بعد مسيرة فنية قاربت العقدين يدخل الفنان كريم ياسين المهرجانات الصيفية من خلال عرض فني خاص اختار تسميته "تونس في القلب" يقدم فيه أبرز أغانيه الخاصة ومجموعة أخرى من الأغاني الإيقاعية حسب تأكيده لأنه يميل إلى اللون الشبابي والأغاني الإيقاعية ذات االمضون الهادف. وأوضح أن هذا المشترك الذي جمعه بمحسن الماطري من العوامل التي جعلت علاقته الفنية تتواصل معه. كما هو الشأن بالنسبة للشاعر عماد الورغي الذي كتب له عديد الأغاني منها "حكاية عمري" التي شارك بها في مهرجان الأغنية التونسية سنة 2008 ولاقت استحسان من استمع لها رغم أنها لم تتوج في مسابقة المهرجان. واعتبر كل تجاربه الفنية خلال مسيرته بمثابة لبنات أراد من خلالها التأسيس لمسيرة فنية نوعية وعلى طريقته دون أن يتبع أيّ نموذج. لذلك كان يميل إلى انتقاء الأعمال وفق مقاييس القيمة الفنية والموضوع الهادف والطرح الجمالي لأن الموسيقى والغناء بالنسبة له هو موطن إبداع ومجال للتعبير عن رؤية جمالية للعالم والآخر حسب رأيه. ولم يخف موقفه من الوضعية الصعبة التي يمر بها الفنان في تونس في ظل الصعوبات التي يواجهها في الإنتاج والترويج للأعمال من ناحية وفيما يتعلق بموارد العيش من ناحية أخرى. وهو العامل الذي دفعه لمواصلة دراسته وعدم التفرغ للفن. علما أن كريم ياسين يشتغل إطار بمؤسسة حكومية. مشاريع جديدة من جهة أخرى أكد كريم ياسين أنه بصدد التحضير لإنتاجات جديدة سترى النور قريبا تجمعه بعدد من الشعراء والملحنين من بينهم أحمد الماجري في أغنية من ألحانه وكلماته " يزّيني" على طريقة هذا الفنان. وقال في ذات السياق:" اعترف أني محظوظ في مسيرتي الفنية تعاملت مع فنانين أعتبرهم رموز الأغنية التونسية وتعلمت منهم الكثير على غرار عبد الحميد بنعلجية وأحمد القلعي ومحمد ساسي والطاهر غرسة وحسونة قسومة وغيرهم. هذا إضافة إلى مجموعة من الأعمال الأخرى التي اعتبرها متميزة بشهادة أهل الفن". وأضاف قائلا:" لي مشروع فني ضخم مع الفنان مقداد السهيلي الذي أكن له كل التقدير لأن الجميع يعرف قيمة ومستوى أعماله ودوره في القطاع الفني سواء كفنان أو كنقابي." من جهة أخرى عبر محدثنا عن تفاؤله بمستقبل تونس لتسير نحو الديمقراطية المنشودة حسب رأيه لأنه يعتبر كل ما يقوم به أعداء الثورة والحرية من منغصات وتثبيط للعزائم من أجل فرض أنماط غريبة في المجتمع التونسي فانهم غير قادرون في ظل الوعي الكبير لدى شريحة الشباب ويقظة المجتمع المدني. أما فيما يتعلق بالميدان الفني فقال كريم ياسين:" على خلاف ما قلت سابقا أنا لست متفائلا لما يحدث في الساحة الفنية والثقافية بشكل عام. لأن مظاهر التفرقة والفوضى والصنصرة ما انفكت تتفشى في هذه الأوساط. ثم أن هذه القطاعات لم تستفد، كما كان مطلوب منها، من هامش الحرية من المفروض أن يكون مكسبا لأهل هذه الميادين." واعتبر ذلك من العوامل التي كانت سببا لعدم ظهور أغاني بارزة في تونس الجديدة. كما استنكر ظاهرة العنف بمختلف أنواعه على كل ماله علاقة بالإبداع والفكر واعتبر الفنانين أكثر الناس ضحايا لذلك. لكنه في المقابل دعا الفنانين إلى عدم رمي المنديل لأن الوقت مازال مناسبا للتحرك تجاه منابر الابداع والتعبيرات الحرة وفضاءات النشاط والعمل بما يخدم صورة وفكرة وفن تونس الجديدة كما أرادها كل من تمرد على النظام البائد. في المقابل أكد كريم ياسين أنه عاقد العزم على المُضِي قُدُما في مجال الغناء والموسيقى دون مبالاة بأعداء الإبداع والفن كرؤية لحياة ووجود جميل. لأنه يرى أن تونس لن تكون جميلة ويطيب فيها العيش إلا إذا كان لفنانيها ومثقفيها الدور والمنزلة المطلوبتين.