بعد 5 ايام من الإضراب عن العمل استأنف عمال شركة الشحن والترصيف بميناء رادس عشية امس العمل، حسب ما اكده ل"الصباح" محمد علي بوغديري الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشغل ببن عروس. وذلك بعد التأكد من قبول استقالة ر م ع الشركة من قبل وزير النقل وبذلك تم تفادي حصول كارثة على الاقتصاد الوطني خصوصا ان اطنانا من المواد الغذائية الموردة، والمواد الأولية بقيت في البواخر وكانت مهددة بالتلف. وقد قدرت الخسائر الناجمة عن الاضراب بعدة مليارات وكان البوغديري قد صرح ل"الصباح" أن الإضراب الذي نفذه أعوان الشركة التونسية للشحن والترصيف بميناء رادس سيتواصل حتى تتم إقالة رئيس مدير عام الشركة وهو المطلب الأساسي للعمال وأوضح بوغديري أن الوضع في الميناء كارثي حيث ترسو فيه عديد البواخر التي تنتظر تفريغ حمولتها والتي يصل عددها قرابة ال18 باخرة كما عادت بعض البواخر على اعتبار أنها محملة بمواد مشتعلة ولا يمكن لها البقاء وأضاف أن هذا الوضع انعكس بدوره على بعض الشركات التي باتت تعاني صعوبة كبيرة في التصدير والتوريد. وقال في هذا الشأن :" الخسائر فادحة للغاية.."وذكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان موقفه مع استئناف العمل لكن لا بد من وجود ضمانات تؤشر لذلك خاصة أن الرئيس المدير العام يهدد بتصفية الحسابات حال مباشرة الأعوان عملهم مساع لإنقاذ اللحوم !! من جهة أخرى قال بوعلي المباركي الأمين العام المساعد المسؤول عن الإدارة والمالية بالاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح ل "الصباح" :" أن الحل الوحيد هو إقالة الرئيس المدير العام وتعيين آخر تتوفر فيه الكفاءة." وضع اكثر من كارثي وفي تشخيصه لحجم الخسائر الناجمة عن الإضراب ذكر نافع النيفر رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية بمنظمة الأعراف في تصريح ل "الصباح" أن الوضع بميناء رادس يعتبر أكثر من كارثي قد يدفع ضريبته ثلاثة مصانع في الخياطة ستتوقف جراء غياب المواد الأولية. وقال في هذا الصدد :"دون مبالغة هنالك مئات الآلاف من مواطن الشغل مهددة فهذا الإضراب هو بمثابة العملية الانتحارية الجماعية" وفسر النيفر بان 16 باخرة محملة بمواد استهلاكية وأولية تحتاجها المصانع على غرار قطاع السيارات ومصانع النسيج التي تعمل بنسق حثيث ومتسارع مشيرا إلى أن هذه الوضعية دفعت بقطاع السيارات إلى استعمال الطائرات علما أن الطائرة كلفتها 50 مرة أكثر من النقل عبر الميناء. وأوضح أن المسؤولية تقع على كل الأطراف غير المسؤولة التي أوصلت البلاد إلى هذه الوضعية خاصة أن هذا الإضراب مس الاقتصاد برمته وبجميع الصناعات التحويلية ستؤشر لغلق العديد من المصانع يذكر ان وزارة النقل استنكرت فى بيان اصدرته امس عودة بعض النقابيين الى الاعتماد على الاشاعة لاثارة البلبلة وتعكير المناخ الاجتماعي بالشركة التونسية للشحن والترصيف مما أدى لتعطيل العمل بيمناء رادس، ومن ثمة الاضرار بالاقتصاد الوطني وذلك في اشارة الى التصريح الإعلامي للكاتب العام الجهوي للشغل ببن عروس في احدى الصحف اليومية الوطنية حين اكد وجود نية لتخصيص احد ارصفة الميناء منال حرزي استقالة ر م ع الشركة التونسية للشحن والترصيف من منصبه تقدم الرئيس المدير العام للشركة التونسية للشحن والترصيف أنور الشايبي الخميس بطلب استقالته من منصبه الى وزير النقل في الوقت الذي يدخل فيه عمال الشركة يومهم الخامس من الاضراب. وحسب بلاغ أصدرته امس وزارة النقل فإن الوزير قبل الاستقالة مثمنا حرص مسؤول الشركة المستقيل على مصلحة المؤسسة والاقتصاد الوطني. وكان عمال الشركة المذكورة قرروا الاضراب عن العمل منذ عدة أيام احتجاجا على ما راج حول الترخيص لاحدى الشركات الاجنبية لاستغلال عدد من أرصفة ميناء رادس التي كانت تستغلها الشركة التونسية للشحن والترصيف وهو ما نفته وزارة النقل