مورو غطى الحزن والمرارة بنبرة صوته تونس - الصباح الاسبوعي : لا ينكر احد التوتر الذي شاب علاقة الأستاذ عبد الفتاح مورو احد مؤسسي حركة الاتجاه الإسلامي ونائب رئيس حركة النهضة الحالي ولعل ما حدث له يوم الاحتفال بمرور 32 سنة على تأسيس الحركة منذ أيام حيث قال كلاما لم يرق لعدد من الحاضرين الذين اجبروه على عدم مواصلة كلمته بل دفعوه إلى مغادرة مكان الاحتفال ويذكر أن مورو قد أعرب عن نيته مغادرة الحركة وذلك في تصريح إذاعي أول أمس. ويذكر أن الشيخ مورو قد أكد في كلمته القصيرة جدا على أن تونس لن يحكمها طرف واحد ومذكرا بان النهضة ظلمت وعليها أن لا تظلم غيرها، كما شدد على أن الحركة عدد لا يمكن إقصائه في المرحلة القادمة من المعادلة السياسية. وهو موقف لم يرق للعديدين الذين احتجوا مقاطعين نائب رئيس الحركة رافعين شعارات داخل القبة تنادي بوجوب تمرير قانون تحصين الثورة والوفاء لدماء الشهداء. لم يكن ما تعرض له مورو في ذكرى احتفال الحركة التي كان من ابرز مؤسسيها الأول من نوعه بل كانت القطرة التي قد تفيض الكاس وتحدد علاقته بالنهضة، حيث تعرض إلى تعنيف مادي خلال مسامرة رمضانية بالقيروان السنة الماضية وهو ما أثار استياء عدد من الأحزاب التي عبرت عن تضامنها مع الأستاذ مورو في بيانات أصدرتها. كما وقع تعنيفه في جامع بجمال في جانفي من السنة الجارية من قبل أفراد متشددين دينيا وهي المرة الثانية التي يعتدى فيها على الشيخ. أما عن الاعتداء اللفظي ومنعه من إلقاء دروس بعدد من بيوت الله فقد وقع التعدي عليه بأبشع الألفاظ ولعل القاسم المشترك بين كل الاعتداءات اللفظية والجسدية التي تعرض لها الأستاذ مورو هو غياب حراس شخصيين في تنقلاته خاصة في ظل الحملات التي يتعرض إليها على صفحات الموقع الاجتماعي من قبل البعض رغم موقعه القيادي في الحزب الأبرز في الائتلاف الحاكم في البلاد خلافا لعدد من نواب أو قيادات النهضة التي تستأنس في تحركاتها بحراس شخصيين أحيانا وهو ما يثير تساؤلات كثيرة. من المستفيد..؟ من المستفيد مما يحصل؟ وأي قرار سيتخذه؟ أين سيحط رحاله؟ أسئلة ترددت ولا تزال على لسان الكثيرين، وللإجابة عنها توجهت بها "الصباح الأسبوعي" إلى الأستاذ عبد الفتاح مورو الذي غطى الحزن والمرارة كلماته ونبرة صوته، حيث قال:"كانت لي تصريحات تتعلق بالعديد من المواضيع اعتقد أنها لم تنسجم واختيارات بعض الناس في النهضة. كما ان ما قلته في كلمتي يوم الاحتفال بقبة المنزه أظن انه لم يستوجب أن يقع مقاطعتي بهذا الشكل والأكيد ان المقصود به ليس الكلام بل شخصي الذي أراد البعض أن يلجمه ويصادر حقي في الكلمة والموقف الحر. علاقتي بالحركة متأزمة بسبب ما أعانيه من فرض الصمت والسكوت واشعر ان في ذلك مضايقة كبيرة لي الغرض منها إبعادي من دائرة الحزب". ويتساءل الأستاذ مرور عن المستفيد وعن المانع من وجود تعدد في المواقف والآراء داخل حركة النهضة وهو عجيب في حركة تقود في البلاد على حد تعبيره. وفي حيرة كبيرة أطلق نائب رئيس حركة النهضة صيحة تختزل ما يعانيه حيث تساءل عن مآل مؤسس لحركة مرفوض فيها صوته وموقفه وعن وجهته في ظل رفض السلفيين له وعدم رغبته في تحويل وجهته نحو مدرسة إيديولوجية أخرى. فتور..وبعد بعد هذا الفتور والألم الذي ضمنه الأستاذ مورو في تساؤلات عديدة اختزل موقف حزب حركة النهضة في مهاتفة رئيس الحركة راشد الغنوشي له للتقليل مما حصل يوم الاحتفال واصفا ما حدث غير مقصود، وهو موقف وان كان اخويا كما وصفه عبد الفتاح مورو- لم يطمئن في غياب مواقف باقي مؤسسات الحركة من مجلس الشورى والمكتب التنفيذي. بدوره اصدر حمادي الجبالي الأمين العام للحركة بيانا عبر فيه باسمه وباسم الأمانة العامة للحركة عن تضامنه مع الشيخ مورو معتبرا فيه رئيس الحكومة السابق ان "التفاعل الغريب الذي صدر عن بعض الحاضرين وهو ما لم يتلاءم مع خصوصية الحدث و مكانة الرجل و ثقافة الحركة التي قامت بالأساس على فكرة الحرية و أخلاق الجماعة و مخزون الصبر على الاختلاف و حب التضحية". أي نهاية ..؟ عبرت حركة النهضة في أكثر من مرة على لسان قيادييها عن كونها حركة ديمقراطية تتجمع فيها كل الآراء مهما كان اختلافها في حين ان الواقع اثبت عكس ذلك اذ لم يستسغ جزء منها تحديدا من قواعدها- موقفا مغايرا لما يتخذه اغلب قياديوها او غيره وتصريح داع الى الوضوح وعدم الغاء الاخر ، وفي ذلك قال تعالى" يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم". ولعل هذه المسالة تتعلق اساسا بمدى وعي مناصري النهضة من القواعد وحتى القيادات احيانا بثقافة قبول الراي والراي الاخر حتى يجد مورو وغيره مكانا لهم في احزاب اسسوها ذات يوم.