عبر الفنان مقداد السهيلي باسمه الشخصي وباسم نقابة الفنانين التونسيين المحترفين، عن الأسف الشديد من التجاذبات السياسية التي تعيشها تونس اليوم خاصة في مستوى الأحزاب نظرا لما تنم عليه من تكالب على الكراسي. في المقابل دعا جميع الأطراف إلى ترك الانتماءات الحزبية والألوان السياسية والتوجه إلى حزب تونس ومصلحته، لأنه يرى أن هذا الوطن، الذي يكاد يغرق بمن فيه في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة والصعبة، هو اليوم في أمس الحاجة إلى كافة القوى الحياتية. وفي ذات الإطار اعتبر رئيس نقابة الفنانين التونسيين المحترفين أن الفنان يعد عنصرا أساسيا من مكونات المجتمع المدني الذي يكثف من أنشطته تجاوبا مع هذه المرحلة والاستحقاقات الوطنية. لأن دوره لا يقل قيمة عن السياسيين والوطنيين الأحرار. ويتجسد ذلك حسب تفسيره من خلال مواصلة إحياء العروض الفنية وإقامة الحفلات والسهرات كخطوة ومبادرة عملية من هذه الفئة للتصدي للإرهاب والعنف المهدد للأمن والاستقرار. وقال في ذات السياق:" يجب عدم رمي المنديل بإيقاف المهرجانات لأن في ذلك تسليم بالأمر الواقع وخذلان وخوف من هذه الشرذمة من الإرهابيين. بل علينا أن ندافع عن مدنية دولتنا وحيوية شعبها الميّال لحب الحياة والأجواء المرحة من خلال التكثيف من العروض حتى نمنح الشعب التونسي الثقة الكافية ونشكل دافعا له لحب الحياة وعدم السقوط أو الانزلاق في خندق العنف الذي تروم بعض الجهات جرنا إليه". لقاء عملي رفيع المستوى ومواصلة لنشاطها المدني والاجتماعي، أفاد مقداد السهيلي أن نقابة الفنانين المحترفين نظمت حملة تبرع لعائلات شهداء تونس من الجيش التونسي الذين كانوا ضحية الإرهاب بجبل الشعانبي وذلك أيام 4 و5 و6 من الشهر الجاري يشارك فيها الفنانون المنضوين تحت هذه النقابة. وأوضح أنه سيتم تقديم جملة التبرعات إلى وزارة الدفاع الوطني لتتولى توزيعها على المعنيين بالأمر. من جهة أخرى أكد محدثنا أنه كان لهذه النقابة لقاء مع رئاسة الحكومة بحضور عدد من الوزراء وقدمت نقابة الفنانين المحترفين خلال هذه المناسبة جملة من الاقتراحات التي اعتبرتها، حسب رأيه، اقتراحات عملية تساهم في إخراج تونس من مأزق وخطر العنف والإرهاب. وكشف محدثنا عن جانب من الاقتراحات ومن بينها عدم إيقاف أو تأجيل أي تظاهرة أو مهرجان مهما كانت الأسباب وتصوير ومضات اشهارية بمشاركة فنانين تتمحور حول ثقافة الإشعار والإعلام. لأنه يعتبرها من أنجع الطرق للقضاء على الإرهاب على منوال ما هو معمول به في أغلب البلدان المتقدمة بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا التي عاش فيهما محدثنا. انتقد مقداد السهيلي المواقف التي تتباهى بتعليق بعض الفنانين الأجانب المشاركة في المهرجانات التونسية تضامنا مع الشهداء الذين سقطوا ضحايا الإرهاب والاغتيال مؤخرا، وعلل هذا الانسحاب بالخوف لا غير في المقابل دعا الجميع إلى عدم الانسياق وراء الانتقادات المغرضة برمي المنديل منح ثقة أكبر للإرهابيين حتى يهددوا كل مناسبات الفرحة في المجتمع التونسي. عقد شراكة المكسب ولئن عبر محدثنا عن لومه لوزارة الثقافة وهيئات المهرجانات الدولية وغيرها عن عدم الاستجابة لطلب النقابة المذكورة بتشريكها في وضع برمجتها خلال هذه الصائفة، فإنه في المقابل نوه بعقد الشراكة الذي أمضيته النقابة التي يرأسها مع مؤسسة حقوق المؤلفين والملحنين التي أصبحت مستقلة. واعتبر هذا العقد والمؤسسة في صياغتها الجديدة بمثابة مكسب هام للقطاع والعاملين فيه. موضحا أن أول خطوة ستقوم بها هذه الهيئة بعد عيد الفطر هي التحول إلى محلات بيع "البومات" وظروف العرض وغيرها. وذلك في إطار المراقبة التي من شأنها أن تساهم في منح الفن والفنانين القيمة المطلوبة وتضع حدا للفوضى السائدة في المجال. تأجيل المشاريع الخاصة أما فيما يتعلق بأعماله الخاصة بين محدثنا أن كل اهتمامه كان موجها إلى العمل النقابي. وشارك بعرض "ارتجال للإنشاد الصوفي" في مناسبتين فقط خلال هذه الصائفة في حين قرر تأجيل العرض الفرجوي الضخم" أصحاب الكلمة" إلى مواعيد لاحقة بسبب قلة العروض. كما هو الشأن بالنسبة لعملية تسجيل أغاني هذا العمل.