حالة من الاستياء خلفها مشروع الدستور الذي تقدم به رئيس المجلس الوطني التاسيسي مصطفى بن جعفر نهاية الاسبوع الفارط. ولئن تاكد الجميع من رفض النواب لهذه "المهزلة" على حد وصف عدد كبير من نواب المجلس التاسيسي سواء كانوا من المعارضة او مستقلين او حتى من احد شركاء الحكم (حزب المؤتمر) فان ذلك كشف عن حقيقة باتت تتردد داخل التاسيسي وخارجه حول دور رئيس المجلس التاسيسي في تمرير هذا الدستور بالرغم من الانتقادات الحادة وحتى التهديد باللجوء الى القضاء او الى رئيس الجمهورية. وفي واقع الامر فان العديد من الساسة اكدوا على ان الاسراع بعرض الدستور رغم غياب التوافق حول العديد من مبادئه وفصوله هو خدمة "سياسوية "يسعى من خلالها بن جعفر وحزبه الى تقديم خدمات بمقابل لحركة النهضة. ولئن بدا الموقف غريبا على اعتبار ان التكتل يؤكد في كل مرة انه "الامين" والحريص على دستور توافقي و"عالمي" فان موقف رئيس المجلس يؤكد العكس حتى وصل بالبعض الى وصف نواب حزب التكتل "بالمتكتلين حول المصالح" ومرد ذلك هو الخريف السياسي الذي يعيشه الحزب الذي بات متأكدا انه لن يكون ضمن "كبار الحومة" وعليه فلا بد من تقديم ولاءات قد تؤهله للعودة من جديد بعد الانتخابات القادمة. امام هذا الموقف يقف ابناء التكتل رافضين لهكذا توصيف معتقدين ان التكتل بالفعل حريص على التوافق حول الدستور القادم وان كل ما يقال انما هو مقولات بعيدة على الواقع قريبة من"الهذيان". فهل يعيش التكتل فعلا خريفا سياسيا؟ هل بات الحديث عن احزاب كرتونية ممكنا؟ ماهي القراءات الممكنة للمستقبل السياسي لبن جعفر؟ لا للتقزيم وفي رده على جملة الاسئلة قال مسؤول الاتصال بالتكتل سامي رزق الله ان الواقع السياسي اثبت بما لا يرتقي للشك قدرة الحزب وامينه العام في التعامل مع المجريات الحاصلة فقد لعب التكتل دورا كبيرا في ضمان الاستقرار والتفاعل الايجابي سواء تحت قبة المجلس الوطني التاسيسي او خارجه وان كل مخالف لهذا القول هو ساع الى تقزيم دور التكتل لاغير. وبين رزق الله في تصريح ل"الصباح" ان التكتل ضحى بالكثير من اجل تونس ومازال له دور كبير في قادم الايام والسنوات وقد لبى جملة من المواقف السياسية التي جلبت له مزيد من الاحترام سواء من المعارضة او حتى من شركائه في الحكم وهو امر يقيم الدليل على ان الحزب لا يعترف الا بتونس وبحقوق التونسيين كوجهة له وبالتالي فان صفة الحزب الكرتوني هي تجني على نضالات ابناء الحزب ومناضليه. وذكر المتحدث بموقف الحزب غداة مناقشة التحوير الوزاري وكيف تمسك بحياد الحقائب السيادية وموقفه من الحوار الوطني في نسخته الاولى حيث شارك في اشغال الحوار في وقت غير فيه شريكيه من النهضة والمؤتمر المقاطعة بالاضافة الى سعينا الى تثبيت مستجدات الحوار الوطني الاخير ضمن الدستور. "نعيش ربيعا سياسيا" واضاف رزق الله:"وهو ما جلب لنا الاحترام وزاد في شعبية الحزب وقد اثبتت جل المؤتمرات الجهوية على شعبية الحزب وامتداده الجماهري ليشمل كل الفئات والاوساط فالتكتل يعيش ربيعا حقيقيا لا خريفا كما يدعي البعض". وبخصوص المستقبل السياسي لبن جعفر اوضح المتحدث "انه لا يمكن الانخراط في حملة التشكيك التي تطال بن حعفر فللرجل رصيد 50 سنة من النضال من اجل الحرية والديمقراطية ولا يمكن ان يكون له الا منصب كبير خاصة وانه اثبت انه رجل التوافق والوفاق بين الهوية العربية الاسلامية والانفتاح على القيم الكونية." واضاف رزق الله انه لا يستبعد ان يتم اعادة تجديد الثقة في الامين العام للحزب مصطفى بن جعفر في المؤتمر الوطني للتكتل الذي سينعقد ايام 5 و6 و7 جويلية القادم.