأة ففي اوروبا يقع تحضير اللاعبين قبل مدة من تشريكهم في المباريات حتى تكون النتيجة في حجم الامال ولنا خير دليل على ذلك صابر خليفة الذي ظل لمدة 6 اشهر على البنك وبعد ذلك بدا مستواه بالتحسن الى ان بلغ الان مستوى ممتازا للغاية وانعكس ذلك على المنتخب ".. الدكتور الطرابلسي قال: "كان بالامكان برمجة مباريات من "البلاي اوف" بعد لقاءات المنتخب فنكون بذلك قد ربحنا راحة اللاعبين وكان من الاسلم التخلي عن مسابقة الكاس لتتواصل البطولة بنسقها العادي اي لقاء كل اسبوع ولكنهم قرروا اقامة مباريات الكأس وخسروا افضل اللاعبين، الذين هم في الحقيقة اغلى من اي لقب" وختم الطرابلسي حديثه بالقول:" كان من المفروض ان تتم استشارة الاطباء قبل اتخاذ قرار اللعب في توقيت قياسي لانه الوحيد القادر على تحديد ان كان ذلك ممكنا ام لا ولكن للاسف الطب الرياضي في تونس وقع تجاهله ولا يعودون اليه الا بعد وقوع الاصابات في حين انه قادر على تجنب الكثير منها قبل وقوعها"..