◄ اللوز «يعاني» من التلفزة.. وإعلاميوها حسب شمام «مجرمون» نقد لاذع وجّهه نواب لجنة الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد بالمجلس الوطني التأسيسي وجلهم من كتلة حركة النهضة أمس لبرامج التلفزة التونسية وأخبارها ومسلسلاتها، وبينوا خلال جلسة استماع إلى ايمان بحرون الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة التلفزة التونسية وعدد من مديري المؤسسة، أن هناك لقطات جريئة وغير محتشمة تبثها التلفزة لا يمكن للعائلة التونسية المسلمة مشاهدتها، كما طالبوا التلفزة بكشف انتهاكات العهد السابق وقال أحدهم :لقد هجّرونا وسجنونا واحرقونا لكن المشاهدين لا يعرفون كل ما حصل، لذلك يجب على المؤسسة أن تلعب دورا كبيرا في تحقيق العدالة الانتقالية. وتكررت الدعوة لإرساء إعلام عمومي محايد ووضع مدونة سلوك تجعل الصحفي لا يغلب طرفا سياسيا على آخر أكثر من مرة، ولتكوين الصحفيين البرلمانيين حتى ينقلوا مداولات "التأسيسي" بحرفية بمعنى أن يلتقط الكاميرامان صورة النائب الذي يتكلم فقط ولا يحول وجهة آلته ليسترق صور غيره من النواب وهم بصدد تفحص هواتفهم الجوالة أو الحديث مع بعضهم البعض وغيرها من اللقطات.. وقال النائب الحبيب اللوز إنه يعاني من التلفزة الوطنية وأن هذه التلفزة حينما تغطي اجتماع نداء تونس تجتهد لكنها في المقابل لا تغطي أنشطة الحكومة على النحو المطلوب . ودعاها إلى الانحياز إلى الأغلبية الشعبية وإلى من صوتت لهم هذه الأغلبية أي الترويكا الحاكمة.. وذكر أنه اذا لم تلتزم التلفزة بذلك فهذا خطر كبير.. وأضاف أنه اطلع على التعيينات التي تمت في التلفزة وعددها 75 تعيينا فيها 60 إمرأة و15 رجلا.. وأكد على ضرورة فتح ملف الفساد المالي في هذه المؤسسة قبل الثورة والآن. أما النائب مختار اللّموشي فندد بشدة بالأخبار التي بثت يوم زيارة اردوقان إلى تونس وقال إن التلفزة بثت في دقيقة واحدة هذه الزيارة ،وفي المقابل خصصت حيزا كبيرا لإبراز الاحتجاجات التي حصلت في بلاده كما سخرت يوما كاملا لتغطية جنازة (يقصد جنازة الشهيد شكري بلعيد).. معبرا عن رغبته في فهم المقاييس التي على أساسها يقع إعداد الأخبار. وهو نفس الانتقاد الذي وجهته النائبة عائشة الذوادي. واستفسر لماذا يقع الاستغناء عن فرقة الإذاعة المحترفة والاعتماد على فرق خارجية ولماذا يتعاون صحفيون من الاذاعة مع التلفزة دون اعلام منظوريهم واستغرب شراء مسلسلات من الخارج، ورصد 6 مليارات لبرامج رمضان متسائلا أية قيمة تربوية ستضيفها تلك الأعمال للمواطن التونسي. وتساءل النائب منير بن هنية عن سبب اللجوء للمقايضة وهل فكرت التلفزة في اعداد شريط وثائقي لأعمال المجلس الوطني التأسيسي وفي برمجة بث مداولات التأسيسي خلال شهر رمضان وهل هناك امكانية لإحداث قناة برلمانية وهل تمت استشارة الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري في مسألة مدونة السلوك. واتهم النائب بشير شمام الإعلام بأنه فاسد وقال إنه يرتكب جرائم في حق الشعب التونسي من خلال التضخيم الذي تسبب في هروب المستثمرين وضرب مصالح الشعب ودعا الاعلاميين في التلفزة إلى مغادرة المؤسسة العمومية والتوجه الى الاعلام الخاص إن أرادوا ذلك وقال انهم اجرموا في حق الشعب. وبين أن الاعلام يمارس نوعا من التكبر والتجبر أكثر من المعقول.. وبينت النائبة عائشة الذوادي أن المواطن يريد من الأخبار أن تكون ترجمة لهمومه وأن يحصل على الخبر الصحيح.. وانتقدت أخبار الثامنة مساء وبينت أنها لم تعد تحظ بالمصداقية.. أما النائب المنجي الرحوي فأكد أن الاعلام لا بد ان يكون مستقلا ويأخذ نفس المسافة من الأطراف المتدخلة في الشأن العام وفسر أن هذا لا يتحقق إلا بطاقات بشرية محترفة وظروف مهنية جيدة وطالب الاعلاميين فقط بالحيادية والاستقلالية والكفاءة والانحياز لمبادئ الثورة أي للمعطلين عن العمل والمهمشين والمفقرين.. وأكدت محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي على ضرورة تكوين الصحفيين البرلمانين حتى يكونوا محايدين. وأشارت إلى وجود امكانية لتنفيذ برامج في هذا الإطار. وقال النائب نجيب مراد المقرر العام للجنة الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد الذي أدار هذه الجلسة إنه من المهم تكوين الصحفيين في الصحافة الاستقصائية لتسليط الاضواء على التجاوزات التي تتم في المؤسسات المصادرة. اجتهاد وأجاب عن استفسارات النواب بالتداول كل من إيمان بحرون الرئيسة المديرة العامة للتلفزة وعبد العزيز التواتي مدير الوطنية الأولى وعبد المطلب الاينوبلي مدير الأخبار ونادية الهدياوي مديرة الشؤون الادارية وسليم بن حميدة مدير المالية وإلياس الجراية مدير الاتصال وعادل الشاوش هلال رئيس وحدة التدقيق الداخلي. وبينوا أن كل المداخلات التي استمعوا إليها من النواب تتعرض إلى السلبيات وتشير إلى أن التلفزة منحازة وهرّبت المستثمرين ولم تتطرق إلى اجتهاد الصحفيين في أن يكونوا محايدين وفي نقل الأحداث مباشرة من مواقع حصولها (جبل الشعانبي.. حي التضامن وغيرها) وفي ألا يقع بث خبر فيه الرأي وليس فيه الرأي الآخر.. كما لم يشيروا إلى أن هذه المؤسسة حققت مداخيل هامة من الإشهار ونسبة مشاهدة عالية جدا.. وبشأن إنشاء قناة برلمانية أشاروا إلى صعوبة المسألة معبرين عن أملهم في تعاون المجلس الوطني التأسيسي مع المؤسسة لإنشائها. وعن الأسئلة المتعلقة بالأعمال الدرامية بينوا أنه تم اختيار لجنة للغرض ولجنة قراءة مؤكدة على جودة الأعمال المقترحة.. وعن مسألة المقايضة تحدثوا بكثير من الإطناب وفسروا أن التلفزة طلبت من الحكومة منحها هذا الترخيص الاستثنائي على أن تخضع العملية للرقابة.. لكن أمام الضجة التي أثارها هذا الخبر تقرر الاستغناء عن هذا الترخيص. وفي علاقة بالهيكل التنظيمي للمؤسسة، أوضحوا أنه تم التقدم في انجازه بنسبة تسيعن بالمائة وينتظر استكماله بعد شهر رمضان، أما عن بث مداولات المجلس حول الدستور خلال شهر رمضان فتمت الإشارة إلى أنه سيقع الاجتهاد من أجل التوفيق في هذه المهمة.