على إثر حادثة اغتيال محمد ابراهمي المنسق العام للتيار الشعبي وعضو مجلس أمناء الجبهة الشعبية بالرصاص أمام منزله شهدت مدينة سيدي بوزيد صباح أمس الجمعة مسيرة احتجاجية حاشدة رفع أثناءها المشاركون من أبناء الجهة ومكونات المجتمع المدني والأحزاب لافتات وشعارات منادية بإسقاط الحكومة المؤقتة ومناهضة للعنف السياسي الممنهج الذي تمارسه ميليشيات لجان حماية الثورة كما طالب المشاركون في المسيرة بإيقاف القاتل وفضح ارتباطاته المشبوهة وفتح تحقيق جدي ومسؤول حول ملابسات هذه الجريمة النكراء التي تزامنت وقائعها مع الذكرى السادسة والخمسين لعيد الجمهورية وراح ضحيتها المناضل والقائد الميداني محمد ابراهمي الذي دعا إلى تطويق واستئصال ظاهرة العنف ومحاسبة الأطراف التي تقف وراءها بالإضافة إلى ضرورة تصحيح مسار الثورة وفي سيّاق متصل أصدر المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بيانا ندد فيه بالفعلة الشنيعة التي استهدفت رمزا من رموز الخيار الوطني التقدمي كما حمّل السّلطة الحاكمة ووزارة الداخلية ما وصلت إليه الأوضاع الأمنية من انفلات وعدم استقرار إلى حد استعمال السلاح الناري والتصفية الجسدية واعتبر ما حدث قد يجر البلاد إلى نفق مظلم يصعب الخروج منه خاصّة وأن الإرهاب الأعمى إذا انطلق يدمر الجميع ولا يستثني أحدا حسب ما ورد في البيان الذي تحصلت "الصباح" على نسخة منه. عصيان مدني.. دعا الاتحاد الجهوي للشغل وجبهة الحسم بالجهة إلى مواصلة التظاهر واحتلال الشوارع والساحات العامّة واعلان العصيان المدني حتّى اسقاط السّلطة السياسية القائمة بمؤسساتها الثلاث حكومة ورئاسة ومجلسا تأسيسيا مع التأكيد على ملازمة الحذر وتجنب الفوضى والانفلات قصد المحافظة على الأرواح والممتلكات الخاصة والمرافق العمومية. مواجهات.. إلى ذلك قام ليلة أمس الأوّل عدد من الشبان الغاضبين بإشعال الإطارات المطاطية في الشارع الرئيسي ورشق إدارة إقليم الحرس الوطني بالحجارة إضافة إلى حرق مقر الولاية ومحاولة إضرام النّار في بعض المؤسسات الأخرى ولكن المواطنين تصدّوا لهم وأقنعوهم بضرورة العدول عن تنفيذ عمليات التخريب التي لن تزيد هذه الجهة المحرومة والمهمشة على مختلف الأصعدة إلّا صعودا إلى الهاوية قبل أن يتحول المحتجون إلى ساحة الشهيد أين أمطروا منطقة الأمن الوطني بوابل من الحجارة بعد خلع بابها الرئيسي مما دفع الأعوان لإطلاق الغازات المسيلة للدموع بكثافة في محاولة لتفريقهم. وقد أفضت هذه المواجهات التي تواصلت لأكثر من سبع ساعات إلى تهشيم أبواب ونوافذ المؤسسة الأمنية وعدد من السّيارات الإدارية التابعة للمنطقة الموجودة داخلها فضلا عن ايقاف ستّة محتجين تمّ اطلاق سراح 5 منهم بعد تدخّل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد