ادانت امس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ما أقدمت محرزية العبيدي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي، حين تدخلت في عملية النقل المباشر لأشغال المجلس الوطني التأسيسي من قبل التلفزة الوطنية. وقالت النقابة ان العبيدي "مارست سلطة قسرية ضد الزملاء" و"أمرتهم" بعدم نقل أو تصوير احتجاجات نوّاب المعارضة عندما كان المقرّر العام للدستور بصدد التدخّل. واتجهت إلى الحافلة التي تُؤمّن النقل التلفزي المباشر وطلبت الاكتفاء بنقل المداخلات المسموح بها فقط من رئاسة المجلس، "لتمارس بذلك مهمّة رئيس التحرير والمخرج في الآن ذاته".حسب بيان النقابة. وقا بيان النقابة انه "لا يحق لمحرزية العبيدي حشر نفسها بشكل فج في العمل الإعلامي والتدخل للتوجيه وفرض الرقابة والتعتيم على الرأي العام وحرمان المواطنين من الاطلاع على الرأي والرأي الآخر في محاولة للتغطية على فشلها." واكدت النقابة أن مؤسسة التلفزة التونسية " مؤسسة عمومية في خدمة الشعب التونسي الذي من حقه الاطلاع على كل الآراء ومختلف تصورات أبناء الشعب التونسي دون وصاية من أحد." وطالبت إدارة التلفزة بعدم الرضوخ لما اسمته "منطق الضغوطات وعدم السقوط في فخ تطبيق تعليمات أية سلطة كانت".. ونبهت النقابة ايضا إلى ما اسمته "السابقة الخطيرة" التي أقدمت عليها مؤسسة رئاسة الجمهورية حين مدت التلفزة الوطنية بتسجيل جاهز لحوار مع الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، تولت شركة خاصة إنتاجه وتنفيذه ليتم بثّه على القناة الوطنية الأولى بتواطؤ الإدارة العامة أو رضوخها للأمر الواقع، وعلى بعض القنوات الخاصة غير الحاصلة على ترخيص." منتقدة"التغييب الممنهج للصحفي وتهميش دوره الحرفي، حين أجرى الحوار الأستاذ الجامعي عياض بن عاشور في إطار خطة لتلميع صورة الرئيس المؤقت." وعبرت نقابة الصحفيين عن رفضها لأسلوب تهميش الصحفيين وللسياسة الممنهجة لوضع اليد على الإعلام وإعادة سياسات التعتيم والديماغوجيا والدعاية "لسيادة الرئيس المفُدّى"، وتنبّه النقابة إلى سعي بعض الجهات في السلطة إلى محاولة ضرب حرية الصحافة والتعبير وتدجين الإعلام والعمل على فرض وصاية خاصة على الإعلام العمومي بعد أن أتت التعيينات العشوائية أكلها." وقالت أن ما يجري من انتهاكات في حق الصحافة والصحفيين والعاملين في القطاع، يهدد حرية الرأي والتعبير والصحافة ويمهّد لمنظومة قمعية ديكتاتورية تعيد إنتاج ممارسات وأدوات الماضي"..