تقدم أمس الجمعة المحامي الأستاذ قيس الوسلاتي بشكاية جزائية الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس في حق منوبه رمزي رمضاني ضد وزير الداخلية الأسبق رفيق بلحاج قاسم وعدد من أعوان وإطارات إدارة أمن الدولة الذين سيكشف عنهم البحث من أجل التعذيب الذي تعرض له منوبه خاصة أثناء احتجازه بدهاليز الداخلية لمدة 17 يوما وذكر الأستاذ الوسلاتي صلب عريضته أن موكله شاب سلفي وأب لابنين اعتقل يوم 5 أفريل 2007 بنهج بأريانة من طرف 50 عونا يرتدون ملابس مدنية وكانوا مسلحين وتم الاعتداء عليه أثناء اعتقاله ثم نقلوه الى مقر وزارة الداخلية وتحديدا للمبنى المخصص لأمن الدولة وبعد استنطاقه طيلة 17 يوما كاملة بعد أن لفقت له قضايا ارهابية تعرض خلالها للتعذيب المبرح من قبل عناصر من أمن الدولة مثل الحرق بالسجائر والصعق بالصدمات الكهربائية على الأعضاء التناسلية والضرب ولم يتعاف من مخلفات تلك الاعتداءات الا بعد 12 يوما حيث بدأت تتلاشى علامات التعذيب قبل تقديم رمزي للعدالة وأضاف أنه عند عرض منوبه على قاضي التحقيق لم يتفاعل معه عند روايته لعملية تعذيبه ورفض طلب عرضه على الفحص الطبي المقدم من قبل محاميه ثم قدم للمحاكمة وقضي بالسجن 29 سنة وفق قانون الارهاب فنون من التعذيب والهرسلة وذكر الأستاذ الوسلاتي في العريضة أن تعذيب منوبه تواصل بسجن المرناقية أين أمضى سنتين في السجن الانفرادي وتدهورت صحته بشكل كبير بعد الاعتداء عليه من قبل حراس السجن ودخل في العديد من الاضرابات عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله ثم تم نقله الى سجن الناظور قبل أن تقع اعادته الى المرناقية ثم نقله الى سجن المسعدين، مشيرا إلى أنه تعرض في كل أماكن احتجازه للتعذيب المادي والنفسي بقساوة شديدة بما في ذلك الاعدام الوهمي والتعذيب بالغرق مما استوجب اقامة رمزي بالمستشفيات لعدة أسابيع كما نقل الى وزارة الداخلية حيث مورس عليه تعذيب وحشي من خلال الصعق بالصدمات الكهربائية والخنق في وعاء وحرق أطراف الأصابع والرش بالغاز المسيل للدموع كما منع من مقابلة عائلته طوال فترة ايقافه وحسب ما ذكره محاميه فقد تقابل رمزي مباشرة مع وزير الداخلية الأسبق رفيق بلحاج قاسم الذي كان يعرفه معرفة جيدة مسبقا والذي كان يأمر-وفق تصريحاته- مباشرة بممارسة التعذيب عليه مما جعل منوبه يصل إلى مرحلة أصبح فيها غير قادر عن الحركة بعد تورم كبير في ساقيه جراء التعذيب وتعليقه بالسلاسل الحرية لرمزي وأثناء أحداث ثورة 14 جانفي 2011 أمر مدير سجن المسعدين –وفق إفادة الأستاذ الوسلاتي- جميع السجناء بالخروج قبل اطلاق النار عليهم وقد توفي عدد منهم بالرصاص في حين تمكن رمزي من الهرب على قيد الحياة قبل أن ينال العفو في شهر مارس 2011