ضرب أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالنفيضة بقوة إثر نجاحهم في القبض على كهل في العقد الخامس من عمره إثر كمين محكم نصبوه له بعد الاشتباه في مسؤوليته عن سلسلة من عمليات التحيل في عدة ولايات بالجمهورية، وبإحالته يوم أمس الأول على أنظار السلط القضائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة 2 أصدرت ضده بطاقة إيداع بالسجن في انتظار إحالته على القضاء. وقائع القضية تفيد بأن المظنون فيه وهو كهل في السادسة والأربعين من عمره أصيل معتمدية المحرس اندمج في عالم التحيل على محطات التزود والتزويد بالمحروقات بكل حرفية ضاربا عرض الحائط بكل القيم والأخلاق.. فقط من أجل جمع المزيد من المال، متناسيا حقوق عملة بسطاء يكدون ليلا نهارا من أجل لقمة العيش. وحسب ما علمنا فإن المشتبه به استغل الثورة للمتاجرة في المحروقات في السوق السوداء إذ كان يحصل على كميات متفاوتة من المحروقات المهربة من الجزائر أو ليبيا ثم يقوم بالحصول على كميات من المحروقات التونسية ويروجها بين حرفائه فغنم عشرات الملايين.. كيف ذلك؟ لقد تفتقت قريحة المتهم على حيلة شيطانية للحصول على المال بأيسر الطرق وأسرعها لذلك كان يشحن مجموعة من الأوعية البلاستيكية الكبيرة الحجم في الصندوق الخلفي لشاحنة من نوع"إيسيزي ديماكس" ويتوجه إلى إحدى محطات التزويد بالمحروقات أين يملأ كل تلك الأوعية ثم يفر تاركا العملة في التسلل، وهو ما مكنه من الحصول على كميات كبيرة من المحروقات تترواح بين الأربعة آلاف دينار والخمسة آلاف دينار عند كل عملية تزود يقوم بها. المتهم وحتى لا يكتشف أمره كان يغير هويته لدى تقديم نفسه لعملة المحطة المستهدفة كما كان يغير باستمرار أماكن تزوده وتحيله، ف"ضرب" في عدة ولايات بينها تونس العاصمة وسوسة وصفاقس والمنستير ومدنين وعدة مناطق أخرى بالجمهورية ونجح ف التخفي بأطريقة عجيبة حتى صدر في شأنه 13 منشور تفتيش لفائدة عدة وحدات أمنية. وبتواتر تذمرات أصحاب محطات التزود بالمحروقات وخاصة التابعة لولاية سوسة ركز أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالنفيضة مجهوداتهم لكشف الحقيقة، فأجروا سلسلة من التحريات وفرت لهم معطيات غاية في الأهمية حول نشاط المشتبه به والطرقات التي يسلكها، قبل أن ينصبوا له كمينا محكما ألقوا إثره القبض عليه.. ليتنفس أصحاب محطات المحروقات الصعداء...