تميزت الفترة الأخيرة وتزامنا مع بدء العمل بنظام الحصة الواحدة وكذلك حلول شهر رمضان بتزايد عدد حرفاء وسائل النقل على اختلافها ونظرا للاكتظاظ الخانق الذي تشهده الحافلات العمومية فإن وجهة الكثيرين تحولت إلى التاكسي الجماعي بحثا عن السفرة المريحة رغم إرتفاع الأجر.. إلا أن الحريف أصبح يتفاجأ في كل مرة يمتطي خلالها هذا "التاكسي الجماعي" بأمر جديد يشعره بالخوف، بالإمتعاض وبالتأفف في كثير من الأحيان فعدد من سائقي هذه السيارات لا يعون البتة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وليس لهم أية دراية بالتراتيب المهنية التي تنظم قطاع سيارات الأجرة، إذ يصرّ البعض على السياقة بسرعة جنونية وفي حالة هستيرية تبعث في الراكبين الخوف والرهبة من مصير مجهول ومخاطر تترصدهم في كل لحظة وعند أي تقاطع أو منعرج ليصل الأمر في بعض الأحيان إلى التسابق والتلاحق بين سيارتي تاكسي جماعي أو أكثر لبلوغ محطة النهاية دون أي إعتبار للحرفاء وما يشعرون به وهنا يطرح التساؤل حول دور الوحدات الأمنية في المراقبة والتوجيه خاصة على طول الطريق الوطنية 7 الرابطة بين أغلبية معتمدية ولاية منوبة: منوبة – دوار هيشر – وادي الليل – الجديدة في إتجاه طبربة.. وبعيدا عن أمر السرعة وأخطارها فهناك من الأمور ما يجب الإهتمام به وإيلائها ما يناسب من الدرس والبحث في الحلول وعلى رأسها طريقة تعامل السائقين مع الحرفاء إذ يتفاجأ الراكب في كل مرة للتعامل مع سائقين "غلاظ شداد" يبدون من الفظاظة وسلاطة اللسان ما يثني على الركوب اجتنابا لأي سوء فهم أو الوقوع تحت طائلة التعنيف وكم من حالة وقع الحديث عنها في هذا الشأن وتضرر فيها المواطن البسيط المسالم وخرج منها السائق "البطل" منتصرا فلا تتبع ولا رغبة في الإشتكاء به وهنا يطرح أمر تكوين السائقين وتهيئتهم للقيام بهذا العمل في أطره الأخلاقية والقانونية فليس من المعقول مثلا أن يأخذ أحد السواق في التلفظ بألفاظ لا أخلاقية في حضور أطفال ونساء!!! وتنكب المصالح الجهوية للنقل في هذه الفترة على مراجعة ملفات الرخص المسندة في قطاع التاكسي الجماعي لسحب عدد منها لا تتوفر فيها الشروط القانونية، فهل يكون لهذه الإجراءات أثر إيجابي على القطاع ويقع التخلص من بعض الممتهنين الرعوانيين الدخلاء الذين سمحت لهم الفرصة وفي ظروف تداخلت فيها الأسباب والمسببات للإلتحاق بمجموع سائقي وسائل النقل المحترفين المقتدرين.. ولماذا لاتكون عمليات السحب هذه فرصة للقائمين على النقل بالجهة للوقوف على النقائص وأسباب حصول التجاوزات وأيضا لدراسة الملفات المستقبلية بأكثر رويّة وتمحّص خاصة وأن الكثيرين من الشبان من أهل المهنة ينتظرون بفارغ الصبر السماح لهم برخص خاصة وبإمكانية العمل منفردين، كما الذهاب في إقرار برنامج متكامل لتكوين السائقين وبذلك تكون الفائدة عامة وشاملة.