منطقة ببوش الحدودية التابعة لمعتمدية عين دراهم هي منطقة ريفية كبقية المناطق الاخرى التابعة للولاية، والتي ظلت تعاني من الفقر والتهميش والخصاصة منذ أكثر من عقدين من زمن بورقيبة الى عهد المخلوع فجلّ أهاليها ما زالوا يقتاتون مما تنبته أراضيهم والبقية عاطلون عن العمل ورغم ذلك ظلوا صامدين أمام كابوس الفقر والجوع والبطالة وكانوا كغيرهم يأملون أن يصلهم المد التضامني المزعوم ولكن هيهات فسكان هذه المنطقة مازالوا يجدون صعوبة كبيرة في التنقل والتداوي بسبب غياب المسالك المعبدة. هذا الغياب سبّب لهم شبه عزلة خاصة في فصل الشتاء حيث تصبح المسالك غير المعبدة تعلوها الأوحال وبرك المياه فيصبح التنقل حتى على القدمين صعبا. فبعد الماء الصالح للشراب عن المنازل والمسالك غير المعبدة والبطالة والفقر المدقع كلها عوامل تضغط على عدد كبير منهم وتدفعهم الى الرحيل عن المنطقة رغم تشبث البعض بأراضيهم. فهذه المنطقة الحدودية المتاخمة للحدود الجزائرية التي كان من المفروض أن تكون جنة على وجه الأرض الا أنها مازالت تعاني الى الآن من وضع مزر لأنها لم تشهد التغيير لا قبل الثورة ولا بعدها ولعل الأغرب من ذلك أنهم كانوا مجبورين على دفع معاليم قارة لصندوق التضامن الا أنهم لم ينتفعوا ولو بخدمة بسيطة منه. هذه المنطقة صغيرة المساحة والكبيرة برجالاتها ما انفكت تطالب منذ العهد البائد بمتطلبات العيش الكريم والحد من البطالة والتهميش والاقصاء خاصة وأنها لم تحظ بأي فرصة تنموية يتمنى أهلها أن تحظى بفرص تنموية تعيد لهم بارقة أمل في المستقبل في ظل دولة قطعت بثورتها مع عهد الاستبداد وترنو الى تجاوز الحيف الاجتماعي الذي همش وأقصى الكثير من الجهات.