عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    بطولة برلين: أنس جابر تتأهل إلى الدور ثمن النهائي    فيليبي لويس: "أرقام الترجي الرياضي مبهرة حقا .. ولاعبوه يتميزون بروح قوية"    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق الكاتب العام السابق لنقابة قوات الأمن..    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    من هو الهولندي داني ماكيلي حكم مباراة الترجي وفلامينغو في كأس العالم للأندية؟    معرض باريس الجوي.. إغلاق مفاجئ للجناح الإسرائيلي وتغطيته بستار أسود    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    243 ألف وحدة دم أُنقذت بها الأرواح... وتونس مازالت بحاجة إلى المزيد!    كهل يحول وجهة طفلة 13 سنة ويغتصبها..وهذه التفاصيل..    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    اليوم الإثنين موعد انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة بنزرت الشمالية    قصف إيراني يصيب مبنى للبعثة الأمريكية في تل أبيب (فيديو)    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    فجر الثلاثاء : الترجي يواجه فلامينغو وتشيلسي يصطدم بلوس أنجلوس: إليك المواعيد !    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    طقس اليوم..الحرارة تصل الى 42..    قتلى وجرحى بعد هجمات صاروخية إيرانية ضربت تل أبيب وحيفا..#خبر_عاجل    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    النفط يرتفع مع تصاعد المواجهة في الشرق الأوسط.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    إيران تعلن إعدام "جاسوس الموساد" الإسرائيلي إسماعيل فكري شنقا    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    بوادر مشجعة وسياح قادمون من وجهات جديدة .. تونس تراهن على استقبال 11 مليون سائح    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جحافل الناموس تزحف بقوة.. لكن لماذا تأخرت حملة النظافة الوطنية؟
تحقيق جهوي: مع حلول موسم «الحشرات».. ماذا أعدت البلديات؟
نشر في الصباح يوم 31 - 05 - 2013

في وضع بيئي متدهور تراجعت فيه كل سبل العمل البلدي في كافة جهات البلاد بدأت جحافل الناموس تزحف وتحط رحالها بشكل مبكر وقبل حلول فصل الصيف وحرّه.
فخلال هذه الأيام التي مازالت متقلبة زحف الناموس بشكل حادّ على المدن والقرى وتبرّم كافة سكان البلاد من هذا الضيف الثقيل، والسبب أن البلديات لم تحرّك ساكنا لإزالة جبال النّفيات التي تراكمت في كافة الأحياء والساحات العمومية على امتداد سنتين متتاليتين، كما لم تبادر وزارتي البيئة والتجهيزوالديوان الوطني للتطهير للسنة الثانية على التوالي بالقيام بحملة نظافة استعداد لاستقبال صيف نظيف.
كل هذا جعل الوضع البيئي يزداد تأزما وتدهورا حيث تراكمت النفيات المنزلية في كل الشوارع والجهات وانتشرت المصبّات العشوائية وتكاثرت قرب عديد الأحياء دون تدخل يذكر للحدّ من هذه المظاهر الخطيرة التي تفاقمت بشكل غريب وعجيب، حيث كانت البلديات شبه عاجزة عن درء هذا الخطر، ووقف المجتمع المدني دون حراك أو قيام بحملات تطوّعية للإسهام في نظافة المحيط.
هذا الواقع الخطيرينبىء بحلول صيف سوف يتكاثر فيه الناموس، وسيكون فعلا مقلقا لكافة السكان. فهل تتظافرالجهود خلال هذه الأيام للقيام بحملات نظافة يتمّ من خلالها رفع ما يمكن رفعه من النفيات المنزلية المتراكمة في الشوارع وكذلك القيام بحملات لإزالة الأعشاب الطفيليّة التي تمثل مكمنا للناموس؟ ذلك هوالسؤال الذي يبقى مطروحا في غياب عمل بلدي يمكنه أن يزيل مظاهرالتخوّف من هجوم الناموس المنتظر.

فشل السيطرة على سبخة السيجومي سبب لتواصل ظهورالناموس
يقترن حلول فصل الصيف بظهورالناموس هذا الضيف الأثقل على الإطلاق على قلوب سكان ولاية تونس التي تعتبر، ولوجود سبخة السيجومي بالأساس، أكثرمناطق الجمهورية من حيث تواجد هذه الحشرات وسرعة تكاثرها وحدة تأثيرها، وقد لوحظ مؤخرا بدء ظهورها خاصة في مناطق السيدة ، حيّ هلال ، الملاسين، الزهور وسيدي حسين ما ولد لدى المتساكنين ذلك الشعورالموسميّ السيّئ الذي ما إنفك يراودهم كل سنة .
"الصباح" بحثت في الأثارالسلبيّة لسبخة السّيجومي وبعض مجاري التصريف التي تشقّ الأحياء المذكورة وكان لها لقاء مع المتساكنين إذا ارتفعت حدّة التشكيّات في كل من حيّ هلال، حيّ مراد، حيّ بوقطفة ، حيّ عمرالمختارووسط سيدي حسين المحوّل ذلك لقرْبها ومحاذاتها للسّبخة ؛ فالناموس يحول كل صائفة بينهم وبين ممارستهم لحياتهم العادية وغزوجحافله يصل فناءات المنازل ليشارك المواطنين غرفهم ويمنعهم حتىّ من تناول وجباتهم فيزيد في اضطرابهم ويمسّ من راحتهم.
البعض أكد على هجره لمنزله خاصة في الفترات الليلية لاستحالة البقاء فيه وهو ما يكبّدهم مصاريف إضافية للتنقل إلى الضواحي الأخرى من العاصمة وما ينجرّ عنه من اعتمادات إضافية...
أصحاب المقاهي يعتبرون أنفسهم أكثرالمتضرّرين من الناموس فموسم الصيف هو بالأساس موسم العمل و"دوران العجلة" لمثلهم في المناطق الأخرى غيرأن الحال عكسي لديهم إذ يتعسّرارتياد المقاهي والتمتّع بنسمات ليالي الصيف القائض أمام غزوالناموس الذي يتجاوز كل سنة كل التوقعات؛ زدْ على ذلك إنبعاث الروائح الكريهة من السبخة والمجاري المكشوفة وغيرالمجهورة .
وينسحب الأمرعلى الطرقات في مدينة تونس، فالناموس مسبّب أساسيّ لحجْب الرؤية على السائقين وسحاباته تتسبّب في كثيرمن الأحيان في وقوع حوادث مروريّة خاصة على مستوى طريق تونس باجة عبرالزهروني؛ فامتداد السبخة وما تطلقه من جوفها والمستنقعات المحاذية للطريق السريعة الجديدة تستأثربالدورالأساسي في تعطيل حركة المروروتعكيرمزاج الكثيرين من السوّاق.
وباتصالنا بالكاتب العام لبلدية سيدي حسين السيجومي "حسين القروي" أفادنا بأنّ ملف الناموس من أبرزالملفات المطروحة على المستوى الجهوي والسعي متواصل لإيجاد الحلول الكفيلة للحدّ من مساوئه والعمل على إنهائه رغم أنه يبقى أمرا عسيرا؛ وأطراف متعدّدة معنية بهذا الشأن؛ فبلدية تونس وبقية ولايات إقليم تونس الكبرى وبعض الوزارات كالتجهيزوالفلاحة والبيئة لها مساهمتها في الأشغال وأهمّها عمليّة مداواة السبخة.
وأضاف محدثنا أن بلدية السيجومي رصدت لذلك ما يقارب 25 ألف د لاقتناء الأدوية، وقد شرعت فعلا في مداواة بعض المجاري التي تصبّ في السبخة في انتظارانخفاض مستوى ارتفاع الماء بها دون 40 صم ليكون التدخل ذا فاعلية؛ هذا مع تخصيص فريق ميداني لتقليع الأعشاب الطفيلية المنتشرة وتكثيف حملات النظافة وتجنيد أكثر عدد من العمال للقضاء على أكوام الفضلات خاصة منها المتجمّعة حول السوق البلدية وقد وضع رقم للإبلاغ والإعلام عن مأوي توالد البعوض وأماكن الإزعاج المتأتي منه.
وقد علمنا من مصادرمطلعة أن هناك نيّة لوزارة الفلاحة بإنجاز مشروع على مستوى السّبخة هدفه الأساسي تشجيروتهيئة مساحات منها .. وتبقى بقية البلديات بولاية تونس في انتظار تدخل مصلحة حفظ الصحة لإنهاء عمليات المداواة التي يراها الكثيرون من متساكني الزهور،والزهروني والملاسين أنها تأخرت هذه السنة؛ ومن الضروري الإسراع فيها كما إيلاء أهمية قصوى لعمليات رفع الفضلات التي تعتبرأيضا، بما تخلفه من بقايا ، أهم أسباب تواجد الناموس وتكاثره.. فهل سيجد ذلك أذانا صاغية للقائمين على الشأن البلدي في هذه الأحياء ؟
◗ عادل عونلي

أوساخ في كل مكان
أضحى موضوع النظافة يتصدراهتمام متساكني مدينة توزر الذين أطلقوا صيحة فزع لانتشارالأوساخ والقمامة في كل الأحياء والأنهج وحتى الشوارع الرئيسية. ويتساءل الجميع أين الجرارات المخصصة لرفع المزابل التي كانت تسجل حضورها يوميا وأصبحنا لا نراها تقوم بواجباتها إلا نادرا؟
المتساكنون يتذمرون من هذه الأوضاع التي حوّلت عديد الأحياء إلى مكبات للفواضل المنزلية في غياب رفعها بصفة منتظمة حتى إن الجميع أصبح يتّهم النيابة الخصوصية بالتقصيرفي أداء مهامّها كما بات العديد من الأحياء الشعبية والطرقات الرئيسية يغطّ في الظلام في عاصمة "دقلة نور" لغياب الصّيانة وتعهّد معدّات التنويرالعمومي وقد حان الوقت لأن تنكب مصالح البلدية على مثل هذه الملفات لإعادة الاعتبارلمدينة توزرعلى مستوى النظافة أولا والتعبيد ثانيا والتنوير ثالثا؛ وأيّ مصيرللمصبّ الجهوي للنفايات..خصوصا وجحافل الناموس والحشرات بدأت تطل برؤوسها وتنذر بصيف ساخن .
ومن جهة أخرى نلفت نظرالمسؤولين الى أن العديد من الطرقات بمدينة توزرالرئيسية منها والفرعية تآكلت وأخرى تعرّت تماما وهو ما يدعوإلى مزيد مضاعفة الجهود من أجل إعادة تعبيد هذه الطرقات خاصة أن المدينة تعتبر مركزالولاية أصبحت مترامية الأطراف وتعيش تطورا عمرانيا كبيرا وسريعا ولكن بعض الطرقات إن لم نقل جلها لم تعد مسايرة للتطورالذي تشهده عاصمة السياحة الصحراوية إذ أن أهم ما يلفت النظر هي الحالة السيئة لهذه الطرقات فحتى التي تمت إعادة تعبيدها وقع "السطو" عليها وطالها "التكسير" بتعلة إدخال بعض التحسينات أوتركيز بعض الشبكات التابعة لإحدى المصالح.
وأكثرعمليات التكسيرتكون كلما تمّ تعبيد شارع أو نهج أوحي؛ هذا فضلا عن التأخيرفي تعبيد الشوارع التي استهدفت عند تركيزقنوات صرف المياه من موقع حفرالطين وتركوها في حالة رثة أرقت مضاجع المترجلين ومستعملي مختلف وسائل النقل
◗ الهادي زريك`

أرقام ودلالات
● تقدّر كميّة النفايات المنزلية والمشابهة المنتجة في تونس سنويا ب2.5 مليون طن، يتمّ التصرّف في 32٪ منها بالرّسكلة والتثمين.
● تستقبل مصبات النفايات يوميّا ما يناهز25 في المائة من النفايات المنزلية بينما تتكدّس 30 في المائة منها في مصبّات عشوائية غيررسميّة.
● سجلت البلديات خلال السنتين الأخيرتين عجزا في التعامل مع النفايات قُدّربنحو 60 في المائة من جملة الكميّات المطروحة يوميا داخل النسيج العمراني.
● سجّلت مصالح حفظ الصحة بوزارة الصحة العمومية والداخلية تراجعا في مجال الحفاظ على المحيط قدِّربنحو 30 في المائة نتيجة تراكم النفايات في عديد الجهات.
● عديد المصبّات العشوائية التي ظهرت في الجهات وقرب الأحياء السكنية تمثل خطرا على السكان بسبب تلويثها للمحيط وما يتسرّب منها من مخاطريمكنها أن تمثل سببا لانتشار العديد من الأوبئة.

الأعشاب الطفيلية + شركة سباق الخيل= «الوشواشة»
ككل سنة ومع ارتفاع درجات الحرارة تكون ولاية منوبة في موعد مع الناموس والوشواشة لتختلف حدّة التشكيات من معتمدية لأخرى. ولئن تعلقت الأسباب بامتداد المساحات الخضراء وتنامي ظهورالحشائش والأعشاب الطفيلية في بعض منها فإنها تتعلق بحالة النظافة وعدم الامتثال للقواعد الصحية والمحافظة على البيئة في البعض الأخر .
وبإعتبارأن ولاية منوبة فلاحيّة بالأساس فإن لامتداد المزارع والحقول دورا أساسيا في تنامي ظهورالناموس وبعض الحشرات المماثلة مع بداية كل فصل صيف، وهوما يعانيه خاصة متساكنو برج العامري ، الجديدة ، طبربة والمرناقية .
هذا إضافة لما تمثله برك المياه الراكدة التي لا يكاد يخلو منها حي من الأحياء خاصة الشعبية منها. وفي نفس السياق تطرح مسألة النظافة والعناية بالمحيط إذ تمثل التراكمات الهائلة للفضلات سببا من أسباب ظهورالناموس وتبقى معتمدية دوارهيشرمعنية أكثرمن غيرها على هذا المستوى؛ فتأثيرالتوسّع العمراني وارتفاع عدد السكان يبدو واضحا على نظافتها فالمصبّات في كل مكان والفضلات تخيّم على المشهد العام لتطال الأحياء والمجاري بما ينذربصيف "لاسع " سيؤثر قطعا على المزاج العام للمتساكنين.
وينسحب هذا الوضع، لكن بأقل حدة ، على معتمديتي منوبة والدندان لتظهرأسباب أخرى تتمثل في عدم امتثال بعض المؤسسات للقواعد الصحية والمحافظة على البيئة وأبرزها شركة سباق الخيل التي تمثل مصدرإزعاج قويّ إذ يقع تجميع المياه المستعملة وفواضل الخيول في أحواض مكشوفة مما يؤدي إلى تركيزأقوى لحوامضها ويساعد على تواجد الناموس وتكاثره بشكل سريع ..
"الصباح" اتصلت بالجهات المسؤولة للإطلاع على البرامج والتدابير التي وقع اتخاذها في هذا الشأن حيث أفادتنا السيدة شاذلية العدواني كاتب عام بلدية دوارهيشربأن المساعي حثيثة للحدّ من ويلات الناموس والحشرات الضارّة حيث وقع تقريربرنامج متكامل وفق تقسيم محكم يشمل اليد العاملة والآليات والمعدّات لتقليع الأعشاب الطفيلية ومراجعة الأراضي البيضاء مع أنه قد تمّ البدء في عملية المدواة للمجاري والنباتات إثررصد 1000 د لاقتناء الأدوية، كما أنه ستتمّ برمجة حملات نظافة محلية تخصّ النقاط السوداء ستدعى لها مصالح التجهيزوإدارة المياه العمرانية للمشاركة فيها.
وأكدت محدثتنا على صعوب المهمّة بالرجوع إلى قلة التجهيزات وتهرّئها وإلى تأخرمناقصات الأدوية غيران عمال النظافة مستعدّون لتحمل المسؤولية والمراهنة على القضاء على الناموس .
◗ عادل

مداواة السباخ والأودية للسيطرة على الناموس
أكد المديرالجهوي للتطهيربنابل"كمال الجلالي" أن الوضع البيئي بجهة الوطن القبلي جيّد؛ فالمداواة تتمّ بطريقة عادية بالتدخل في كل المواقع من سباخ وأودية ومصبّات مياه للقضاء على يرقات الناموس في أوكارها قائلا: "المداواة تتمّ حسب برنامج سنويّ بالتعاون مع فرق الصحّة العمومية حيث تكون أهمّ مناطق التدخل محطات التطهير بصفة عامة حيث اليرقات والسباخ بكل من المعمورة على مستوى مصبّ المياه المستعملة وسليمان على مستوى مصبّ المياه المعالجة ومداواة المصبّات والأودية مثل وادي سيدي عثمان بقربة ووادي شرشر بالحمامات ووادي بلي ببوعرقوب ووادي الحجربقليبية ووادي المالح بمنزل بوزلفة، إضافة إلى ذلك هناك تدخل بجهربعض الأودية في نابل والحمامات وقربة ووادي سيدي صالح بالهوارية ووادي الطاحونة قرمبالية ".
وعن الصعوبات التي يجابهها الديوان أضاف محدثنا قائلا: " نحن كديوان تطهيرامكانياتنا متوفرة ونحن قادرون على تغطية كامل مناطق التدخل، لكن تعترضنا بعض الصّعوبات مع البلديات التي لا يمكن أن نلبي لها الطلب بتمكينها من المعدات، ويقتصردعمنا لها بالأدوية فقط ونتمنىّ أن يتفهّموا هذا الوضع وتفكرالبلديات في دعم أسطولها للعناية بالجانب البيئي".
ومن جهته أكد ممثل وزارة البيئة بنابل "صابرالمجدوب" أن عملية التدخل في محميّة قربة مثلا التي تُصنّف من المناطق الرطبة يكون بصفة منتظمة وبطرق علمية وعلى مدارالسنة تحت إشراف وكالة حماية وتهذيب الشريط الساحلي التي تتولى المراقبة الدورية بتواجد خبرات أجنبية فرنسية وأمريكية لمتابعة المحميّات في العالم؛ فالمداواة تكون حسب المقاييسالعلمية .
وبالنسبة إلى التدخلات على المستوى البلدي في مقاومة الناموس فكل البلديات بولاية نابل تولي أهمية لهذا الجانب. فبلدية قربة مثلا شرعت في المداواة وغطت كامل المنطقة مرجع النظرحسب ما أكده لنا الكاتب العام توفيق البركوتي قائلا: " مقاومة الناموس تتمّ بطريقتين ، الطريقة الأولى عضوية تتمثل في قلع الأعشاب الطفيلية ومسح البطاح والأراضي البيضاء ، بينما الطريقة الثانية بيولوجية باستعمال المبيدات عن طريق فريق عمل يومي يقوم برش الأدوية في مناطق التدخل التي تمّت بالسبخة الشرقية والسبخة الغربية ووادي بوليدين والشواشنة مع التركيزعلى أماكن توالد اليرقات والمخافرالايجابية . ويبقى هذا المجهود منقوصا وفي حاجة إلى دعم جهوي ووطني ".
وفي بوعرقوب انطلقت عملية المداواة منذ الأسبوع الأول لشهر أفريل الفارط؛ ذلك ما أكده لنا رئيس النيابة الخصوصية لبلدية بوعرقوب "مهدي سعيد" قائلا : " لقد قامت فرق النظافة بالبلدية برش حوالي 2500 لترمن الأدوية بمعدل 500 لترفي الأسبوع منذ انطلاق العملية؛ وكانت أبرزمناطق التدخل بوادي بلي وبرج القويس وفي محيط محطة التطهير وفي الدخّانية وفي وادي بوعرقوب الذي يمرّ بوسط المدينة ... كما توسّعت عملية التدخل لتشمل مناطق خارج مرجع النظرعلى اعتبارأن البلدية ريفية فتمّ التدخل في المشروحة مثلا بدعم للمعتمدية التي مكنّاها من كميّة من الأدوية ".
وتولي جلّ البلديات بولاية نابل أهمية لمداواة الناموس، لكن بدرجات متفاوتة إلى حدّ التباين نظرا لضعف إمكانيات البلديّات الداخلية مقارنة بجارتها الساحلية التي تتوفرعلى موارد أفضل وميزانيات أضخم تمكنها من تحسين الأسطول وتوفيرالأدوية بالكميّات اللازمة لتغطّي كل المناطق التابعة لها .
وهنا لا بدّ من لفت نظر وزارة البيئة للتدخل حيث يكاد يكون دورها مفقودا في العناية بالبيئة عموما بولاية نابل والدليل الحالة المزرية لمصبّات الفضلات على رأسها مصبّ النخيلة بمنزل بوزلفة الذي يعتبركارثة بيئية بأتمّ معنى الكلمة لانعكاساته السلبية على حياة المواطنين الذين ملوا من الوعود رغم الحركات الاحتجاجية التي وصلت إلى أمام المجلس التأسيسي مؤخرا ولكن دون جدوى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.