• أكثر من 140 شخصية ثقافية وفكرية في منتدى الجمعيات الثقافية أكد السينمائي الياس بكار أن منتدى الجمعيات الثقافية، الذي تنظمه الجمعية التونسية للإدماج والتكوين بتونس بالتعاون مع اللجنة الألمانية للأمم المتحدة، يتنزل في إطار أنشطة المجتمع المدني ومبادراته العملية للمساهمة في بناء الدولة الحديثة من خلال البحث في السياسة الثقافية المفروضة لإنجاح الانتقال الديمقراطي، على اعتبار أن المراهنة على الثقافي يعد خيارا ناجعا وفعّالا لضمان انتقال ديمقراطي وفق تطلعات الجميع ويستجيب في جوانبه العديدة لاستحقاقات المرحلة الثقافية والاجتماعية والسياسية. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى الجمعيات الثقافية تشارك فيه مختلف الفعاليات الثقافية في بلادنا من هياكل وجمعيات وأفراد ناشطة ومختصة في مختلف المجالات الفنية والثقافية والفكرية. ينطلق يوم 20 من الشهر الجاري ويتواصل إلى غاية 23 منه. وبين محدثنا في نفس السياق، أن الجهات المنظمة بدأت في التحضير لهذه المناسبة الكبرى، منذ أكثر من أربعة أشهر بمشاركة أكاديميين وفنانين وأدباء ومفكرين وغيرهم في شكل مجالس علمية تم اعدادها للغرض. نذكر من بين الأسماء التي شاركت في التحضير لهذا المنتدى كل من الجامعي شكري المبخوت والناقد المسرحي محمد مومن والسينمائي منير بعزيز يسرى وسنية الشامخي وغيرهم من الناشطين في المجتمع المدني والحقوقيين. وتم الاتفاق على أن يكون الدكتور يوسف الصديق رئيسا شرفيا لمنتدى الجمعيات الثقافية. كما اعتبر بصفته المشرف على تنظيم هذا المنتدى، أن هذه المناسبة تتنزل أيضا ضمن برامج الشراكة التونسية الألمانية في المسار الانتقالي لتونس ما بعد الثورة ومن أجل تيسير عمليات البناء والتأسيس في إطار الانتقال الديمقراطي. لذلك اعتبرالمنتدى بمثابة فضاء للتلاقي بين الثقافة والفنانين وأهل الثقافة بصفة عامة لاسيما أن هذه المناسبة تشهد مشاركة عدد كبير من الأكاديميين والنخب الفكرية والثقافية من عديد البلدان. ليكون فضاء للتباحث والتشاور حول مسائل ثقافية حارقة. أهداف تنويرية من جهة أخرى أوضح إلياس بكار أن كافة الأطراف المشاركة في منتدى الجمعيات الثقافية حرصت على ضمان كل ممهدات إنجاحه. لأنه يرى أن أهمية هذه المناسبة تكمن في أهمية وقيمة النتائج التي سيسفر عليها. وبيّن في نفس الإطار أنه تم تقديم جملة من المقترحات والتصورات الشاملة لسياسة ثقافية في تونس حسب ما يراه أهل الثقافة والفكر والفنون. وهي تصورات، كما كشف عن أبعادها المشرف على تنظيم هذا الملتقى، تتدرج في المدى حسب الأولويات والاستحقاقات. فمنها ما تصنف ضمن المدى القصير وأخرى متوسط وثالثة طويلة المدى. كما أكد محدثنا أن الأهداف المرسومة تم ضبطها في حدود احدى عشرة نقطة. تتوزع عملية تطارحها في المنتدى بين النظري والتطبيقي. لتكون الأولى في شكل مبادئ الحَوْكَمة والسياسات الثقافية الشاملة. فيما تتمثل الثانية في ورشات فنية مختصة تتولى تحديد الأولويات في جميع المجالات الثقافية على غرار الأدب والصورة والفنون البديلة والتراث والفضاءات الثقافية والموسيقى والمسرح والسينما والشعر والفنون التشكيلية وغيرها من مجالات الإبداع الفني والثقافي التي ترتقي بإنسانية الإنسان في أبهى تجلياتها وتضع رؤى مختلفة للعالم والأشياء تتحدد من خلالها العلاقة بالكون والآخر. منتدى التأسيس ولم يخف إلياس بكار أهمية هذا المنتدى بالنسبة لتونس اليوم لأنه يعتبر نتائجه المنتظرة تتجاوز المشهد الثقافي لتشمل الشؤون السياسية والاجتماعية والمعرفية والتنموية في البلاد. لذلك اعتبر خيار رفع النتائج والتوصيات إلى عديد الجهات الرسمية والدولية يعد من قبيل الإصرار على تفعيل كل الاستراتيجيات والأفكار التي تساهم في تطوير بلادنا. وبيّن في ذات السياق أنه سيتم توزيع جملة التوصيات والنتائج على عدة هياكل منها وزارة الثقافة والمجلس الوطني التأسيسي ورئاستي الجمهورية والحكومة واليونسكو والأمم المتحدة وغيرها. وعبّر الياس بكار عن أمنيته بأن يكون هذا المنتدى بمثابة لبنة لتأسيس حركة ائتلاف ثقافية في تونس تهم المجتمع المدني ويكون ركيزة من ركائز الدولة الحديثة.