أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق امتحانات الباكالوريا في دورتها الوطنية الأولى للسنة الدراسية الجارية، وهوحدث تربوي وطني يلتقي فيه جميع تلاميذ المؤسّسات التربويّة الثانوية أينما كانت على أرض الوطن لإجراء اختبارات موحّدة تمثل سلما تربويا للانتقال إلى الجامعة. هذه الامتحانات لها وقعها الاجتماعي والتربوي على نفوس كل سكان البلاد وخاصة منها العائلات، حيث تتجنّد جميعها لتوفيرالظروف الملائمة لأبنائها الممتحنين لخوض غمارامتحان الباكالوريا والارتقاء في سلم التعليم الذي مثل على الدّوام قيمة ثابتة في الحياة ومطمحا يتمّ من خلاله ضمان مستقبل الناشئة. المعاهد في الجهات الداخلية تستعدّ منذ أيام لهذا الحدث التربوي الهام ويسعى مديروها وكافة الإطارالتربوي العامل بها إلى هذه الامتحانات بتوفيركافة الظروف الملائمة للإحاطة بالتلاميذ الممتحنين، ويعتبرون ذلك أمرا طبيعيا يدخل في جملة الاستعدادات التي تجرى لهذا الغرض، غيرأن هناك جوانب تنظيميّة تبقى من مهام سلط الإشراف عامة ووزارة التربية على وجه الخصوص. ففي باب أول لا بدّ من توفيرحماية أمنية داخل كل مركز امتحان وذلك بتوفيرأعوان أمنيّين طيلة أيام الامتحان، كما يجب توفيرما يلزم من إطار صحّي يرافق التلاميذ علاوة على القيام بحملة نظافة تشمل كافة أنحاء المعاهد إضافة إلى توفيرالماء الصالح للشراب وغيرها من الستلزمات التي تساعد التلاميذ على إجراء أمتحاناتهم في أحسن الظروف. هذه الجوانب التي تتوفرعلى الدوام داخل المؤسّسات التربوية الموجودة داخل مراكزالولايات والمدن الكبرى قد لا نجدها حاضرة بالقدرالكافي داخل المعاهد في بعض الجهات الداخلية، وهوأمرلابدّ من تداركه والسعي إلى توفيره وذلك للمساواة بين حظوظ كافة التلاميذ وإشعارهم جميعا بأنهم سواسية أمام القانون، ولهم نفس الحظوظ. كما أنه لابدّ من تحفيز تلاميذ المناطق الداخلية بتوفيرعوامل إضافية تساعدهم على الشعوربأنهم يتساوون مع غيرهم من تلاميذ الجهات الأخرى وذلك بتضافرجهود المسؤولين في بقية الجهات خاصة أنهم قضوا سنة دراسية لا تخلو من تعب البرد والأمطاروقطع المسافات الطويلة للوصول إلى معاهدهم في كل يوم علاوة على ما يعانونه من برد وظروف قاسية جرّاء حالات معظمها اجتماعية واقتصادية على وجه الخصوص.