علمت «التونسية» أن الرئيس المدير العام للشركة التونسية للشحن والترصيف أنور الشايبي قد قدم بعد ظهر اليوم استقالته وأن عمال الشركة قد عادوا للعمل في ميناء رادس وعاد النشاط إلى طبيعته. وكان رئيس الحكومة علي العريض قد اجتمع صباح أمس بوفد من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ترأسته وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد بمكتب رئيس الحكومة بالقصبة للتباحث في حل استعجالي لمسالة تواصل إغلاق ميناء رادس. وأكد سالم نبغة رئيس الجامعة الوطنية للنقل المنضوية صلب اتحاد الأعراف ل «التونسية» أن الوفد انتظر قرارا جريئا من رئيس الحكومة لكن الحلول قد غابت على حد تعبيره وأضاف قائلا «اخبرنا رئيس الحكومة ان المفاوضات مازالت قائمة فطالبناه ان نكون طرفا في هذه المفاوضات لكنهم رفضوا ذلك غير واعين ولا آبهين بخطورة المرحلة» . وأشار سالم نبغة إلى وجود كميات هائلة من اللحوم المستوردة تناهز ال 40 طنا مخصصة لشهر رمضان مهددة بالإتلاف حسب قوله وتابع قائلا «هناك كميات من الغلال والأدوية المهددة بالإتلاف ويوم أمس 24 باخرة بقيت ساعات بانتظار الدخول إلى الميناء لكن يا خيبة المسعى». هذا وكان الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية قد عبّر في بلاغ له عن كبير انشغاله بالوضعية الصعبة التي تواجهها المؤسسات الاقتصادية في ميناء رادس التجاري، بسبب تواصل إضراب عمال الشركة التونسية للشحن والترصيف منذ يوم الأحد 7جويلية 2013، والتي وجدت نفسها رهينة لهذا الوضع الخطير. وأكد الاتحاد أن نتائج الشلل الذي أصاب الحركة المينائية برادس ستكون وخيمة على الاقتصاد الوطني وعلى صورة تونس لدى المستثمرين الأجانب في حالة تواصله، خاصة أنه قد تسبب إلى حد الآن في خسائر فادحة وكبيرة للمتعاملين الاقتصاديين التونسيين والأجانب وفي ارتفاع تكاليف الشحن نتيجة حالة الاكتظاظ التي أصبح يعاني منها الميناء. كما نبه الاتحاد إلى المخاطر الكارثية لاستمرار هذا الإضراب ولحالة الشلل التي يعرفها أهم ميناء في البلاد، ودعا كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء هذا الوضع خاصة في هذا الظرف الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا، وإلى العمل على ضمان عودة النشاط الطبيعي إلى ميناء رادس في أسرع وقت ممكن حسب البلاغ. الإقالة لا غير وفي حديث ل «التونسية» حمّل أمس بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل وزير النقل عبد الكريم الهاروني مسؤولية تواصل غلق ميناء رادس قائلا «رغم تحمل منظمتنا لمسؤولياتها ودخولها بلا شروط في مفاوضات لحل الإشكال الحاصل وإعادة فتح الميناء أمام الملاحة البحرية, عمل وزير النقل على تعطيل مسار التفاوضات من خلال استفزازاته المتكررة ومحاولته المس من هيبة الاتحاد وتدخله السافر في الشأن النقابي خلال الجلسة التي جمعتنا صبيحة أول أمس بإدارة المؤسسة المعنية، وهو ما دفعنا الى رفع الجلسة ثم عدنا الى مائدة الحوار خلال المساء بحضور عدة وزراء كانوا مثالا في الدفاع عن عودة النشاط لميناء رادس وهو الموقف نفسه الذي تمسك به الاتحاد العام التونسي للشغل». وتابع بوعلي المباركي قائلا «كالعادة خطاب الهاروني كان ضبابيا ولم يعمل سوى على توتير أجواء الجلسة وعوض أن يبحث عن حلول لهذه الكارثة فقد صب جام غضبه على النقابة وعلى مسؤولي اتحاد بن عروس وبات يهدد الجميع ونحن نعتبر تصرفه غير مسؤول في ظرف مماثل ونحن نحمل الحكومة مسؤولية التصرف غير اللائق لهذا الوزير». وطالب بوعلي المباركي بضرورة اتخاذ قرار فوري يتمثل في التعجيل بإقالة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للشحن والترصيف برادس وفسر ذلك قائلا «هذا الشخص لا تتوفر فيه الشروط ولا المواصفات الكفيلة لإدارة مؤسسة والخسائر الجسيمة اكبر دليل على ذلك وانا لا أتخيل أن يكون شخصا أهم من مصلحة مؤسسة ومن مصلحة دولة وشركاء. وقد أكد الأعوان أن أنور الشايبي بصدد بث الفتنة في صفوف العمال وان علاقته بكافة المتدخلين في «البرط» متوترة وهو ما دفعهم الى المطالبة بإقالته».