يبدو أن محاولات عديد الأطراف والجهات في ليبيا الجديدة للانفتاح على مشهد متنوع يجمع بين الثقافي والاجتماعي والسياسي في رؤية جديدة تستنير في تداعياتها بجملة من الأهداف التي ثار من أجلها أبناء هذا البلد على النظام البائد، تأخذ نسقا متسارعا وعمليا في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة في ليبيا الجديدة. وهو تقريبا ما تضمنه البرنامج الذي أعده المجلس المحلي بجادو الواقعة على بعد 120 كلم عن العاصمة طرابلس في مشروعه للمساهمة في بناء الدولة الجديدة. وتسخير ما تتميز به ليبيا من قدرات في مجال السياحة على نحو يساهم في خدمة صورة هذا البلد وشعبه. ويساهم في فتح مجالات تنموية أخرى تحمل من الجمالية والتجذر في التاريخ والحضارة ما يعزز مكانتها بين الشعوب. ويحولها إلى عروس تسحر زائريها وتشدهم إلى أراضيها الشاسعة. لذلك فإن البادرة التي أقدمت عليها الجهات المحلية بدعم من وزارة الثقافة في هذا البلد المغاربي الشقيق تعد بمثابة البوابة التي تفتح على مصراعيها أما كل من يأنس في قدراته وكفاءته ما يمكنه من المساهمة في إنجاح هذا المشروع الشامل والمتكامل الذي يتجاوز في أبعاده وأهدافه طرابلس وجادو ليشمل كل المواقع الثقافية والمعالم الثرية في كامل ربوع ليبيا. وفد تونسي في الاحتفالية وسيتحول اليوم وفد إعلامي وثقافي تونسي إلى طرابلس للمشاركة في افتتاح "راديو الشروق" وهي أول إذاعة موجهة لكل الليبيين بالجهة باعتبار أنه تم قبل ذلك بعث إذاعة أولى ناطقة باللهجة الأمازيغية. وذلك استجابة لدعوة من المكتب الثقافي بليبيا ومن المجلس المحلي والمجتمع المدني بجادو. وأكد عماد الدين التايب، باعتباره طرفا في هذا المشروع الليبي، أن هذه البادرة تأتي في إطار التعريف بما تزخر به بلاده من مواقع أثرية ومعالم ثقافية لم تجد حظها من الترويج والتعريف سابقا. وبيّن في ذات السياق أن الجهات المسؤولة في بلاده تعمل من أجل خدمة قطاع السياحة وتوظيف كل ما هو ثقافي في هذا المجال. وأكد محدثنا على أن الجهات الليبية تحرص على الاستئناس بالتجارب التونسية في هذه المجالات وفتح مجالات التعاون والانفتاح على مختلف التجارب في الاعلام والثقافة. نظرا للتقارب الكبير بين البلين على جميع الأصعدة واعتبر أن للموقع الجغرافي والمشترك الثقافي والحضاري دورا كبيرا في تيسير مهمة التعاون بين تونس وليبيا.