يحل اليوم شهر رمضان الكريم ضيفا علينا.. وبحلوله تتعطل الادارة ومصالحها ويصاب الاقتصاد بالركود في ظل عقلية الخمول والتكاسل التي تصيب وسائل الانتاج. وأحببنا ام كرهنا فان شهر رمضان شهر البركة عادة ما تكون له انعكاسات وخيمة على الاقتصاد التونسي وهو ما سيزيد من الصعوبات الاقتصادية التي نعيشها والعجز الخطير في الميزانية الناتج عن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه بلادنا وتأثيره السلبي على الاستثمار والتنمية مما ادخل تونس مرحلة المخاطر وحط من تصنيفها الائتماني لدى المنظمات والهياكل المالية الدولية وأدخل الدينار التونسي مرحلة التراجع المستمر مما تسبب في تدحرج سعر الصرف.. تدحرج تاريخي متأت من تدهور المدخرات من العملة الصعبة ومن الذهب ومن ارتفاع نسق التوريد ومن حصول عمليات مضاربة على الدينار التونسي. الوضع اليوم في تونس يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد وزيادة الانتاج وتحسين المردودية ووضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار خاصة ان ما يجري في مصر سيكون له انعكاسات سلبية لا محالة على تونس من مختلف النواحي.. ولكن على الاقل هناك جانب مهم وجب استغلاله من الازمة المصرية وهو جانب التوافق بين مختلف الاطراف في البلاد والابتعاد عن المزايدات سواء من قبل الحكومة وداعميها او من قبل المعارضة ومسانديها.. فالوضع الاقتصادي لن يتحسن في ظل مناخ سياسي متوتر وفي ظل عدم الاستقرار السياسي والامني وفي ظل مزايدات ومشاحنات من هذا الجانب وذاك.. فالسائح الاجنبي عاد والحمد لله الى بلادنا وجل فنادقنا سجلت ارتفاعا كبيرا في الحجوزات حتى ان بعضها لا يتوفر على غرف شاغرة طيلة شهري جويلية وأوت وهذا من المؤشرات الايجابية التي وجب دعمها حتى نزيد في طمأنينة السائح الذي ظل نوعا من الخوف يلازمه ويجعله يكتفي في غالب الاحيان بالبقاء في الفندق وهو ما يحد من انفاقه. والمطلوب اليوم أن لا نجعل من شهر الصيام شهر العمل والبركة مطية للتكاسل والتخاذل ومواصلة السبات الاقتصادي الذي طال اكثر من اللزوم وبات يهدد البلاد واجيالها القادمة.. سفيان رجب