تونس - الصباح الاسبوعي : مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي هي مراكز منتشرة في كامل الجمهورية وتغطي تقريبا جل ولايات الجمهورية ويبلغ عددها تقريبا 18 مركزا وهذه المراكز تشتغل بالتنسيق مع مؤسسات حكومية وغير حكومية منها مؤسسات تربوية وإصلاحيات ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني.. ومركز الملاسين انطلق في النشاط سنة 1994 وهو ثاني أقدم مركز في تونس. والفئات المستهدفة هم الأطفال المنقطعون عن الدراسة والجانحون وكذلك الأطفال المهددون على معنى الفصل 20 من مجلة حقوق الطفل.. "الصباح الأسبوعي" التقت عاطف بورغيدة الأخصائي النفساني ومدير مركز الإدماج الاجتماعي بالملاسين.. لتسليط الضوء على نشاط المركز والفئات العمرية التي يستقبلها والمعايير التي يتعهدون الأطفال على ضوئها.. نشاط المركز.. في مستهل حديثه معنا يقول عاطف بورغيدة "نحن نشتغل بالتنسيق مع المؤسسات التربوية، نشتغل مع المدارس الابتدائية والإعدادية وننسق مع خلايا العمل الاجتماعي في الوسط المدرسي المتواجدين داخل المؤسسات التربوية، ومن صميم عملها إحالة هؤلاء الأطفال المهددين بالانقطاع أو المنقطعين إلى مؤسسات الإحاطة والإدماج ومن أبرزها مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي.. ويستقبل المركز الأطفال المنقطعين عن التعليم الابتدائي أعمارهم من 13 سنة إلى 16 سنة ولدينا حالات في حدود ال10 سنوات. وبالنسبة لعدد حالات الانقطاع والتي يستقبلها سنويا المركز يقول بورغيدة "بالنسبة للمنقطعين عن الدراسة فانه يستقبل الأطفال لدورة تكوينية تمتد على 10 أشهر، ويخصّص لهم برنامج عمل تأهيلي تربوي ويكون قريبا من البرامج المدرسية، يصل العدد الى 100 طفل سنويا من الذكور والاناث تكون لديهم مشاكل سلوكية والأسر لا تملك القدرة على تأطيرهم وهناك مؤشرات تنبئ أنهم يمكن أن ينساقوا الى الانحراف فيقع قبولهم والعمل معهم لدورة دراسية أو دورتين.. وبعد ذلك يقع توجيههم الى مسالك التكوين والتدريب المهني أو قد يقع في حالات إعادة إدماجهم مدرسيا..". ويرى مدير مركز الدفاع والإدماج الاجتماعي بالملاسين أنه "بالنسبة للأطفال المنقطعين مبكرا عن التعليم لدينا تقريبا نسبة نجاح تضاهي 100 بالمائة، لأننا نقوم بعمل عن قرب وعلى امتداد 10 أشهر ونحاول تجميع كل ظروف النجاح مع الطفل، وكل الأطفال يقع توجيههم للتدريب والتكوين المهني وكذلك نحن نتوجّه الى الأطفال الجانحين الذين نستقبلهم من الاصلاحيات ونسبة ادماجهم تكون أقل ولا تتجاوز 50 بالمائة، وبالتالي تكون نسبة الأطفال المنقطعين حديثا عن التعليم هي نسبة عالية وتصل الى 100 بالمائة..". ويضيف بورغيدة "يخضع الأطفال الى رعاية نهارية ويتلقون تعليما مشابها لما يتلقونه في المدارس الى جانب الأنشطة التحفيزية على الرسم على جميع المحامل وأنشطة أخرى كالورشات الاعلامية والنشاط الرياضي والبدني وهذه الأنشطة تستهدف سلوك الطفل من حيث تحسنه وتهذيبه وإعداده للاندماج..". العمل مع الإصلاحيات.. ويؤكّد مدير مركز الدفاع والإدماج الاجتماعي "أن هناك عملا موازيا يتم مع الإصلاحيات فهناك تكوين يتم داخل الإصلاحيات ويتضمّن الإحاطة والتأطير النفسي والاجتماعي بالإضافة إلى أن المؤطرين بالمركز يقومون بحصص توعية وإصغاء داخل الإصلاحيات.. وهناك فريق عمل آخر ينشط بالتوازي مع أسرة الطفل الجانح فهناك فريق اجتماعي نفسي يتحوّل إلى أسرة الطفل الجانح ويلتقي بها وينظر في الأسباب التي تكون قد أدّت إلى جنوح أطفالهم، وهذا العمل يندرج في خانة تهيئة الأجواء لاستقبال الأطفال بعد مغادرتهم للإصلاحيات وبالتالي يمكن للطفل استئناف حياته بصورة عادية ويتفادى العود..". ويضيف مدير المركز "بالنسبة للأطفال المهددين الذين يقع توجيههم من قبل القضاء أو مندوبي حماية الطفولة سجلنا تراجعا في عدد هؤلاء الأطفال خاصّة بعد الثورة.. كنا نتعامل مع زهاء 150 طفلا سنويا تحت عنوان أطفال مهددين يحيلهم إلينا مندوبو حماية الطفولة؛ بعد أحداث الثورة قلت هذه الحالات فخلال السداسي الأوّل لسنة 2013 لدينا تقريبا 12 حالة.. وتبقى الأسباب بيد القائمين على رعاية الطفولة المهددة". وحول الصعوبات التي يواجهها المركز يقول عنها مدير المركز أن وجود مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي هي بمثابة مكسب لتونس منذ بداية التسعينات وتكريس لمنظومة حماية الطفل، لكن هذه المراكز بحكم اختصاصها تتعامل مع فئات هي محل أنظار المنظمات الحقوقية.. ولا ننكر اليوم بأن هناك مؤشرات تدعو للحيرة والقلق حول ظاهرة الجنوح والعود إلى الجنوح .. لذلك هذه المراكز في حاجة للدعم المادي والبشري وفي حاجة للدعم اللوجستي باعتبار جسامة مهامها، فالاعتمادات المرصودة لمركز الملاسين متواضعة نوعا ما حيث أنها في حدود 150 ألف دينار.. رغم أن وزارة الإشراف منكبّة على دعم هذه المراكز..".