تطوّر أسطول سيارات الأجرة وأصبح في بلادنا منذ فترة تملك سيارات أجرة جماعية وقد وجد هذا النوع من النقل إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لتوسّع خطوطها ومعقولية تعريفتها خاصة وأنها تغطي كثيرا من الخطوط البعيدة كالمرسى والزهراء وحمام الأنف والمحمدية وفوشانة وحي الزهور والزهروني ومن المنتظر أن يزداد عدد خطوطها وتتعمّم وجهاتها في ولاية تونس هذا الإقبال الكبير من قبل المواطنين على سيارات الأجرة الجماعية خلّف تذمّرات وتشكيات من قبل أصحاب سيارات الأجرة الفردية ويقول السيد محمد الحزي في هذا الإطار «ان الحريف دائما يبحث عن الأرخص وطبعا بالنسبة له سفرة بدينار أو ب500 مليم أفضل من سفرة بخمسة أو عشرة دنانير». وتبقى قيمة التعريفة السبب الجوهري في إختيار التاكسي الجماعي الشيء الذي أثر على مردود التاكسي الفردي وخّض من عدد حرفائه».. دعوة لتنظيم القطاع والقضاء على التهميش وبخصوص نفس الموضوع يجيبنا السيد حسن بن فريخة وهو سائق تاكسي فردي بقوله «ان كل قطاع له سلبياته وإيجابياته وقطاع النقل مثله مثل القطاعات الأخرى لا يخلو من النقائص وحسب رأيي المشكلة الأساسية تتمثل في عدم تنظيم هذا القطاع على أسس صحيحة بالشكل الذي لا يضرّ بالتاكسيات ولا بالحافلات الخاصة ولا بالنقل العمومي ويضيف السيد حسن أن تهميش قطاع النقل هو سبب هذه الفوضى وسبب تراجع مداخيل التاكسيات». وقد كان هذا رأي أصحاب التاكسيات الفردية الذي خالف رأي أصحاب التاكسيات الجماعية. ويقول السيد محمد حسين وهو سائق تاكسي جماعي «ان كل إنسان على الأرض جعل الله له رزقا ولا يمكن لشخص أن يفتكّ رزق شخص آخر فالجميع يعمل ولا يأخذ أحد إلا ما كتب له ولا أعلم لماذا أصحاب التاكسيات الفردية يحمّلوننا سبب تراجع مردودهم وقلّة حرفائهم» ويضيف السيد محمد «إن سائقي التاكسيات الجماعية عندهم ما يكفيهم من المشاكل ويوميا يعيشون حالات من الخوف من البلدية ومن أعوان المرور لوقوفهم الفوضوي وغير القانوني في ساحة منجي بالي وفي ساحة برشلونة وشارع قرطاج وغيرها من المناطق لعدم وجود محطات خاصة بالتاكسيات الجماعية الشيء الذي يجعلهم مهددين في أي لحظة بعقوبات مالية لذا نتوجه الى الجهات المسؤولة بطلب لتسوية وضعيتنا وتوفير فضاءات أو محطات خاصة بنا وتنظيم القطاع والقضاء على التهميش». لا فرق بين التاكسي الجماعي والنقل العمومي أما السيد لطفي العبيدي وهو سائق سيارة أجرة جماعية فيختلف مع زميله ويعطي الحق للحريف الذي لديه الحق في إختيار ما يتناسب مع ظروفه المادية ويضيف السيد لطفي «أنا حسب إعتقادي ان فئة معينة فقط تلجأ للتاكسي الجماعي الذي يعتبر دائما أفضل من النقل العمومي ومن الإكتظاظ ومن الإختناق داخل الحافلات والمتروات لأن التاكسي الجماعي لا يوصل المسافرين الى منازلهم بل فقط الى الشوارع الرئيسية ومن يرغب في أكثر راحة وأكثر رفاهية يستقلّ التاكسي الفردي وللحريف الخيار حسب إمكانياته وحسب ظروفه». أما السيد إلياس العجيمي وهو حريف فيعتبر أن مشروع التاكسيات الجماعية أفضل مشروع وضع لفائدة المواطنين اذ يتماشى مع ظروف الكثيرين الذين لا يستطيعون استقلال تاكسي فردي الى الخليدية مثلا بثمانية دنانير في حين يستطيع دفع دينار واحد كتسعيرة لنفس المنطقة في حين يختلف معه صديقه أحمد المختار الذي يعتبر التاكسي الجماعي مكانا لتبادل الروائح الكريهة وتحمّل أشخاص نكرة بالنسبة له هذا بالإضافة الى أن الحريف لا ينزل أمام منزله أو في حومته بل يضطرّ للنزول في الشارع الرئيسي وفي هذا الإطار يتساءل عن الفرق بين التاكسي الجماعي والنقل العمومي