انتظمت أمس بأحد النزل بالعاصمة ندوة صحفية تحت عنوان "ممارسي التعذيب التونسيون في قفص الاتهام" نظمتها منظمة "ACAT " بالتعاون مع محاميين تونسيين ينوبون في قضايا تعذيب وحضرها بعض ضحايا التعذيب وتأتي هذه البادرة بعد أن قدمت منظمتي "ACAT" و"TRIAL" بالتعاون مع تونسيين وفرنسيين سبع دعاوي قضائية بسبب التعذيب في تونس وكذلك لدى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة. تعمل المنظمتان بالتعاون مع محامين تونسيين حول14 ملف تعذيب بتونس وتم تقديم الشكاوي الأولى بفرنسا ثم بتونس وكذلك لدى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة وقد أجرت المنظمتان عملا توثيقيا دقيقا على امتداد أشهر لايداع شكاوي مدعمة في حق الضحايا الذين يشتركون في حصول خرق خطير لحقوقهم الأساسية وحرمتهم البدنية والنفسية. تعذيب سلفي بتهمة الارهاب تدخل خلال الندوة الأساتذة قيس الوسلاتي وليليا المستيري ونجاة العبيدي وبسام الطريفي ورياض بن حميدة وهم محامون ينوبون في عدد من قضايا التعذيب وعرضوا حالات لضحايا التعذيب وهم رمزي رمضاني وهو شاب سلفي اعتقل يوم 5 أفريل 2007 بنهج بأريانة من طرف 50 عونا يرتدون ملابس مدنية وكانوا مسلحين وبعد الاعتداء عليه أثناء اعتقاله تم نقله الى وزارة الداخلية بالمبنى المخصص لأمن الدولة، وبعد استنطاقه خلال 17 يوما كاملة بعد أن لفقت له قضايا ارهابية تعرض للتعذيب المبرح من قبل عناصر من أمن الدولة مثل الحرق بالسجائر والصعق بالصدمات الكهربائية على الأعضاء التناسلية والضرب وقد تواصل تعذيب رمزي بسجن المرناقية والناظور والمسعدين بما في ذلك الاعدام الوهمي والتعذيب بالغرق وقدم للمحاكمة وقضي بالسجن 29 سنة وفق قانون الارهاب. ويوم ثورة 14 جانفي2011 أمر مدير سجن المسعدين جميع السجناء بالخروج قبل اطلاق النار عليهم وقد توفي عدة محتجزين تحت الرصاص في حين تمكن رمزي حينها من الهرب على قيد الحياة وتم العفو عنه في شهر مارس2011. وسيتقدم الأستاذ قيس الوسلاتي بعد غد بشكاية الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس في حق رمزي رمضاني لما تعرض له من تعذيب أثناء احتجازه بدهاليز الداخلية. تعذيب رجل أعمال بسبب المخلوع توفيق العائبة وهو مواطن تونسي يعيش بكندا والذي تم في غرة سبتمبر2009 اقتياده من منزله على يد ضباط من الحرس الوطني واقتيد الى مركز العوينة وهناك تعرض الى التعذيب واحتجز في ظروف لا انسانية. وكان ذلك نتيجة وشاية من أحد أقارب المخلوع فقد تم التحقيق مع توفيق حول صفقات سيارات وبسبب تنديده بابن شقيق المخلوع فقد خضع للتعذيب عن طريق"الفلقة" والصعق بالكهرباء والتعذيب بالعجلة. وقد قضي ابتدائيا بالسجن 22 سنة واستئنافيا السجن7 سنوات، ورفعت محاميته قضية يوم 11 جوان الجاري ضد الدولة التونسية أمام الهيئة الدولية ومازال منوبها يقضي عقوبة بالسجن المدني بالمرناقية. «المؤتمر» وتعذيب جامعيين أما محمد قصي الجعيبي وهو مدرس في الجامعة بفرنسا وصيدلي وراشد جعيدان وهو أستاذ جامعي في الرياضيات اقتيدا يوم 29 جويلية 1993 من قبل 15 ضابطا من أمن الدولة من منزلهما وقد اشتبه فيهما بالتآمر لشن هجوم ضد الحزب الحاكم ومارسوا عليهما جميع أنواع التعذيب من اعتداءات جنسية والتعذيب على شاكلة الدجاج المشوي وقلع الأظافر. ويوم 20 جوان 1996 وبعد3 سنوات من السجن حكم على قصي الجعيبي وراشد جعيدان بالسجن 26 عاما بتهمة التآمر لشن هجوم ضد حزب التجمع المنحل وضد الفنادق وضد الكنيس اليهودي بجربة كما أنهم خططوا لاختطاف بنات وزير الداخلية عبد الله القلال وبن علي وقد أفرج عنهم في فيفري 2006 بعد 13 سنة من سوء المعاملة في السجون التونسية وستتقدم الأستاذة العبيدي بشكاية مفصلة خلال الأسبوع الجاري الى المحكمة الابتدائية بتونس في حق موكلها قصي الجعيبي. تعذيب بعد الثورة أما صدقي حليمي فقد تعرض للتعذيب اثر الثورة بمقر الثكنة العسكرية بالقصرين والذي تقدم بشكاية جزائية ضد كل أعوان الأمن الذين قاموا بتعذيبه وأعوان الجيش وكذلك الشاب الفرنسي التونسي محمد زايد الذي تم ايقافه بمطار تونس عندما كان متجها الى فرنسا فقد اتهم في قضية مخدرات ومورست عليه جميع أنواع التعذيب وقضي بالسجن مدى الحياة وخفضت العقوبة الى41 سنة في الاستئناف وسنة 2012 تم العفو عنه وترحيله الى فرنسا ورفع قضية في التعذيب بفرنسا.