عبر التركي محمد على قوموش الناشط في الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون وأحد أعضاء مركز البوسفور الأكاديمي لنشر اللغة والثقافة التركية عن ترحيبه بالبادرة الثقافية الاقتصادية المتمثلة في الملتقى الثقافي المغاربي التركي الذي احتضنته بلادنا مؤخرا والذي شارك فيه بفاعلية. لأنه يعتبرها خطوة عملية نحو إعادة بناء المشترك من جديد في حضارة وثقافة البلدان المشاركة في الملتقى خاصة منها تونس. وذلك من منطلق فرضية لمَ لا تكون تركيا بثقافتها ومنظومتها الاقتصادية موجودة في تونسالجديدة. كما تحدث رجل الأعمال التركي محمد علي قوموش عن عديد المسائل الأخرى في الحوار التالي: -بم تفسر سبب اختيار الشأن الثقافي لبناء شراكة اقتصادية بين تركيا من ناحية وبلدان المغرب العربي من ناحية ثانية؟ أعتقد أن المراهنة على الشأن الثقافي بأبعاده وقطاعاته المختلفة بمثابة الخيار الناجع لقاطرة وطريق إدراك أهداف الشراكة والتعاون التي نطمح لها في مختلف المجالات بما يعود بالفائدة على هذه البلدان لاسيما في ظل وجود قدر كبير من المشترك الثقافي والحضاري بين تركيا وبلدان المغرب العربي خاصة. لذلك فإن الجميع على يقين بأن المراهنة على الشأن الثقافي بكل قطاعاته تقريبا بكونه العامل المقرب لكل مبادرات التعاون والشراكة في مجالات اقتصادية بدرجة أولى على نحو يمكن أن يساهم في دعم اقتصاديات هذه البلدان من ناحية ويفسح مجالات أرحب للتعاون. -ما هي الآليات التي تراها ضرورية في مرحلة أولية من أجل إنجاح هذه المبادرة؟ أظن أن توجه الملتقى الأخير كان صائبا بنسبة كبيرة بالمراهنة على الثقافي لفتح آفاق دعم وتنمية الاقتصاد في البلدان المعنية بهذا المشروع الإقليمي النوعي. فانفتاح هذه البلدان على ثقافات كل بلد خاصة بالنسبة للجهة التركية تعد حسب رأيي مسألة على غاية من الأهمية. وما يقوم به مركز البوسفور من جهود تتمثل في التعريف بالخصوصيات الثقافية التركية يعد توجها عمليا أيضا في إطار تفعيل جزءا من هذه المبادرة. وذلك من خلال التعريف بالطبخ أو العادات والتقاليد التركية. لتكون اللغة في مرحلة ثانية. فأنا اعتبر اللغة أهم عامل في تحقيق هذه الأهداف المنشودة والتي يعمل المجتمع المدني في هذه البلدان على تفعيلها وانجاحها بما يعود بالفائدة على الجميع خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها تونس وليبيا تجارب جديدة في مستويات الهيكلة الاجتماعية والسياسية. -كيف ستتم معالجة هذه المسألة؟ حسب رأيي مسألة نشر اللغة التركية في البلدان العربية وكذلك الشأن بالنسبة للغة العربية في تركيا مهمة جدا من أجل تيسير فرص التعاون خاصة أن هذه البلدان أبدت رغبة في التعاون والانفتاح على تجارب بعضها البعض ليس فقط في مستوى المجتمع المدني بل أيضا في مستوى الحكومات. لذلك فما تقوم به بعض المؤسسات من جهود في ذات الإطار إنما يترجم الرغبة الحقيقية لانجاح هذه المبادرة على غرار مركز البوسفور الأكاديمي لنشر اللغة والثقافة التركية. والجمعية العربية التركية للعلوم والثقافة من خلال توجيه مراكز البحث والترجمة لخدمة الثقافة والحضارة العربية والتركية واتاحة فرص التعاون والتواصل بين الأطراف والجهات الراغبة في الشراكة والاستثمار خاصة وتوفير فرص التربصات والتكوين بين جميع الأطراف وذلك بالاستفادة من الخبرات والأكاديميين في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والعلمية. هل تعتقد أن تركيا نجحت في التسويق والترويج لنموذجها المجتمعي من خلال المراهنة على الأعمال الدرامية المدبلجة إلى العربية الموجهة للمتلقي العربي في السنوات الأخيرة؟ صراحة بقدر ما أنا فخور بالإنجازات التي قامت بها الجهات المستثمرة في المجال الثقافي من خلال المساهمة في نشر وإيصال الثقافة التركية إلى البلاد العربية والمتلقي العربي أينما كان، فإنني لا أعتبر هذه الأعمال تعكس الصورة والثقافة الحقيقية للمجتمع التركي. بل إنها في أحايين كثيرة نجدها كأتراك غريبة عناّ. فما تروجه الأعمال الدرامية والسينما التركية عن المجتمع التركي هي مخالفة لواقع هذا المجتمع المشابه في تفاصيله للمجتمع العربي وخاصة المغاربي. وبقطع النظر عن الصورة المبالغ فيها للعائلة والانسان التركي فإنني استنكر مثلا بعض السلوكات من قبيل الدخول إلى المنازل بالأحذية أو الانحلال المبالغ فيه في المجتمع وغيرها. فأنا حريص شأن عدد كبير من أهل الثقافة والفكر ورجال وسيدات الأعمال الاتراك على الترويج للصورة الحقيقة للثقافة التركية. -وكيف تقيّم التعاون التونسي التركي في هذا الإطار خاصة أن بوادر الشراكة قد انطلقت منذ مدة بدعم من حكومات البلدين؟ أعتبر أن انفتاح المجتمع التونسي على نظيره التركي بصفة مباشرة من خلال تبادل الزيارات وتعزيز التعاون في مجالات الفكر والعلوم وفتح مجالات الاستثمار في القطاعات الاقتصادية والثقافية والتجارية من العوامل الكفيلة بتحقيق الأهداف المرسومة من قبل المجتمع المدني في البلدين. وكل المعطيات تؤشر لنجاح تجربة الشراكة والتعاون في أكثر من مستوى. وبصفتي رجل أعمال قمت بزيارات رفقة وفود من تركيا إلى عديد الجهات داخل الجمهورية التونسية على غرار صفاقس وسيدي بوزيد وغيرها من الجهات الأخرى في إطار معرفة السوق التونسية في مختلف المجالات الاستثمارية من ناحية والسعي إلى تقوية المجال التجاري بين تركيا وتونس وفق دراسات ناجعة من ناحية ثانية على نحو يمكن من فتح سوق تجارية بين الجهتين دون وسيط أجنبي.