تنديد بموافقة الغنوشي على بيان تنفير الجهاد الصادر عن مجلس علماء المسلمين لم تكشف الهيئة المستقلة للاعلام السمعي البصري ل"الصباح" عن طبيعة الاجراء الذي ستتخذه في شأن برنامج "التاسعة" الذي بث مساء أول امس ودعا خلاله مختار الجبالي الى الجهاد في سوريا تجاوبا مع بيان مجلس علماء المسلمين بمصر، واكتفت الهيئة بالقول انها "ستنظر في الموضوع" وتجدر الاشارة الى ان الفصل 5 من المرسوم 116 يضبط اطر تدخل الهيئة في حال تم رصد مخالفة أو تجاوز في المنتوج السمعي البصري في نفس الاطار اعتبر الصحفي زياد الهاني ان التحريض الذي قام به الجبالي "هو جريمة يعاقب عليها القانون التونسي.." وبين أنه بعد ان اعلن نية تقديم شكاية لدى وكيل الجمهورية تلقى العديد من الاتصالات من صحفيين وحقوقيين وعائلات المعتقلين في سوريا حتى يكونوا طرفا في القضية ولذلك أجل تقديم عريضة الدعوى التي سيتم رفعها بصفة جماعية بداية الاسبوع القادم. واضاف الهاني الذي أمضى الاسبوعين الماضيين في سوريا "يجب متابعة هذا الشخص وامثاله قضائيا فهم يتاجرون بأرواح الشباب.. خدمة لأجندات هيمنة قوى اقليمية ودولية لا علاقة لها بتونس.. تغذي حربا طائفية قذرة لن يسلم من تداعياتها أحد.." علماء "الناتو من جانبه اعتبر الشيخ الزيتوني فريد الباجي ان "الدعوة الى الجهاد في سوريا حمق استراتيجي يتبناه علماء ومشايخ 'الناتو' الذين يمثلون التيار الوهابي وكعادتهم يسعون الى تدمير الامة الاسلامية.." حسب قوله. واضاف: "الشيوخ الزيتونيون لا يعتبرون ما يقع في سوريا جهادا وانما فتنة ودمارا للمسلمين، الشيوخ ضد ما يفعله نظام الاسد بشعبه وهم ايضا ضد تأجيج الحرب من اطراف اقليمية وخارجية..". وحول البيان الصادر عن مجلس علماء المسلمين قال: "كان الأجدر أن يسعى علماء مجلس المسلمين الى ايقاف الحرب في سوريا لان المستفيد الاكبر منها هو إسرائيل..". ورأى انه من الغريب ان "يمضي الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة على البيان الصادر عن مجلس علماء المسلمين بمصر لان ذلك يتناقض مع ما سبق ان صرح به، وهو قوله انه يعارض إرسال الشباب التونسي للجهاد في سوريا" بدوره راى محمد صالح الحيدري رئيس حزب العدل والتنمية ان مختار الجبالي "لا يملك الحق في توزيع أو تقديم صكوك الكفر والايمان.." وقال إن "الدولة السورية دولة مسلمة ولا يمكن ان نكفر من نشاء ونأسلم من نشاء..". واضاف أن مختلف الشيوخ الزيتونيين منارة الاسلام المعتدل يعتبرون "ان ارسال ابنائنا للجهاد إثم كبير.." واشار الى ان موافقة راشد الغنوشي لبيان مجلس علماء المسليمن الذين دعوا فيه الى نفير الجهاد.. "أمر متوقع فهو شيخ الوهابية في تونس وله ارتباطاته السياسية والمالية مع القرضاوي ومع شيوخ الوهابية.."