مازال أغلب سكان أرياف جهة الكاف ينتظرون منذ الاستقلال مشاريع تنموية تخلصهم من هيمنة الفقر والعطش والظلام وصعوبة الطرقات التي عادة ما تعزلهم عن المدن الحضرية في فصل الشتاء. «الشروق» زارت منطقة «الطابية» التابعة لمعتمدية ساقية سيدي يوسف وتحاورت مع سكانها الذين ملوا الانتظار على مدى 20 سنة تلقوا خلالها وعودا من العهد السابق ولم تتحقق وتلقوا وعودا من جميع الاحزاب وأعضاء القائمات المستقلة خلال انتخابات المجلس التأسيسي الاخيرة بتزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب والنور الكهربائي وتعبيد طريق وعرة عادة ما تعزلهم عن مدينة الساقية أثناء نزول الأمطار حيث يجدون صعوبة في تنقلهم الى المدن الحضرية بسبب تجنب أصحاب وسائل النقل المرور عبر هذه الطريق نظرا الى رداءتها. ويطالب سكان «الطابية» بتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب والنور الكهربائي وتعبيد الطريق وإحداث مشاريع تنموية تكون كفيلة بتخليصهم من مخالب الفقر المدقع الذي ظل يكبل المنطقة منذ الاستقلال الامر الذي جعل بعض الشباب ينزحون الى المدن الكبرى بحثا عن شغل يحفظ كرامتهم. أما منطقة «القواسمية» التابعة لمعتمدية تاجروين والتي يقطن بها حوالي 400 ساكن يعيشون اوضاعا صعبةفي غياب عديد المرافق الضرورية تتجسم اساسا في تعبيد الطريق التي تربطهم بمدينتي الكافوتاجروين والذي يصبح المرور منه بالسيارات والشاحنات أمرا مستحيلا عند نزول الأمطار في فصل الشتاء نظرا لطبيعة أرضه الطينية مما جعل تلاميذ وعمال المنطقة محرومين من ممارسة نشاطهم اليومي فيضطرون الى قطع مسافات تقارب ثلاثة كيلومترات مشيا على الاقدام للوصول الى المدرسة الابتدائية او المعهد الثانوي الموجود بمنطقة سيدي مطير وهو امر جعلهم يضيقون ذرعا بسياسة التهميش التي مازالوا يعيشونها الى حد الآن. أما منطقة «الكبوش» التي يقطن بها حوالي 400 ساكن فظلوا يتصارعون مع مأساة حقيقية بسبب عدم تعبيد الطريق التي تربطهم بمدينة الكاف والذي أصبح المرور منه بسيارات النقل الريفي بعد نزول الأمطار الاخيرة أمرا مستحيلا نظرا الى كثرة المطبات مما جعل التلاميذ والطلبة والعمال بالقرية يقطعون مسافة تقارب الكيلومترين سيرا على الاقدام للوصول الى الطريق المعبدة المؤدية الى مدينة الكاف. أما في خصوص الماء الصالح للشرب فقد أكد لنا سكان القرية أنهم يقطعون يوميا مسافات طويلة لجلب الماء من عين عبارة عن غدير يشرب منه العباد والحيوانات وهي تفتقر الى ابسط الشروط الصحية، هذه المعاناة دفعت بعض العائلات الى النزوح للمدن الكبرى بحثا عن ظروف عيش افضل في انتظار تعبيد الطريق وتزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب حتى يعودوا من جديد الى منازلهم ويشرعون في خدمة أراضيهم الصالحة لزراعة الحبوب والاشجار المثمرة وتربية الماشية. أما سكان دواوير «الجرايدية» و«القواصدية» و«أولاد حسن» من معتمدية الدهماني فمازالوا يعانون من نقص الماء الصالح للشرب فيضطرون الى قطع مسافات طويلة على متن الدواب لجلب ما يحتاجونه من مياه من عين «العجمي» الرومانية التي تفتقر الى أبسط الشروط الصحية وهم يطلبون تزويدهم بالماء الصالح للشرب عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالكاف.