هل يمس البيان الختامي لاجتماعات الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب المنعقد مؤخرا بالامارات العربية المتحدة قضايا الساعة في الوطن العربي؟ وهل انبثق عن تحليل شامل وعميق للمتغيرات التي تشهدها البلدان العربية على جميع الأصعدة بعيدا عن الولاءات والتجاذبات السياسية، وهل تبين المشاركون في هذه الاجتماعات مدى تأثير هذه المتغيرات على واقع المثقفين والأدباء والكتاب العرب، وعلى تطلعات الشعوب العربية إلى تحقيق قيم الحرية والعدالة والاستقرار؟ وهل ان عيون كتابنا ومثقفينا مفتوحة تماماً على ما يدورفي مجتمعاتهم؟ وهل ما زال الحاكم العربي قادرا على استلاب الكاتب وقمعه أو ترويضه؟ لقد تساءلنا ايضا كيف يمكن للكتاب والأدباء العرب التعامل مع هذا الواقع الجديد بعد ان تنبهوا له وتيقضوا لما يحدث في بلدانهم وبقية البلدان العربية وهم الذين لم يتمتعوا يوما بروح جمعية تقدم المصالح العامة والوطنية العليا على ما سواها. وكيف يمكن للمجتمعين في ابو ظبي بلورة هذه التطلعات والطموحات؟ ولأننا نعتبر أنه لا جديد أو بطولة في التصريح بإيمان الاتحاد وأعضائه بالتعددية والحرية وفي حثه على تبني قيم العدل والحق والمساواة والسياسة المتوازنة - حيث أنه لا مثقف يجهل أن تيارات الإسلام السياسي والتطرف تجد الطريق سالكة إلى السيطرة في حالة فراغ أوطانها من الدساتير والتشريعات التي تكفل كرامة الإنسان- منينا النفس بقرار عملي غير الترقب والقلق من آثار الثورات في البلاد العربية وطمحنا إلى بوادر خطة عمل ثقافي للتصدي لصعود تيارات وجماعات تتبنى خطاباً تكفيرياً وإقصائياً يهدد الأمن القومي الثقافي والوحدة الوطنية. ولكن من المؤسف حقا أن تصبح مكتسباتنا التي ناضل من أجلها آباؤنا وأجدادنا محل نقاش ونضال وأن نحتاج اليوم لان يؤكد الإتحاد العام للكتاب والأدباء العرب على ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية ونبذ نزعات التطيف والتمذهب والانحياز إلى العصبيات والمصالح الضيقة وعلى حق الشعوب في الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والسياسية. على كل ومهما كان الأمر وفي انتظار التطبيق يحسب لهذا المؤتمر إدانته للفتاوى التي تثير الفتنة والإقتتال وشق صف الأمة و"خاصة فتاوى الشيخ القرضاوي في هذا السياق الذي يدعو إلى إباحة الدم، واستدخال القوى الأجنبية للبلاد العربية بما لا يخدم وحدة الأمة واستقلالها. "وكذلك حث جميع الدول العربية على مزيد الاهتمام باللغة العربية والحرص على جعلها إلزامية في مؤسسات التعليم لأنها من أهم الأسلحة التي يمكن أن نقاوم بها أي استعمار مهما كان نوعه. لأنّنا نعيش مرحلة عصيبة من تاريخنا العربي مرحلة - للأسف - يعلو فيها صوت الثقافة الظلامية.. مرحلة تتطلب الحضور الثقافي والفكري والأدبي والعمل على ترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية وقيم العدل والحق والمساواة وإدانة كل ما يثير الفتنة والاقتتال وإباحة الدم العربي.. وهذه كلها مطالب من صميم الواقع العربي الآني ولا يعقل ألا يكون للكتاب والأدباء العرب فيها موقف. في انتظار قمة عربية ثقافية تناقش قضايا العرب الثقافية بجدية وجرأة. أمّا الدعوة لمؤتمرات سنويّة لمقاومة التطبيع ومواجهة مخاطر تهويد القدس وإعادة ما تمت سرقته من آثار وتراث من فلسطين والعراق ورفض الاتحاد العام التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي وإدانة أي وجود عسكري في أية دولة عربية واقتراح الحوار المستمر لمعالجة المشاكل الداخلية والقلق الشديد لما يجري في سوريا وتأكيد الوقوف مع السودان ضد التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى تمزيقه ومحو هويته العربية وإدانة احتلال إيران لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة ومحاولات تغيير وضعها الجغرافي والديمغرافي ونضال الصومال من اجل استعادة موقعها في الصف العربي ومحاربة قوى التطرف والظلامية والاعتداءات المتكررة على سيادة الدول العربية كاليمن والبحرين والاستعمار الإسباني لمدينتي سبتة ومليلة المغربيتين فإنها مادة لبيانات قمم سياسية يعقدها الرؤساء والملوك العرب ويتفقون فيها بإذن الله على موقف موحد ينقذ الوطن. ◗ علياء بن نحيلة