اختتمت الدورة الاولى للمهرجان الثقافي بالحوض المنجمي الذي اقيم بدور الثقافة والفضاءات الثقافية بكامل انحاء الولاية ..ومن ابرز فقرات المهرجان الذي تواصل على مدى 3 ايام (من 17 الى 19 ماي الجاري) الندوات العلمية والأدبية المنجمية التي تعكس في طياتها الاهتمام بمشاغل وهموم وتطلعات عمال المناجم من خلال النصوص الشعرية والروائية والقصصية والتي افردت حركة كتابية متميزة وصادقة في تعبيراتها ومناضلة بخطاباتها منذ منتصف الستينات من القرن الماضي...في هذا الاطار احتضنت قاعة الندوات بالمقر الرسمي لشركة فسفاط قفصة ندوة دولية بعنوان "التراث المنجمي المتوسطي بحضور باحثين من فرنسا وايطاليا والمغرب وتونس وقدمت خلالها مداخلات بمساهمة اساتذة جامعيين من المغرب وايطاليا ومن الجامعات التونسية بكل من سوسة ومنوبة وتونس الاولى فضلا عن المعهد الوطني للتراث ومعهد المناطق القاحلة وشركة فسفاط قفصة ومؤسسة أحمد التليلي..وقد تدارس الحاضرون من خلال النصوص والوثائق المتوفرة مختلف اوجه التقارب التراثي المنجمي في بلدان البحر الابيض المتوسط في اشارة الى الاقاليم المنجمية في هذه البلدان.. وعاشت معتمدية الرديف على وقع عديد المحطات من اهمها تنظيم معارض وأمسية شعرية بمشاركة عدد من الشعراء الشبان كما تم بالمناسبة وفي محاولة لتكريم المرأة المنجمية تقديم رواية "يوميات امرأة منجمية " للأديب عبد الحميد طبابي من طرف الأستاذ الناقد عمر حفيظ وتناولت نضالات المرأة بهذه الربوع.. وفي نفس السياق احتضنت دار الثقافة ندوة علمية متعددة الاختصاصات بعنوان "الحوض المنجمي التاريخ وواقع التنمية والآفاق" بمساهمة الاستاذ عمر حفيظ وعبد الجليل البدوي ويونس حامد وموسى طبابي ومنذر ابراهمي ومنذر الرقيقي...وانتظم بدار الثقافة بالمتلوي معرض لصور وتاريخ المدينة وتاريخ شركة فسفاط قفصة إلى جانب عرض للأدوات المنجمية القديمة كما انتظمت بالمناسبة ندوة حول الابداعات الادبية والسردية المنجمية بمساهمة كل من ابراهيم درغوثي وعمر حفيظ وعباس سليمان وسمير السحيمي تخللتها امسية شعرية لعدد من شعراء المنطقة والذين واكبوا بكتاباتهم تجربة الشعر المنجمي على غرار محمد عمار شعابنية وسالم الشعباني واحمد المختار الهادي ومحمد العايش القوتي ومحمد الخالدي وطيب الحميدي وسمير السحيمي وحسن بن عبد الله. وقد تطرّق الناقد عمر حفيظ في مداخلته حول"اسئلة التسمية وحدود التجربة" الى عدة مواضيع التي تناولت تجربة الشعر المنجمي في اواخر الستينات والتي اسهمت في ربط الصلة بين المعرفة والثقافة وشدد المحاضر على ضرورة المحافظة على هذا المخزون الادبي وما يتصل فيه من مفردات الشعر المنجمي داعيا الى ضرورة اختيار كتابات الشعراء ونشرها في كتاب باسم شعراء المناجم.. والى جانب العروض المسرحية والسينمائية والسهرات الموسيقية المبرمجة بكافة الفضاءات الثقافية بمعتمديات الولاية تابع جمهور معتمدية المظيلة من 17الى 19 ماي الجاري عرضا للأغنية والكلمة الملتزمة للشعراء ادم فتحي وجمال الصليعي ووفاء بعزاوي وقام بتنشيط الحفل الشاعر عبد الوهاب الملوح... وفي جانب اخراحتضنت دار الثقافة ندوة فكرية بعنوان "البيئة الاجتماعية في الحوض المنجمي" وقدم الاستاذ طاهرجلولي مداخلة حول "الهمامة في القرنين 19 و20 كما قدم الاستاذ نجيب جراد مداخلة حول "الحضارة في المناجم" /المظيلة نموذجا في حين ساهم الاستاذ محمد الهادي زعبوطي بمداخلة حول التنوع الاجتماعي في المنجم من خلال الادب... واحتضنت دار الثقافة بمعتمدية ام العرائس في اطار هذا المهرجان ندوة حول الذاكرة الشعبية بمنطقة الحوض المنجمي بمشاركة الاساتذة حفناوي عمايرية ومحمد السعيدي وبوخاري بوصلاح ومحمد مبروكي كما عاشت المنطقة وأريافها على وقع عروض مسرحية وسهرة فنية للفنان عبد الله المناعي وأخرى للفنان بلقاسم بوقنة... وبمعتمديات سيدي عيش والسند والقطار برمجت عديد العروض الموسيقية والمسرحية على مدى ثلاثة ايام... وقد علمنا ان الشاعر محمد عمار شعابنية والأستاذ منذر ابراهمي ممثل المعهد الوطني للاثار والسيد عماد جوادي استاذ الفنون الركحية بجامعة قفصة يسعون الى تطوير مختلف فقرات المهرجان ومختلف الندوات التي تهتم بالإبداعات الادبية والتراثية المنجمية وتوسيعها لتتحول مستقبلا الى "الربيع المغاربي للإبداعات الثقافية المنجمية"ليشمل فنون الشعر والسرد والمسرح والسينما والفنون التشكيلية والمعارض والأنشطة الفرجوية المرتبطة بالمحيطات المنجمية المغاربية ولتسهم خلال دورات سنوية في تنشيط المحيطات المنجمية وتحقيق الاطلاع على الابداعات الثقافية بالمناطق العمالية المغاربية وربط الصلة بين مثقفيها...